قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة إن اتفاق السلام الموقع في ديسمبر 2015، تم التوصل له على عجل ما أدى إلى عدم تبنيه من قبل كل الأطراف، وأعرب عن أمله أن يتفق الليبيون على التعديلات المطلوبة للاتفاق في الاجتماعات التي قال إنها ستنطلق الثلاثاء . وأكد سلامة، أنه لن يتوانى عن الانتقال للمرحلة الثانية من خطته لحل الأزمة الليبية، وتتعلق بالدعوة لمؤتمر وطني، في حال تعثر الاتفاق على تعديل اتفاق السلام المبرم عام 2015. وكان المبعوث الأممي كشف الأربعاء عن خطته لكسر الجمود السياسي في ليبيا، وتنطلق بصياغة التعديلات المطلوبة على اتفاق السلام ثم عقد مؤتمر تحت برعاية أممية لاستيعاب المستبعدين عن العملية السياسية. خطة الحلّ وفي المرحلة الثانية سيتعين -وفق الخطة الأممية الجديدة- على مجلس النواب وهيئة صياغة مشروع الدستور العمل بصورة متوازية، بحيث يصدر مجلس النواب تشريعا لإجراء استفتاء دستوري وانتخابات برلمانية ورئاسية على أن يجري الاستفتاء والانتخابات بعد سنة من الآن. وأضاف المبعوث الأممي -الذي تولى مهمه في جويلية الماضي- أنه يأمل بألا تتم الدعوة إلى المؤتمر إلا بعد إقرار التعديلات على الاتفاق السياسي و«لكن إذا تعثرت التعديلات فلن نتوانى عن الانتقال إلى مراحل جديدة، فلكل محطة وظيفة خاصة بها، ووظيفة المؤتمر الوطني هي توسيع رقعة المؤيدين للعملية السياسية الذين يعتبرون أنه لا حل بليبيا إلا عن طريق التوافق السياسي”. سدّ الابواب أمام التدخلات الخارجية وقال سلامة إن النزاع بليبيا يتميز عن غيره من النزاعات في المنطقة بأنه وفي حال التوافق بين الأطراف بالداخل فإن تأثير الخلافات الإقليمية سيصبح محدودا. وأعرب المبعوث الأممي عن قناعته بأن اللواء المتقاعد خليفة حفتر سيسعى للحل السياسي نظرا لطموحاته، وحاجته للعملية السياسية من أجل تطبيق تلك الطموحات. العملية السياسية مفتوحة أمام أتباع النظام السابق وكان المبعوث الأممي قال الجمعة إنه بإمكان مؤيدي نظام العقيد الراحل معمر القذافي المشاركة في العملية السياسية، داعيا الدول المنخرطة في الملف الليبي للعمل تحت مظلة الأممالمتحدة. واعتبر غسان سلامة أن “الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) يجب أن تكون مفتوحة للجميع”. وأضاف “أريد ألا يكون الاتفاق السياسي ملكا خاصا لهذا أو ذاك. فهو يمكن أن يشمل سيف الإسلام (نجل العقيد القذافي)، ويمكن أن يشمل مؤيدي النظام السابق الذين استقبلهم علنا بمكتبي”. وردا على سؤال حول مشاركة “الإسلاميين”، قال سلامة إن هؤلاء يشكلون “مجموعة كبيرة جدا”. وأوضح “إذا كنتم تتحدثون عن جماعات عنيفة، فهي لا تريد المشاركة باللعبة الديمقراطية وهي تستبعد نفسها من اللعبة” الديمقراطية. مظلة الأممالمتحدة وشدد سلامة على أهمية الاستحقاقات القادمة قائلا “يجب أن نهيئ الظروف لهذه الانتخابات، وأن نعرف كيف ننتخب رئيسا وأي سلطة سنمنحه إياها”. وأوضح “الخطوة الأولى هي أن يكون هناك قانون انتخابي. لم تكن هناك قط انتخابات رئاسية في ليبيا. هناك قضايا يتعين حلها”. وحذر المبعوث الأممي من مبادرات لم يتم التشاور بها تقوم بها بلدان منخرطة بالملف الليبي، وقال إن الخطوات يجب أن تتم “تحت مظلة الأممالمتحدة”. ومنذ الإطاحة بالنظام السابق في ليبيا في 2011، تتقاتل كيانات مسلحة عديدة، وتتنازع السلطة ثلاث حكومات مرتبطة بتحالفات مسلحة متنافسة، وهي حكومة الوفاق المنبثقة عن الحوار السياسي في طرابلس (غرب) والمعترف بها دوليا، والأخرى منبثقة عن مجلس النواب وهي الحكومة المؤقتة بالبيضاء (شرق)، إضافة إلى حكومة الإنقاذ التي شكلها المؤتمر الوطني العام السابق.