تدعّمت ولاية سيدي بلعباس بإنجازات إستراتيجية وحيوية من شأنها دفع العجلة التنموية بالولاية والرفع من المستوى المعيشي للمواطن وهي الإنجازات التي راهن عليها مسؤولو الولاية للإنتقال بالولاية إلى مصاف الولايات الرائدة وطنيا في قطاعات إستراتيجية كالصحة والنقل. تعزّز قطاع النقل بولاية سيدي بلعباس بوسيلة نقل عصرية ينتظر دخولها الخدمة شهر جويلية الجاري، حيث يعد مشروع التراموي من المشاريع القاعدية التي تعوّل عليها السلطات المحلية لتطوير قطاع النقل الحضري وتحسين الخدمات للمواطنين، فضلا عن مساهمته في إعادة خلق خارطة جديدة ترتكز على تفعيل مخطط جديد للنقل الحضري يساهم في القضاء على كافة الإختلالات الموجودة حاليا ويعطي وجها جماليا للمدينة، كما يعمد إلى تقليص الخطوط الحضرية وإعادة تنظيمها مع توسعة بعض المعابر وفتح طرق فرعية، فضلا عن التحسين الحضري الذي مسّ طول مسار «الترام» من إعادة شاملة للأرصفة، المحطات والإشارات الضوئية. إنطلقت أشغال تراموي بلعباس شهر أوت 2013، بغلاف مالي قدره 3ر32 مليار دج، حيث سمح المشروع بتوفير 2.700 منصب شغل بين دائم ومؤقت وهوالمشروع الذي يضم 26 محطة عبر مختلف أحياء المدينة، انطلاقا من المحطة البرية الساقية الحمراء، مرورا بوسط المدينة وإلى الأحياء الواقعة بالجهة الشمالية للمدينة على مسافة تفوق 14 كلم، فضلا عن أربع نقاط انعطاف، أربع حظائر، وكالتين تجاريتين و26 محلا. يوفّر تراموي خدمة النقل لحوالي 62 ألف مسافر يوميا بمعدل 5 آلاف مسافر في الساعة حسب تقديرات مؤسسة ترام واي، الأمر الذي سيخفّف من المشاكل اليومية التي يكابدها المواطن في الحصول على وسيلة نقل داخل الأنسجة الحضرية. هذا وتتواصل التجارب التقنية للترام على طول المسار بعد قرار تأجيل تسليم مشروع ترامواي سيدي بلعباس إلى تاريخ لاحق بعد أن كان مقررا دخوله حيز النشاط التجاري في الخامس من جويلية الجاري، حيث تمّ الانتهاء من الأشغال بنسبة 98 بالمائة ولا تمثل نسبة 2 بالمائة المتبقية سوى أشغال التزيين والتشجير فقط، وتجري حاليا التجارب النهائية الفعلية على طول الترامواي وبالسرعة التجارية من الخامسة صباحا وإلى غاية الحادية عشرة على مسافة 14.5 كلم. وهي التجارب التي كانت قد انطلقت شهر نوفمبر الماضي أين مسّت في بدايتها المقاطع الأولى من خط الترام على مسافة 3,5 ثم 7 كلم، لتنتقل بعدها إلى المقاطع الجديدة التي تمّ إستكمال إنجازها والمتعلقة بوسط المدينة وحي الساقية الحمراء، لتكتمل التجارب على طول الخط البالغ 14 كلم، وينتقل بعدها الطاقم التقني لتجارب السرعة النهائية قبل دخوله مرحلة الإستغلال التجاري. وبالموازاة مع التجارب تتواصل حملات التوعية والتحسيس التي أطلقتها المؤسسة، الجمعيات والبعض من الناشطين في مواقع التواصل الإجتماعي للحد من السلوكات السلبية التي تعيق السير الحسن للتراموي على غرار عمليات التخريب التي طالت عدة تجهيزات ولواحق خاصة بالمشروع بحيث تمّ تخريب 7 أعمدة ضوئية خاصة بإشارات المرور بعدة أحياء يعبرها الترام، إلى جانب تحطيم زجاج 5 محطات للمسافرين وحرق ساعة ثلاثية الأوجه بحي بن حمودة. وبالمقابل قامت مؤسسة الترام بتوعية المواطنين بأهمية هذه الوسيلة العصرية وأدوارها الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية بحيث تمّ توزيع 10 آلاف كتيب على التلاميذ من خلال عمليات التحسيس داخل المؤسسات التعليمية المحاذية لمسار الترامواي إلى جانب توزيع 50 ألف مطوية على المواطنين لتعميم التوعية تفاديا لأي مخاطر قد تنجم بعد تشغيل التراموي باعتبار أن خطوطه مكهربة الأمر الذي يتطلب كامل الحيطة والحذر، فضلا عن بعض التصرفات السلبية لمواطنين يعمدون على ركن مركباتهم فوق الطريق المخصص لعبور قاطرة التراموي ورمي القمامة فوق السكة، مما يتسبب في عرقلة إجراء التجارب التقنية في كثير من الأحيان، وهو ما اعتبره القائمون على المشروع بالأمر غير الحضاري والذي يتطلّب تكاثف كل الجهود بما في ذلك المواطنين والجمعيات المحلية للحفاظ على هذا المكسب الذي تعود فائدته بالدرجة الأولى على سكان الولاية.
