مشاركون من 23 دولة يناقشون الصعوبات التي تواجه تفتيش العمل وسبل تجاوزها أشادت منظمة العمل العربية، أمس، بمناخ سوق العمل في الجزائر والإصلاحات المتخذة، مؤكدة أن هناك تقدما كبيرا عرفه القطاع بعد الإجراءات التي قامتها بها الدولة لتحسين مناخ الاستثمار وسوق الشغل، مشيرة إلى أن التجربة الجزائرية محل إعجاب على المستوى العربي، في حين دعت الجزائر المنظمة إلى إعادة النظر في مناهج عملها لتحسين مناخ العمالة. قال المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري أن التجربة الجزائرية باتت محل إعجاب على المستوى الإقليمي، بعد الإصلاحات التي قامت الدولة بها لتعزيز سوق العمل، رغم وجود تحديات كبرى تحتاج إلى بذل جهود اكبر لتحسين مناخ العمالة نحو الأفضل، مواكبة للتكنولوجيا في القطاع بهدف تعزيز المورد البشري. وأشار المطيري في تصريح للصحافة على هامش انطلاق إشغال الندوة القومية التي تنظمها المنظمة حول تفتيش العمل بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي بالعاصمة أمس، انه سيقوم بتفقد مناطق العمل والوقوف على ظروف العمال الحسنة التي تقدمها الجزائر. تمثل تشريعات العمل صمام الأمن الاقتصادي والاجتماعي حسب المتحدث، الذي أكد ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري ليضطلع بمهامه على أكمل وجه، مشيرا إلى أن الندوة ستناقش على مدار ثلاث أيام التحديات التي تواجه سوق العمل في المنطقة العربية. وتنصب جهود المنظمة العربية للعمل حسب المطيري على دعم هيئات مفتشيات العمل، التي تعمل على توفير مناخ ملائم للاستثمار وتامين حياة العمال، موضحا أن المناخ الجيد يدعم التقدم الاقتصادي والاجتماعي للدول، وهو احد الركائز التي تدعمها المنظمة في المنطقة العربية. وأضاف المطيري إلى أن ندوة الجزائر ذات أهمية بالغة لتسليطها الضوء على التحديات الجديدة في سوق العمل، وكذا التطورات التكنولوجية المعتمدة في عدد من الدول، منوها بأهمية 98 اتفاقية تم التوقيع عليها منذ إنشاء المنظمة وهي تحتاج اليوم إلى إعادة مواكبتها لمستجدات الحياة. خياط: منظمة العمل العربية مدعوة إلى إعادة النظر في مناهجها في سياق إصلاح منظومة العمل في المنطقة العربية دعا محمد خياط الأمين العام لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إلى إعادة النظر في مناهج عمل المنظمة العربية للعمل إذا كانت تسعى إلى تطوير سوق العمل، مشيرا إلى أن مصالح المفتشية تؤدي دورا كبيرا وهي تحتاج تعزيز عملها في محيط العمال. وذكر خياط في كملته أمام المشاركين في ندوة الجزائر أن الأخيرة قامت بإصلاحات عديدة لتحسين مناخ العمل وتوفير جو مريح لدعم الاقتصاد والنهوض بمستوى المورد البشري، حيث شملت الإصلاحات مرحلتين تم خلالها إعادة تنظيم القطاع. رافع المتحدث إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج التي تعتمدها المنظمة، دون ذكر البنود التي يجب النظر فيها، في حين أكد أن إصلاحات الجزائر شملت في البداية تقييم وإعادة نظر في عمل مصالح المفتشية، هذه الأخيرة التي تم ترقيتها إلى هيئة وصاية لدى وزارة العمل لتعزيز عملها. وفي هذا الإطار أشار خياط إلى المرحلة الثانية من الإصلاحات شملت برنامج عصرنة وإعادة تعزيز وسائل التدخل وتحسين ظروف العمال، على مستوى أماكن التشغيل، موضحا أن الجزائر سجلت تطورا ايجابيا حسب تقرير خبراء الأممالمتحدة الأخير، لا سيما في مجال التسيير. الجزائر سجلت 40 ألف شكوى من العمال سنة 2016 تتلقى مفتشية العمل بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي آلاف الشكاوى الفردية، حيث بلغت السنة المنصرمة 40 ألف شكوى تم رفعها من العمال، بغض النظر عن شكاوى النقابات حسب ما أكده آكلي بركاني المدير العام لمفتشية العمل بالوزارة، موضحا أن الشكاوى تقدم من كل القطاعات. وأشار آكلي في تصريح للصحافة على هامش انطلاق أشغال الندوة القومية حول سوق العمل بالعاصمة أن أكثر من 75 بالمائة من الاعتذارات التي تتلقها مفتشية العمل يتم النظر فيها، في حين أن 23 بالمائة منها تحال مباشرة إلى القضاء للنظر فيها وإصدار الأحكام. وقامت مفتشية العمل ب 200 ألف زيارة رقابة إلى مناطق العمل منذ 2010، في إطار مراقبة ظروف العمال حسبما كشفه المتحدث، موضحا أن الشكاوى المرفوعة تتعلق في مجملها بتسريح العمال والعلاقات الفردية، مؤكدا ارتفاع عمليات التدخل عبر كل المؤسسات. وناقش المشاركون في الندوة القومية حول سوق العمل التي تدوم ثلاثة أيام وتختتم غدا الخميس قضايا تطوير مناخ العمل، حيث طرح الأستاذ محمد كشو الصعوبات التي تواجه تفتيش العمل في الدول العربية وسبل تجاوزها. ويناقش المشاركون من 23 دولة تحت شعار”تفتيش العمل: أداة للتطبيق الجيد لقانون وتطويره” محاور تطوير أساليب وتقنيات تفتيش العمل، وتعزيز الدور الوقائي للتفتيش، إضافة إلى دور طرفي الإنتاج في تعزيز فعالية التفتيش وبحث آليات تطوير التعاون بين جهاز التفتيش والقضاء والأجهزة الرقابية الأخرى.