استبشر الفلاحون بسقوط الأمطار في اغلب ولايات الوطن، حيث اطمأن الفلاحون واستبشروا بموسم فلاحي واعد، خاصة فلاحي المناطق الشرقية بالوطن على غرار ولايات الاوراس كباتنة، خنشلة، أم البواقي، قالمة وغيرها، بعد تساقط كميات كبيرة وإضافية من الأمطار، خصوصا أن الأمطار الأخيرة المسجلة في شهر سبتمبر الماضي كانت كافية لتعيد الأمل لهم في موسم فلاحي ناجح، حيث إن الأراضي مازالت تحافظ على رطوبتها، كما أن برودة الطقس خلال هذه الأيام تساعد على الحفاظ على رطوبة التربة، حسب ما أكده لنا عديد الفلاحين الذين تحدثنا إليهم. قلّل الفلاحون الذين تحدثت إليهم جريدة «الشعب» من أثر نقص في هطول الأمطار على الاقتصاد الوطني واحتمال تعرض الجزائر للجفاف كون الحديث عن الجفاف في الوقت الحالي غير معقول، خاصة وأننا مازلنا في شهر أكتوبر والأمل ما يزال باقيا وبنسبة كبيرة بتساقط الأمطار والثلوج في الأشهر القليلة القادمة. الدولة الجزائرية كانت حريصة خلال السنوات الأخيرة لمواجهة احتمال تعرضها للجفاف من خلال وضعها لإستراتيجية حقيقة لذلك على غرار انجاز مشاريع ضخمة في قطاع الموارد المائية، حسب ما أفاد به لنا مدير الري والموارد المائية لولاية باتنة السيد عبد الكريم شبري، والذي أكد بذل مصالحه لمجهودات كبيرة لتنفيذ برنامج تنموي يهدف إلى القضاء على نظام التوزيع كل يومين أو ثلاثة أيام بالولاية، وتحويله إلى نظام توزيع يومي، ويتضمن هذا البرنامج إنجاز 31 بئرا في إطار البرنامج القطاعي للتنمية، وحفر 07 آبار جديدة ذات سعة 8500 متر مكعب يومي دخلت حيز الخدمة، مع تجهيز 19 بئرا، وحفر 5 أخرى هي في طور الإنجاز وهذا كله بخصوص المياه الصالحة للشرب للساكنة. كما يتضمن البرنامج القطاعي أيضا حسبه تدعيم التزويد بالمياه الصالحة للشرب بولاية باتنة، على مستوى 18 مركزا من مياه آبار جديدة قدرت تكلفة إنجازها ب300 مليون دينار، مع تمديد شبكة المياه الصالحة للشرب عبر مختلف بلديات الولاية انطلاقا من 11 بئرا من الصندوق الوطني للمياه، بغلاف مالي قدره 370 مليون دينار. وبخصوص الري الفلاحي فقد استفادت باتنة من مشروع انجاز سدّ ضخم ببلدية بوزينة هو سدّ تاقوست الذي تقدر طاقته ب18 مليون متر مكعب، واستغلال مياه سد كدية لمدور وكذا سد بني هارون الذي من المزمع ان يزود أكثر من 7200 هكتار من المحيطات الفلاحية في إطار خارطة الطريق التي أطلقها وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد عبد القادر بوعزغي، خلال زيارته الأخيرة لعاصمة الأوراس باتنة. الاعتماد على التحويلات الكبرى وقد اكد الوزير أن خارطة الطريق ترتكز على برنامج متوسط المدى، لتنفيذ مخطط عمل الحكومة الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه مؤخرا، وان متطلبات تطوير الاقتصاد الوطني تقتضي مسؤولية كبيرة من جميع الشركاء في قطاع الفلاحة الذي يعوّل عليه لقيادة قاطرة خلق بدائل ثروة جدية خارج المحروقات. وذكر الوزير بأن ارتفاع المساحة الفلاحية المستغلة والمساحات المسقية خطوات نحو بلوغ الهدف المسطر والمتمثل في 2 مليون هكتار من الأراضي المسقية مقابل 1.2 مليون هكتار الحالية، من صميم برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن كل مجندة للرفع من قدرات الإنتاج في قطاع الفلاحة وفي كل الشعب للتقليص فاتورة الاستيراد. ويعتبر مشروع محيط السقي الفلاحي ببلدية الشمرة ضمن نضام سد بني هارون الرامي إلى41 ألف هكتار من المحيطات الفلاحية الكبرى، والذي تعوّل عليه الدولة كثيرا لوضع حدّ لجفاف الأراضي الفلاحية، من بين أهم الحلول لإنقاذ قطاع الفلاحة من الجفاف المحتمل في شطره الأول لسقي أكثر من 7200 هكتار ما من شأنه خلق أفاق واسعة لتطوير قطاع الفلاحة وتحقيق الاكتفاء الذاتي بعدة شعب فلاحية. وحسب السيد عبد الكريم شبري مدير الري والموارد المائية، فإن باتنة قد استفادت خلال البرنامج الخماسي الجديد 2015 2019، من 04 حواجز مائية كبيرة لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين والري الفلاحي، بغلاف مالي يقدر ب48 مليارا وتتوزع هذه الحواجز المائية على منطقة تيكوباي بوادي الشعبة بطاقة استيعاب تقدّر ب300 ألف متر مكعب، وستعمل على سقي 90 هكتارا، وادي الصابون بسفيان بسعة 1 مليون متر مكعب لسقي 300 هكتار، أما أولاد منعة بوادي الماء فخصصت لها طاقة 200 ألف متر مكعب لسقي 60 هكتارا، وعين تاغيت بسريانة بطاقة 300 ألف متر مكعب لسقي 90 هكتارا. اختيار بلدية الشمرة لإطلاق حملة البذر والحرث كشف مدير المصالح الفلاحية السيد كمال الدين بن الصغير عن اختيار محيط السقي الفلاحي بالشمرة، لانطلاق حملة البذر والحرث والممتد على مساحة تتجاوز 7200 هكتار لتجربة كونه يتوفر على كل شروط انجاز شعبة الحبوب والتي يراهن عليها لتمكين أزيد من 70 فلاحا استفادوا من عقود الامتياز، من العمل وسط شروط نجاح جيدة ومضمونة بفضل الدعم الكبير الذي قدمته الدولة للقطاع وكسب رهان السقي الفلاحي والذي كان هاجسا يؤرق الفلاحين الراغبين في رفع أنتاج هاته الشعبة الهامة وطنيا. ومن المنتظر حسب مديرية المصالح الفلاحية إنتاج البذور على مساحة تزيد عن أكثر من 16 ألف هكتار، منها 07 آلاف هكتار بإقليم منطقة الشمرة وبولهيلات، من خلال تحسين نوعية البذور وتوفير كل أصنافها الجيدة لضمان مردود فلاحي جيد، خاصة بعد ربط سد كدية لمدور ببني هارون، والذي مكّن من إنشاء 03 محيطات فلاحية كبرى لسقي 25 ألف هكتار، إذ ستمكن هذه المحيطات كما سبق. وتطرقت لها جريدة «الشعب» في مواضيع سابقة من ضمان سقي 25 ألف هكتار منها 16 ألف هكتار بسهل الشمرة و6 آلاف هكتار على محور عين التوتة و2000 هكتار ببلدية أولاد فاضل، وهو ما يمثل 44 بالمائة من المساحات الفلاحية المسقية بالولاية. وتحضيرا لحملة الحرث والبذر ل 2017 2018؛ وفرت الولاية كل الامكانيات المادية والبشرية لإنجاحها، حيث قُدر إنتاج الحبوب بالولاية 281275 قنطار، بعدما توقّعت المصالح الفلاحية عن حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي عن السنة المنقضية، إنتاج 376908 قناطير في الهكتار الواحد من أصل المساحة المنتظر حصادها 26358 هكتار، على مساحة مزروعة بلغت 143000 هكتار، أما بخصوص حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2017 2018، فإن تعاونية الحبوب والبقول الجافة خصصت 126733 قنطارا لتغطية احتياجات الفلاحين.