مركز لمكافحة أمراض السرطان بمقاييس عالمية يعدّ القطاع الصحي من القطاعات الحساسة التي تمنحها السلطات المحلية إهتماما كبيرا حيث تسعى جاهدة لإحتواء كافة النقائص والإختلالات الموجودة للرفع من مستوى الخدمات العلاجية للمواطن وفي هذا الصدد تعزّز القطاع بالولاية بمركز لمكافحة أمراض السرطان سيدخل الخدمة شهر سبتمبر الداخل وهو المركز الذي تمّ إنجازه بمقاييس عالمية وتمّ تجهيزه بأحدث الوسائل والمعدات الطبية الأمر الذي سيسمح له بمنافسة كبرى المراكز العالمية المختصة في معالجة أمراض السرطان وتمكين المرضى من خدمات علاجية راقية تحد من معاناتهم الطويلة. المرفق الصحي الجديد هذا والذي تمّ إنشاؤه بموجب المرسوم التنفيذي رقم 16-198 المؤرخ في 4 جويلية 2016، قدرت التكلفة الإجمالية لإنجازه 750 مليار سنتيم، فضلا عن 150 مليار سنتيم القيمة المالية التي تمّ تخصيصها للمعدات والتجهيزات، يتسع ل120 ويتربع على مساحة إجمالية تقدر ب48 ألف متر مربع، تمّ بناؤه بمقاييس عالمية أين تمّ تشييد البناءات والمرافق وفق الصنف «أ» والتي من شأنها إحترام مقاييس السلامة في حالة حدوث الكوارث كالزلازل أوالحرائق أوغيرها من الحوادث، ويضم 10 مصالح طبية و33 وحدة، مصالح التقنية، أجنحة لفحوصات والتصوير بالأشعة والتحاليل الطبية والصيدلة زيادة على وحدة لصيانة العتاد الطبي، جناح العمليات الجراحية وعدة مخابر وأجنحة أخرى موجهة لاستقبال المرضى بداء السرطان وعلاجهم، بالإضافة إلى مصلحة التخدير والإنعاش، فضلا عن طابق ثالث كقطب بيداغوجي يعنى بتكوين المهنين وترقيتهم. كما يضم المركز قسما مخصصا لأورام الأطفال مجهز وفق مقاييس مدروسة من شأنها توفير الخدمة والمرافقة النفسية للأطفال المرضى ولأوليائهم وكذا تسهيلات وممرات للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة. هذا وتجري حاليا عمليات التحضيرات التي تسبق الإنطلاق الفعلي للمركز، حيث تجري عمليات موازنة المعدات الطبية المثبتة وإجراء الإختبارات عليها إلى حين إستقبال أولى المرضى، كما يتم إخضاع الطاقم الطبي لتكوينات ميدانية من أجل لتمكينهم من التحكم الجيد في الوسائل الطبية الحديثة المتواجدة على مستوى المركز، خاصة ما تعلّق بالمسرعات الثلاثة التي تمّ تنصيبها بالمركز، وبالموازاة أيضا تتواصل عمليات تنصيب وتكوين الأطباء المختصين في العلاج الإشعاعي، علم الأورام، الطب النووي، الفيزياء الطبية وغيرها من التخصصات التي تخدم هذا المجال.