تستعد ليبيريا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية غدا ,ينظر إليها باعتبارها «نقطة تحول بارزة» في تاريخ البلد على نهج تعزيز ديمقراطيته «الشابة» اذ يتوقع أن تسفر عن قيام أول رئيس ينتخب ديمقراطيا في البلاد خلال 73 عاما وتسليم السلطة بشكل سلمي إلى خليفة له ينتخبه المواطنون. يدلي نحو 2,2 مليون ناخب مسجل بأصواتهم أيضا لانتخاب 73 عضوا بمجلس النواب من بين 1028 مرشحا يمثلون 26 حزبا سياسيا. و تجري الانتخابات في غياب الرئيسة المنتهية عهدتها الين جونسون سيرليف «72 عاما» -التي تلقب ب «المرأة الحديدية» التي قررت اعتزال العمل السياسي ، بعد أن أمضت عهدتين رئاسيتين في منصبها «عهدة من 6 سنوات»، تاركة المجال ل20 مترشحا، من بينهم امرأة واحدة. ويرى المتتبعون للمشهد السياسي في ليبيريا ان ثلاثة فقط من بين المترشحين 20 لديهم فرصة حقيقية في الفوز، وهم جوزيف بواكاي نائب الرئيسة من حزب «الوحدة» الحاكم، ونجم كرة القدم الدولي السابق جورج وييا الذي يتزعم ائتلاف المعارضة الرئيسي «الائتلاف من أجل التغيير الديمقراطي» وتشارلز رومسكاين رئيس حزب «الحرية». تأتي هذه الانتخابات بينما تسبب تراجع أسعار خام الحديد مؤخرا والذي يعد أحد الصادرات الرئيسية للبلاد في تدهور الأداء الاقتصادي عام 2016 بعد أن بلغ معدل النمو صفرا خلال ثلاثة أعوام، وفقا لتقرير البنك الدولي. وكانت جونسون سيرليف أول امرأة تترأس ليبيريا، حازت على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 مع كل من مواطنتها ليما جبووي، والناشطة اليمنية توكل كرمان. ولا تزال ليبيريا - التي تعد واحدة من أكثر الدول فقرا في العالم - تواصل جهودها للتخلص من تداعيات أزمة فيروس إيبولا (2013-2015) الذي أدى إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد إلى جانب تداعيات الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاما (1989 - 2003) والتي سقط خلالها أكثر من ربع مليون قتيل ونتج عنها تشريد نحو مليون شخص.