يبدو أن ثمار العمل الشاق والطويل لأكاديمية نادي بارادو بدأت تجني ثمارها، خصوصا بعد تألق المدافع الدولي الجزائري «رامي بن سبعيني» مع ناديه رين الفرنسي في «الليغ 1» الموسم الماضي ومع المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون، والتي كانت النقطة الإيجابية الوحيدة التي وقف عليها عشاق الكرة المستديرة الجزائرية، وبات لاعبو نادي بارادو يسيلون لعاب الأندية الأوروبية والتونسية. هاتف إدارة النادي العاصمي أضحى لا يكف عن الرنين من خارج الوطن للاستفادة من خدمات خريجي الأكاديمية، وكانت إدارة نادي بيتيس اشبيلية الإسبانية أول الفرق التي أرادت الاستفادة من خدمات الظهير الأيمن «يوسف عطال» الذي أجرى تجارب هناك قبل نهاية الموسم، بعد تألقه الملفت للانتباه مع نادي أتليتيك بارادو الموسم المنقضي ومساهمته بشكل فعال في عودة الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وهو يتجه إلى الظفر بعقده الاحترافي الأول في مسيرته الكروية، خصوصا أن المفاوضات مع إدارة فريقه تسير في الطريق الصحيح. وتعاقد صاحب 21 ربيعا مع النادي الأندلسي باتت مسألة وقت فقط وقد يتم الإعلان عن الصفقة مباشرة بعد نهاية تربص المنتخب الوطني الجزائري المقام حاليا بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى والذي ستتخلله مواجهتان الأولى ودية أمام غينيا والثانية رسمية أمام طوغو برسم الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون والتي يتواجد فيها «عطال» كطرف، وقد يشارك في المواجهتين المقبلتين للخضر وهو ما سيرفع أسهمه أكثر من دون شك. ثاني الفرق الأوروبية التي دخلت في مفاوضات مع إدارة نادي بارادو إدارة نادي مونبولييه الفرنسي التي أعربت عن نيتها في الظفر بخدمات لاعب الأكاديمية المعار إلى نادي إتحاد العاصمة «عبد الرؤوف بن غيث» الذي أبان عن علو كعبه وفرض نفسه أساسيا وأحال عدة أسماء ثقيلة في كرة القدم الجزائرية على كرسي الاحتياط منذ انطلاق الموسم الكروي (2016 – 2017)، حيث كسب ثقة المدرب المقال الفرنسي «جون ميشال كفالي» وبعده البلجيكي «بول بوت»، رغم المنافسة الشرسة لدى أصحاب البذلة الحمراء والسوداء في وسط الميدان. وكشفت بعض التقارير الفرنسية أن إدارة مونبولييه تريد تصحيح الخطأ التي وقعت فيه بعدما استغنت بسهولة عن خدمات الدولي الجزائري «رامي بن سبعيني» لصالح فريق رين الفرنسي الذي ألح مدربه «كريستيان غوركوف» على ضمه خلال الميركاتو الصيفي الماضي، ليبهر المتتبعين في فرنسا ويكون اكتشاف الموسم في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية الموسم الفارط، ولعل خطوة نادي الجنوب الفرنسي جاءت للاستفادة من أحد المواهب الصاعدة في كرة القدم الجزائرية خصوصا أن سنه لا يتعدى 21 سنة وسيستفيد مونبولييه حتما من قيمة تحويله بعد موسمين أو ثلاثة إلى فريق أكبر وبطموحات أوسع ودون شك بقيمة قد تتجاوز الضعف، كما أن هذه الخطوة تؤكد بأن النادي الفرنسي تيقن بأن التكوين في أكاديمية بارادو جيد ومثمر، بالإضافة إلى تأكده من أن المنتوج الجزائري إذا لقي الإعانة اللازمة سيفجر طاقاته مثلما فعله «رياض بودبوز» خلال الموسمين اللذين لعب فيهما بمونبولييه وأنهى موسمه الماضي كأفضل لاعب لناديه. «بن غيث» المعار لفريق إتحاد العاصمة لسنة وحيدة سيكون حرا من أي التزام مع نهاية الموسم الجاري، لكن مصادر من داخل بيت إدارة إتحاد العاصمة تؤكد بأن الرئيس «ربوح حداد» يعارض رحيل ابن مدينة الأغواط مع نهاية الموسم الجاري جملة وتفصيلا، خصوصا إذا تمكن الإتحاد من اقتطاع ورقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، وقد يطالب بتمديد عقده إلى غاية الميركاتو الشتوي المقبل لبلوغ أهداف الفريق المسطرة، لكن بقائه مع سوسطارة سيكون شبه مستحيل إذا تمت الصفقة. ثالث اللاعبين اسمه «طيب مزياني» هداف نادي بارادو والرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم الذي كان له شأن كبير في صعود النادي إلى المحترف الأول الموسم الماضي، وبعد هذا التألق وجه نادي الجنوب الفرنسي راداره إلى الجزائر العاصمة ودخل في مفاوضات جدية للظفر بخدمات القناص بعدما تأكدوا من مهاراته واستفسروا عنه من محيط نادي رين الفرنسي الذي قام معه بتجارب شهر أفريل الماضي لكنها يبدو بأنها لم تقنع المدرب السابق للمنتخب الوطني «كريستيان غوركوف»، وقد تلعب ورقة استدعائه إلى صفوف المنتخب الوطني الأول كضيف في صالح اللاعب لخطف أول عقوده الاحترافية الموسم المقبل مع نادي تولوز الذي يبحث عن تدعيم خطه الأمامي. آخر لاعب من الأكاديمية الذي انضم إلى مجموعة اللاعبين الذين يشكلون اهتمامات الفرق الأجنبية، يتعلق الأمر باكتشاف دورة ألعاب التضامن الإسلامي بباكو الأذربيجانية لاعب المنتخب الأولمبي صاحب العشرين عاما «فريد الملالي» الذي تألق في أول ظهور له بالقميص الوطني بعدما تمكن من تسجيل ثنائية حاسمة في أربع لقاءات خاضها مع الخضر بالإضافة إلى تمريرة حاسمة، ساهم بها في تألق المنتخب الأولمبي بأذربيجان، يضاف إلى الموسم الاستثنائي الذي قدمه مع الفريق الأول لبارادو مساهما بشكل فعال في عودة النادي إلى الواجهة والصعود إلى حظيرة الكبار، مردود جعله يلفت أنظار بعض الفرق التونسية والتركية، أمام أنظار المناجرة الذين تنقلوا إلى «باكو» للبحث عن العصافير النادرة، لكن يبقى عرض بطل تونس نادي الترجي الرياضي التونسي الأكثر جدية من الآخرين بحكم أن الأخيرة كثفت من مفاوضاتها بعدما تأكدت بأن عدة أندية باتت مهتمة بخدمات موهبة مدينة سطيف الصاعدة. مفاوضات جدية واهتمامات من عدة أندية أوروبية وعربية تؤكد بأن أكاديمية بارادو بدأت تجني ثمار عملها وأن «بن سبعيني» فتح الباب أمام زملائه للبروز خارج الوطن، وهو ما سيجعل منهم في القريب العاجل خزانا للمنتخب الوطني الأول، وخليفة الجيل الحالي الذي يقترب من نهاية عهده مع الخضر بعد تقدم عدة لاعبين في السن على غرار (قديروة البالغ من العمر 32 سنة وسوداني صاحب الثلاثين ربيعا، وسليماني صاحب 29 ربيعا... وغيرهم).