الحياة بحي حراثن ببلدية جيجل تشبه المأساة، فالحي أصبح منطقة موبئة وخطر الموت يحدق بالسكان ولا أحد يجرؤ أن يقول غير ذلك ..أكثر من 100 مصاب بداء التيفوئيد والقائمة قابلة للارتفاع ويبقى أمل السكان هو الترحيل الى سكنات لائقة مثلما وعد بذلك وزير الصحة في زيارة خاطفة الى الحي المذكور سالفا، مساء أول أمس السبت. حي حراثن الذي زرناه مساء السبت وخلال الأيام الماضية عند بداية ظهور داء التيفوئيد هو عبارة عن فوضى داخل فوضى، أكواخ متداخلة والمياه القذرة في كل مكان ما نتج عنه نمو الحشائش المختلفة وحولت المكان الى غابة فوضوية. والملاحظ أن بهذه المنطقة يوجد حي 84 مسكنا تطوري غير أنه لم ينج من الكارثة وقد كانت لنا عدة وقفات هناك ونبهنا للخطر الداهم قبل عدة أشهر لأننا لاحظنا أن كل الظروف كانت مهيأة لظهور التيفوئيد وغيره من الأمراض الفتاكة. والمنظر العام للحي والروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان وتدفق المياه القذرة كلها مؤشرات كانت تستصرخ المسؤولين، لعلهم يسارعون الى انقاذ ما يمكن انقاذه، ووسط حي حراثن أكوام من القمامة تم رفعها مؤخرا وغير بعيد عنها محل تجاري هو مركز لتسوق المواطنين وفيه يباع كل شيء...ووسط هذا الديكور من الفوضى أطفال يلعبون غير آبهين بما يحدث داخل بيوتهم ولا أحد هنا بإمكانه منعهم من اللعب لأنه ببساطة لا خيار لهم رانا عايشين يقول أحد المواطنين لقد عشنا منذ بداية التسعينيات على حلم الحصول عاى سكن لائق لكن لا أحد التفت إلينا، وها قد حلت الكارثة، الكل مريض هنا...ويضيف أحد الشباب لقد قدمنا لهم العديد من الشكاوى، لكن لا أحد تحرك..في تلك الأثناء علا صراخ داخل اأحد الاكواخ وهرع الجميع الى داخله إنها امراة تتلوى من الألم وربما احتملت أكثر مما يجب حتى خارت قواها وقد تم حملها على جناح السرعة الى المستشفى لتضاف الى قائمة المصابين الذين فاق عددهم 100مصاب.... ولعل الشيء الملاحظ هنا أن الوضع بقي هو هو، زيارات متكررة للمسؤولين ودعوات بأن يحفظ الله سكان الحي لأنهم ضحايا فروا في وقت ما من جحيم الإرهاب واستوطنوا هنا لعلهم يجدون الأمن والسلام. وقد أجمع الذين إلتقيناهم على أن الوضعية خطيرة والكارثة ستتكرر ما لم يتم ترحيلهم الى سكنات لائقة، وأمام هول ما وقع اضطر وزير الصحة أن ينزل الى الحي المذكور للاطلاع على الاجراءلت المتخدة للحد من استفحال الداء..حيث طمأن الجميع بأن الدولة سترحلهم في القريب العاجل الى سكنات لائقة...وعلى العموم، فإن حي حراثن هذا يبقى من النقاط السوداء ببلدية جيجل وقد عجزت كل السلطات المحلية عن إيجاد حل له أو هكذا أريد له .. وحي حراثن هذا يتربع على مساحة 3 هكتارات وهو يحتوي على 300كوخ أو أكثر وربما هذا هو السبب الذي حال دون إيجاد حل عاجل لترحيل هؤلاء السكان رغم المحاولات التي كانت في السابق لإعادة البعض الى مناطقهم الأصلية وبين هذا وذاك يبقى الخطر الداهم يحدق بالمواطنين ويبقى الأمل قائما في ترحيلهم قريبا ..