47 مليون ناخب الأحد القادم لاختيار الأفضل من بين 11 متنافسا أعلن وزير الداخلية الفرنسي ماتياس فيكل، أمس الأحد، أن السلطات الفرنسية اتخذت سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة لضمان الأمن خلال الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي تجرى، الأحد المقبل، والدورة الثانية في 7 ماي. أكد فيكل، أنه تم استنفار 50 ألف شرطي ودركي لتأمين مكاتب الاقتراع التي يبلغ عددها 67 ألف مكتب. تتوخى هذه التعزيزات الأمنية مواجهة «التهديدات الإرهابية» وأيضا تفادي أحداث شغب قد يقوم بها ناشطون من أقصى اليمين أو اليسار الراديكالي المتطرف بعد إعلان نتائج الدورة الأولى. وبحسب الوزير الفرنسي، فإن «كل التهديدات تؤخذ على محمل الجد، والهدف هو أن يمر الاقتراع الرئاسي في أجواء هادئة». وكشف وزير الداخلية الفرنسي، أنه تم اعتقال 19 شخصا في إطار تدابير مكافحة الإرهاب، في شهر مارس الماضي. وذكَّر بأن «فرنسا ماتزال في حال طوارئ منذ اعتداءات 13 نوفمبر 2015، والتهديدات الإرهابية ماتزال في أقصى درجاتها في فرنسا والدول الأوروبية الأخرى». ملمحا إلى الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها لندن في 22 مارس الماضي، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، واعتداء استوكهولم في 7 أفريل الماضي، الذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص. في سياق التدابير الأمنية، أبلغ جهاز الاستخبارات الداخلية، المرشحينَ البارزين للانتخابات الرئاسية ب «وجود تهديدات جدية تستهدفهم شخصيا أو مقار حملاتهم الانتخابية». وقامت وزارة الداخلية بتعزيز الاحتياطات الأمنية حول مقار حملات المرشحين. وكان المبنى الذي يضم مقر حملة مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، مارين لوبان، في باريس، تعرض لمحاولة إحراق، ليل الأربعاء إلى الخميس الماضي. وأكدت الشرطة، أن مصدر النيران «ليس طبيعيا، وذو دوافع إجرامية على الأرجح». وتبنت مجموعة تطلق على نفسها إسم «مكافحة كره الأجانب»، هذا العمل الذي نفّذته «بزجاجات حارقة»، على حد قولها. تعزيزات استثنائية لحماية المرشحين كما كشف وزير الداخلية، أن وزارته اتخذت تدابير أمنية استثنائية لحماية المرشحين للرئاسة. وذكر أن المهرجان الانتخابي الأخير الذي عقده المرشح اليميني المحافظ، فرانسوا فيون، في مدينة مونبولييه، في 14 أفريل الماضي، خضع لحماية مشددة، شاركت فيها وحدة من القوات الخاصة ونخبة من الرماة. من جهتها، أكدت صحيفة «لوجورنال دو ديمانش»، أن تنقلات المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، تحظى بعناية خاصة من طرف السلطات الأمنية وأن هذه الأخيرة تبعث بوحدات متخصصة في الكشف عن المتفجرات إلى أماكن تجمعاته الانتخابية. كما تتهيأ الداخلية الفرنسية لسيناريو مواجهات بين الناشطين اليساريين المتطرفين وأنصار مرشحة اليمين المتطرف لوبان، في حال فوزها في الدورة الأولى من الانتخابات. وتخضع تحركات هذه الأخيرة إلى مراقبة أمنية مكثفة، خاصة بعد حادث الإحراق المتعمد الذي تعرض له مقر حملتها. وتطرق وزير الداخلية الفرنسي، أيضا، إلى إجراءات الحماية الإلكترونية والمعلوماتية التي اتخذتها السلطات من أجل حماية عمليات فرز الأصوات في الدورتين الأولى والثانية، وقال إن «كل النتائج سيتم نقلها عبر مقر وزارة الداخلية تفاديا لمحاولات الاختراق الإلكتروني أو التلاعب بالنتائج». هذا وذكر وزير الداخلية، أن تصويت الفرنسيين في الخارج خلال الانتخابات التشريعية في 11 و18 جوان القادم، قد تم إلغاؤه، نظرا لعدم توافر الشروط الأمنية. ومن المنتظر أن يتوجّه 47 مليون ناخب فرنسي، الأحد القادم، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتنافس فيها 11 مرشحًا أوفرهم حظًا للصعود إلى الدور الثاني، مانويل ماكرون (وسط)، ومارين لوبان (يمين متطرف) وجون لوك ميلونشون (أقصى اليسار) وفرانسوا فيون (يمين)، وبونوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم.