تشهد أسعار النفط ارتفاعا متسارعا في الأشهر القليلة الماضية وهو ما يجعل الجزائر تتفاءل بعائدات تتجاوز 50 مليار دولار سنة 2010 التي تشهد تحركا اقتصاديا عالميا نحو الإيجاب من خلال تجاوز العديد من الدول مراحل الحرج بعد الأزمة المالية العالمية التي كادت تأتي على الأخضر واليابس. ويعتبر تحسن أسعار النفط مؤشرا هاما للجزائر خاصة لتأمين استثماراتها العمومية التي سطرتها للفترة بين 20142010 والمقدرة بأكثر من 150 مليار دولار من أجل تدارك التأخر في التنمية وخلق توازن جهوي يساهم في رفع نسب النمو الاقتصادي خارج قطاع المحروقات وخلق الثروة وتوفير مناصب العمل لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والتخلص من المراحل الانتقالية والاعتماد على الدولة في كل شيء والانتقال إلى مرحلة الإنتاج والوصول إلى التصدير. وتسعى الجزائر من خلال احتضانها للمؤتمر الدولي للغاز شهر أفريل الجاري إلى البحث عن آليات مراجعة أسعار الغاز المميع حيث تؤكد بعض المصادر عن إمكانية رفع الأسعار ب100 في المائة ومنه ستتمكن الجزائر من تحصيل عائدات هامة بالعملة الصعبة مستقبلا تكون رافدا لدعم النمو وتأمين الاحتياطات المالية واسترجاع أجزاء كبيرة من أموال الاستثمارات الخاصة بالنفط والتي تجاوزت في السنوات الخمس الأخيرة 30 مليار دولار. وتعول الجزائر على قطر وروسيا وإيران للوصول إلى إنشاء كارتل للغاز يدافع عن مصالح الدول المنتجة التي تعتبر ضحية امتلاكها للغاز من خلال ما تفرضه الدول المستوردة من شروط حيث حددت عقودا على مقاسها دون مراعاة التطورات والمتغيرات التي قد تحدث مستقبلا فعقود الغاز التي يصل مداها إلى 25 سنة تعرف في السنوات الأخيرة جدلا كبيرا بين المستوردين والمصدرين ،وقد تلجأ الدول المستوردة إلى قبول بعض المقترحات من الدول المصدرة على غرار تمكين الشركات المصدرة من تسويق الغاز في الدول المستوردة وعدم بيعه لها كلية وهو ما تمكنت سوناطراك من افتكاكه باسبانيا. وعليه فالمؤتمر العالمي للغاز سيكون محطة هامة للجزائر التي رفعت نسبة انتاجها من الغاز ب 24 مليار متر مكعب سنويا وانتقل من 61 مليار متر مكعب إلى 85 مليار متر مكعب وسيرتفع أكثر من خلال انجاز المشاريع العملاقة بين الجزائر واسبانيا والجزائر وايطاليا ،وستصل المشاريع إلى غاية فرنسا وهو ما يجعلنا في موقع قوة لافتكاك مكسب رفع الأسعار ولو ب 50 بالمائة. ويتحرك وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل في كل الاتجاهات قبل انعقاد المؤتمر لإنجاحه والخروج بقرارات تعكس حجم التحضيرات وقد عودنا وزيرنا للطاقة والمناجم على النجاح في تحصيل النجاحات.