عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة بأزمة أقلية الروهينغا المسلمة بميانمار، طالب خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجيش البورمي ب “وقف العمليات العسكرية” في غرب البلاد و«إتاحة وصول الدعم الإنساني بدون عوائق” لجميع سكان غرب البلاد وخصوصا الروهينغا. وشدد غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، على الحكومة البورمية “وقف العمليات العسكرية” في غرب البلاد و«إتاحة وصول الدعم الإنساني بدون عوائق” ولا سيما لأقلية الروهينغا المسلمة. في مداخلة أمام المجلس، الذي انعقد للبحث في أزمة الروهينغا في بورما، في جلسة علنية نادرة، طالب الأمين العام السلطات البورمية ب«ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة والمستديمة” للاجئي الروهينغا الذين فروا من ديارهم إلى بنغلادش المجاورة. وقال غوتيريس “الوضع الميداني يتطلب تحركا سريعا لحماية الناس والتخفيف من معاناتهم والحؤول دون المزيد من انعدام الاستقرار، ولمعالجة جذور المشكلة وضمان حل مستديم لها”.وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع أصبح “كابوسا إنسانيا وفي مجال حقوق الإنسان”. وأورد غوتيريس إفادات لشهود عيان بشأن انتهاكات للقوانين الدولية في غرب بورما مثل “استخدام مفرط للعنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان” و«إطلاق نار عشوائي” واستخدام “ألغام” إضافة إلى “أعمال عنف جنسي”، مؤكدا أن هذه الانتهاكات “غير مقبولة” و«يجب أن تتوقف حالا”. وحذر الأمين العام من أنه إذا لم يتم “وضع حد لهذا العنف الممنهج” فإن الوضع “ينذر بالامتداد إلى وسط ولاية راخين حيث قد يضطر 250 ألف مسلم إضافي إلى الفرار”. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضرورة منح لاجئي الروهينغا جنسية ميانمار، وقال إن حرمانهم منها سبب الأزمة، داعيا الجيش إلى الوقف الفوري لعملياته العسكرية في إقليم أراكان غربي البلاد. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت الخميس أن عدد الروهينغا الذين لجؤوا إلى بنغلادش منذ نهاية أوت هربا من أعمال العنف في بورما تجاوز عتبة النصف مليون شخص. دعم روسي صيني خلال جلسة مجلس الأمن، أكد مستشار الأمن القومي البورمي تونغ تون أنه “لا يوجد تطهير عرقي ولا إبادة جماعية في بورما”. وأضاف أن “الإرهاب لا مكان له في عالم متحضر”. وعلى غرار موسكو، أبدت بكين دعمها للسلطات البورمية، وقال ممثل الصين في مجلس الأمن، هو هايتاو “سندعم بورما لإعادة الوضع إلى ما كان عليه. نأمل في استعادة الأمن وأن لا يضطر الناس إلى المعاناة، وذلك حتى يتسنى ضمان التنمية الاقتصادية للبلاد”. أما السفير الروسي فاسيلي نبنزيا فشدد على أنه “يجب أن نكون حذرين للغاية عندما نتحدث عن تطهير عرقي وإبادة جماعية”، مشيرا إلى أن هناك “إرهابيين أقدموا على حرق قرى”. واشنطن تدعو للمحاسبة بدوره اعتبر السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر أن “الوضع الراهن لا يمكن تحمله” فيما اعتبر نظيره السنغالي فوديه سيك أن “المأساة لا تطاق”.ونددت السفيرة الأمريكية نيكي هايلي ب«حملة عسكرية وحشية ومستمرة” يشنها الجيش البورمي. ودعت هايلي الدول إلى تعليق إمداد ميانمار بالأسلحة بسبب العنف ضد مسلمي الروهينغا إلى أن يتخذ الجيش الإجراءات الكافية للمحاسبة. وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الولاياتالمتحدة لمعاقبة القادة العسكريين الذين يقفون وراء القمع، لكنها لم تصل إلى حد التهديد بإعادة فرض العقوبات التي علقتها واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما.