عبر، الناشطون في مختلف أسلاك الوظيف العمومي، عن ارتياحهم البالغ لقرارات الثلاثية التي رفعت الأجر القاعدي إلى 15 ألف دينار، معتبرين هذه الزيادات الأهم من نوعها منذ أن شرعت الدولة فيها. وأكد السيد ''ج.حميداني'' سائق بمديرية البناء والتعمير لولاية العاصمة، أن الزيادة في الأجور، وخاصة الحد الأدنى منها سيجعلنا نتنفس قليلا من ناحية القدرة الشرائية والتكفل بانشغالات أسرنا وأولادنا خاصة في المناسبات كرمضان والأعياد والدخول المدرسي، كما سيرفع نسب حظوظنا في الاستفادة من السكن عن طريق مختلف الصيغ حيث كان مشكل تدني الأجر يحرمنا من توفير ما يمكن من الأموال لاستيفاء الشروط. وفي سياق متصل، أشار ''ب.حسان'' موظف بقطاع صحي بالعاصمة، إلى الظرف المناسب لهذه الزيادات حيث جاءت بعد فترة عصيبة للموظفين، فمن العطلة الصيفية الى الدخول المدرسي إلى رمضان والعيدين حيث أصبنا بعدة احباطات وانهيارات مالية وعصبية، ولحسن الحظ أن الوقت يمضي بسرعة وإلا لكانت الأمور ستكون أسوأ. ويأمل، ذات المتحدث الذي التقينا به في مقهى بباب الزوار، من السلطات أن تضبط أسعار السوق أكثر فأكثر وتشدد العقوبات على المضاربين ومافيا الأسواق الذين يتربصون دائما بالزيادات ويمتصونها قبل دخولها حيز التطبيق. ووصف ''ن.لواضح'' إداري بإحدى بلديات غرب العاصمة الزيادات بالمعتبرة والهامة، والتي ستكون محفزا لنا لتحسين أمور الجماعات المحلية وتقديم خدمات أرقى للمواطن، فالموظف في الوظيف العمومي تعتبر أجوره الأدنى والأقل في البلاد مقارنة بالقطاعات الأخرى وبوصول الحد الأدنى للأجر القاعدي الى 15 ألف دينار ستتحسن أوضاعنا الاجتماعية نوعا ما وسنتدارك العجز في ميزانياتنا المنزلية بنسبة هامة جدا. أما ''ب.وحيد'' ميكانيكي بمؤسسة عمومية لنقل المسافرين، فقد أوضح أن الاتفاقية الجماعية التي تحكم المؤسسة ستراجع من اجل الرفع من أجورنا التي تبقى ضعيفة جدا بالمقارنة مع التحولات التي يعرفها القطاع الاقتصادي والتجاري، فكل شيء تضاعف سعره بينما بقيت الأجور تراوح مكانها، وهي المعضلة التي جعلت العامل يفقد الرغبة في تطوير الخدمات والمردودية وفتحت المجال للآفات كالسرقة والرشوة والمحسوبية والولاء الزائف وهذا من اجل سد العجز وهي المشاكل التي قتلت روح الإبداع والتحفيز في مؤسساتنا. واشتكى، نفس العامل، من ضعف الأجور فبعد أكثر من 20 سنة عمل لا تتجاوز أجورنا 16 ألف دينار، ولكم أن تتخيلوا ماذا سنجنيه في التقاعد من دون شك سنعاني، نحن وأولادنا، كثيرا وعليه نأمل في المستقبل أن تراعى الأوضاع المستقبلية للعمال. وبهذه الزيادات التي أعقبت فترة أفراح الشعب الجزائري بعد تأهل المنتحب الوطني لمونديال جنوب افريقيا، تكون الجبهة الاجتماعية قد تنفست الصعداء بعد انتظار طويل، غير أن هذه المكاسب الاجتماعية يجب أن تصان ويحافظ عليها خاصة من قبل وزارة التجارة المطالبة بقمع الغش ومحاربة التلاعب بالأسعار والتصدي للمضاربين.