دعا مختصون و باحثون في تاريخ وثقافة الأوراس في أشغال الملتقى المغاربي «الأوراس تاريخ و ثقافة» الذي افتتح أمس بخنشلة إلى تطوير اللغة الأمازيغية وجعل ثقافة الأمازيغ «فكرا قائما بذاته.» اعتبر الأستاذ المتقاعد الباحث في اللسانيات الأمازيغية والتراث الأمازيغي محمد مرداسي في مداخلة بعنوان «الاشتقاق في اللغة الأمازيغية» أن الأمازيغية لها إمكاناتها الخاصة لأن تكون «لغة رائعة بحكم توفر أدوات الاشتقاق فيها». وتعمق بعدها الأستاذ مرداسي في نفس الموضوع مبينا ثراء اللغة الأمازيغية في صيغها وتراكيبها النحوية بالإشارة إلى أقسام الفعل فيها من ماض ومضارع ومستقبل ومجرد مشيرا أيضا إلى كيفية بناء الكلمة في حالات الأمر والنفي و تذكير المفردات تأنيثها وفقا للسياق إلى غير ذلك. وختم مداخلته بدعوة أصحاب الاختصاص إلى الاهتمام أكثر باللغة الأمازيغية معيبا في ذات السياق قلة البحوث والمراجع التي خاضت في هذا الموضوع والتي يمكن أن تروج للفكر الأمازيغي وتنظر له وتعرف به على أوسع نطاق. قبل ذلك قدم الأستاذ الباحث محمد الصالح لونيسي مداخلة بعنوان «الوضعية الاجتماعية والسياسية في شمال إفريقيا في القرون الوسطى» سلط فيها الضوء على تاريخ الأوراس القديم و الحديث و تحدث في جانب منها عن العربية الدارجة التي قال بشأنها أنها لغة عربية بألفاظها و أمازيغية بتراكيبها يتحدث بها جميع سكان شمال افريقيا. وفي حديثه على هامش أشغال الملتقى أبرز الباحث لونيسي أهمية المحافظة على اللغة الأمازيغية التي يرى أنها وعاء لغوي ضروري لكتابة تاريخ شمال أفريقيا. للإشارة فقد بادرت إلى تنظيم هذا الملتقى جمعية «إحياء الثقافة والفنون الأوراسية» لمدينة خنشلة بالتنسيق مع مديرية الثقافة ويدوم يومين بمشاركة أساتذة وباحثين من داخل وخارج الجزائر على غرار تونس وفقا للمنظمين.