توقع وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل تجاوز إيرادات صادرات محروقات الجزائر 45 مليار دولار نهاية السنة الجارية بعد تحسن طفيف لأسعار البترول في الأسواق الدولية واستقرارها في حدود أل 70 دولار للبرميل. وقال الوزير للصحافة في اليوم الدراسي حول الطاقة، أن إيرادات المحروقات تتجاوز ما كان متوقعا سابقا المقدر ب40 مليار دولار على أقصى تقدير نتيجة التغير الحاصل في سعر الذهب الأسود وعودته إلى الارتفاع بعد انهيار ملحوظ وصل إلى حد 34 دولارا للبرميل نهاية السنة الماضية وبداية العام الجاري. وهو الانهيار الذي جاء عقب تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أحدثت مخاوف واضطرابات وهددت المشاريع والبرامج الإنمائية ورتبت أولوياتها واستعجالاتها. وعن مؤشرات الأسعار في ضوء المتغيرات الراهنة، استبعد الوزير المخاوف التي ترددها بعض الأوساط، مؤكدا على بقاء الوضع على حاله طيلة السنة الجديدة بالنظر إلى الطلب الكبير على الطاقة نتيجة الانتعاش الاقتصادي العالمي، وهو انتعاش يعود إلى الواجهة بعد جهود مضنية وتدابير غايتها الخروج بأسرع ما يمكن من الكساد، تحت تأثير الأزمة العالمية التي لا تضاهيها سوى أزمة عام 1929 المولدة لنظريات اقتصادية بديلة تطالب بمزيد من تدخل الدولة كآلة ضبط يحسب لها الحساب دون ترك الفوضى تعم السوق العاجز وحده تنظيم نفسه بنفسه وفق قاعدة العرض والطلب. وحسب خليل في تشريحه لتوجهات السوق النفطية ، فان الأسعار التي تبقى عند عتبة الانتعاش والاستقرار وصولا إلى 80 دولارا للبرميل في بعض الحالات، تعززها وضعية الانتعاش الاقتصادي العالمي المنتظرة خلال العام الجديد، لاسيما في الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأسيوية كاليابان والصين والهند وكوريا عكس أوروبا التي تواجه متاعب لم تخرج منها على ما يبدو بالسرعة المطلوبة. ويدعم انتعاش سعر البترول كذلك خفض مستوى المخزون العالمي إلى 58 يوما حاليا بعدما كان في حدود 61 يوما، مما يدل على أن هناك زيادة معتبرة في الاستهلاك الطاقوي بسبب ارتفاع الطلب لدى الاقتصاديات الأسيوية بما فيها اقتصاديات بلدان الشرق الأوسط. وتذهب قراءة خليل للمتغيرات البترولية إلى ما أكدته منظمة البلدان المصدرة للنفط ز أوبكز، في تقريرها من زيادة الطلب العالمي على النفط نسبة 1 في المائة مقدرة ب 85,1 مليون برميل يوميا بدل 8,0 مليون برميل. وعكس البترول تتجه أسعار الغاز الطبيعي المميع نحو الانحدار زادت وتيرتها التكنولوجية الأمريكيةالجديدة السامحة بتحسن ملحوظ في استغلال الحقول الغازية بالولاياتالمتحدة محدثة مفاجأة لم تخطر على البال. وتوقف وزير الطاقة والمناجم عند هذه المسألة. وقال أن هذه التكنولوجية الجديدة التي توظفها الولاياتالمتحدة لأول مرة في استغلال الحقول الغازية بها أحدثت ضربة قاضية على انتعاش أسعار الغاز، وحتمت تراجعها إلى أدنى المستويات. وأدت التكنولوجيا المذكورة إلى البحث عن بدائل وخيارات أخرى أكثر نجاعة في مقدمتها إبرام عقود طويلة الأمد لضمان الحصص في السوق الدولية المضطربة وتفادي انهيار سعري لا يخدم الدول المصدرة للغاز الطبيعي المميع. ويعد هذا الأمر اكبر تحدي للكارتل الغازي الذي يجتمع في 19 أفريل القادم لبحث إشكالية انهيار الأسعار واقتراح الحلول الممكنة التي تجنب الأعضاء مزيدا من الخسائر في استراتيجية مبيعات غازها في السوق الدولية.