لا تزال أكثر من 2000 عائلة تقطن بحي حراثن ببلدية جيجل، تنتظر التفاتة السلطات الولائية، علَّها تتمكن من تخفيف حدة المعاناة التي تكابدها منذ أزيد من 20 سنة. أكد سكان حي حراثن أن منازلهم لا تزال إلى اليوم غير مربوطة بشبكة الصرف الصحي، مما يشكل خطرا حقيقيا يهدد بوقوع كارثة صحية، خاصة و أن المشكل قائم منذ نهاية شهر مارس، حيث ظهر التيفوئيد بالمنطقة وانتشر بطريقة رهيبة، بعد إصابة أزيد من 240 شخصا، ما جعل وزير الصحة ينزل على عجل لمعاينة الوضع، وأمر آنذاك بترحيل هذه العائلات الى سكنات لائقة في مدة أقصاها شهر، إلا أن تعليمة الوزير الشفوية لم تنفذ، رغم ان بؤرة التيفوئيد لم يتم احتواؤها إلا في شهر ماي، وهو الأمر الذي لا زال يتخوف منه سكان حي حراثن، خاصة وأن كل الظروف مواتية لتكرار الكارثة. والملاحظ أن حي حراثن يفتقر للتهيئة الحضرية، مما جعل السكان يتخوفون من بقاء الوضع على حاله لغاية حلول فصل الشتاء، أين تصبح عملية الدخول من و إلى الحي صعبة للغاية. و أمام هذه المشاكل أصبح الحي حسب بعض المواطنين مصدر معاناة لا بداية لها و لا نهاية، لذلك يناشدون السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية بالتدخل لبرمجة مشاريع التهيئة الحضرية، وربط سكناتهم بشبكة الصرف الصحي والإنارة العمومية. وعلى العموم، فإن حي حراثن يبقى نقطة سوداء ببلدية جيجل يجب إزالتها مهما كلف الأمر، خاصة وأن سكان هذا الحي يعلقون آمالا كبيرة على السلطات الولائية التي تكون قد خصصت 20 مليار سنتيم للقضاء على مظاهر البؤس به. ونشير هنا إلى أن عملية تزفيت الطريق بالحي قد تمت في جرء منها، على أمل إتمام الأشغال الأخرى في أقرب الآجال.