تطوع لإفطار عابري السبيل والمعوزين تكثر مطاعم الرحمة خلال الشهر الفضيل بعاصمة الاوراس باتنة، والتي يؤطرها غالبا شباب متطوع يبادر إلى العمل التطوعي التضامني بشكل تلقائي تيمنا بالشهر الكريم وحبا لعمل الخير والمبادرة.. إن كانت أغلب مطاعم الرحمة في الولاية تنشط في إطار قانوني أي تستفيد بشكل أو بآخر من إعانات ودعم مادي أو معنوي، فإن مطعم الرحمة بحي المحطة بمدينة عين التوتة، يشكل الاستثناء، سواء من حيث طريقة إطعام عابري السبيل الذين يستفيدون من وجبات ساخنة وصحية ومنوعة أو من حيث فريق العمل الذي يحرص على إنجاح موائد الرحمان للصائمين والتي يسهر عليها شباب حي المحطة بمبادرة فردية وتلقائية. هاته المبادرة لم تعد تقتصر على العمل الميداني فقط بل تجاوزتها إلى العمل والتنظيم في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اطلعنا على بعض ما قام به شباب حي المحطة من إفطار للصائمين، وفي ذلك حسب احد الشباب دعوة صريحة لباقي شباب المدينة للإقبال على المساهمة في إفطار الصائمين القادمين من مختلف مناطق الوطن كون فضاء الإفطار بالطريق الوطني رقم 03 الرابط شمال وجنوب الوطن، وفي هذا الصدد أشار المتطوع الشاب حسن مهمائي إلى رغبة شباب حي المحطة إلى ترسيخ ثقافة التطوع لدى المواطنين، من خلال هذا التواجد اليومي في الميدان لإفطار الصائمين في مطعم الرحمة الذي بادر إليه احد المحسنين والذي سخّر محلاته بمنزله العائلي للإفطار وهناك من الصائمين من يفضل الهواء الطلق. ويكفي أن تقوم بزيارة خاطفة قبيل الإفطار إلى مطعم الرحمة بحي المحطة بعين التوتة لتقف على مشاهد رائعة للتكافل الاجتماعي صنعها شباب متطوع يقدم أكثر من 150 وجبة إفطار ساخنة يوميا لعابري السبيل وكذا الفقراء والمحتاجين. ومن أهداف الشباب من هاته المبادرة يضيف السيد مهمائي حسين إلى رغبة شباب حي المحطة في خدمة الفئات المحتاجة عن طريق التركيز على الجانب المعنوي لهاته الفئات وكذا تنمية مهارات العمل التطوعي، بحيث تزيد من كفاءة عمل المتطوعين في خدمة المجتمع، خاصة في الشهر الفضيل إضافة إلى تنمية ثقافة الاستمرارية بالعمل التطوعي وجعله جزء من حياة المتطوع. شباب «حي المحطة» حسب ما وقفنا عليه مجموعة من الشباب المتطوع، استطاع أن يفرض وجوده وأن تقدم للآخرين الدليل على أن فعل الخير مسألة لا تحتاج إلى الكثير من الوسائل، بدليل العدد الكبير من الشباب من مختلف الأعمار والذين بالإضافة للأطباق التي يقدمها مطعم الرحمة الذي يتطوعون فيه فهم يقومون يوميا بإحضار وجبات وأطباق ساخنة من منازلهم لتضاف لتلك الموجودة لجعل مائدة إفطار عابري السبيل غنية وتقليدية تميزها الأجواء العائلية والنسمات الروحانية. فالعمل التطوعي حسب المتحدث يحتاج إلى الكثير من الإرادة والعزيمة وحب العطاء، مشيرا إلى رغبته في ضمان استمرارية مثل هاته المبادرات بعد رمضان من خلال المساهمة في الحفاظ على البيئة، وتنظيم عملية تطوع كبيرة لتنظيف الحي وتزينه. بدورهم المسافرين المستفيدون من خدمات مطعم الرحمة بحي المحطة بعين التوتة أشادوا بنوعية الوجبات المقدمة شاكرين أصحاب المطعم هذه المبادرة الجميلة التي لا تعد غريبة عن المجتمع الجزائري عموما وسكان الأوراس خصوصا.