خصص الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، لتفقد بعض وحدات القطاع العسكري بالأغواط. وكانت البداية من القاعدة الجوية بالأغواط، وبعد مراسم الاستقبال تابع الفريق عرضا قدمه قائد القاعدة، ليتفقد مختلف مرافقها. بعدها وبمدرسة أشبال الأمة بالأغواط، استمع الفريق إلى عرض قدمه قائد المدرسة، ليتفقد مختلف المرافق البيداغوجية والإدارية والرياضية. للعلم فإن هذه المدرسة مخصصة للتعليم المتوسط، سعتها 800 مقعد بيداغوجي، تضمن، على غرار مدارس أشبال الأمة الأخرى، تعليما رفيع المستوى وتتوافر على جميع المرافق والوسائل المادية والبشرية والبيداغوجية الحديثة، كمخابر العلوم التطبيقية والتكنولوجية وقاعات التعليم بمساعدة الحاسوب ومخابر اللغات الحية وقاعات الأنترنت ومدرجات ومكتبات ومرافق الرياضة والترفيه. إثر ذلك قام الفريق رفقة اللواء عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة، بتدشين المقر الجديد للقطاع العسكري بالأغواط وتسميته باسم الشهيد أحمد شطة، وذلك بحضور أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم من قبل الفريق. وبالمدرسة التطبيقية للدفاع المضاد للطائرات وبعد متابعة عرض قدمه قائد المدرسة وتفقد مختلف مرافقها، التقى الفريق بإطارات وأفراد وحدات موقع الأغواط، أين ألقى كلمة توجيهية بثت إلى جميع الوحدات عبر تقنية التحاضر عن بعد، ذكر فيها بمآثر الثورة التحريرية المباركة التي تمكن مفجروها وصانعوها من قهر أعتى استعمار استيطاني عرفه العصر الحديث، حيث قال: «إن تاريخ بلادكم الجزائر، وبلا فخر، هو إنجاز وطني مشهود له بالعظمة وبالهيبة والجلال ورفعة الشأن، فهو ليس مجموعة متلاحقة من الأحداث العادية، بل هو صنيع معجز ونادر الحدوث، تجسدت فيه شخصية الإنسان الجزائري بكافة خصائصها ومميزاتها، وتحددت من خلاله شروط اكتساب هذه الشخصية، التي يبقى عمادها الأساسي هو الصدق مع الذات والوطن، ثم مع الله أولا وأخيرا. فتلكم هي المواصفات السامية والنبيلة التي استطاع بفضلها أسلافكم أن يقهروا أطغى أنواع الإستعمار الذي عرفته البشرية في عصرنا الحالي، وأن يضعوا بين أيدي أبناء الجزائر جيلا بعد جيل، كل هذا الرصيد القيمي والمعنوي، الذي بقدر ما يبعث على الاعتزاز والافتخار فهو جدير بأن يكون أسوة وقدوة. وتلكم هي الغاية الكبرى التي أسعى إلى تحقيقها من خلال المداومة على التذكير بتاريخنا الوطني، فمن سار على درب هؤلاء، وتعلم من تجاربهم، ونهل من معينهم، لن يخيب أبدا وكيف يخيب من اقتدى بالقدوة وتأسّى بالأسوة وذلكم هو الزاد المعنوي الذي يتعين على كافة الأفراد العسكريين أن يصنعوا منه مجدهم المهني والعملي والسلوكي والأخلاق وأن يصقلوا بواسطته مواهبهم وينمّوا عبره رصيدهم المعرفي». الفريق أكد على أن الجيش الوطني الشعبي، ووفقا للرؤية السديدة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، يعمل دوما على تكييف قدراته وإمكاناته مع كل التحديات والمخاطر والتهديدات المحتملة. فانطلاقا من هذا المبدأ الوطني الثابت، فإنكم تعلمون جيدا، أن هاجسنا الأوحد كقيادة عليا، الذي نسعى مخلصين إلى الوفاء بمتطلباته، وفقا للرؤية السديدة لفخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، هو مواصلة جهد تكييف قدرات الجيش الوطني الشعبي، مع ما نستشعره من تحديات ومخاطر وتهديدات محتملة، قد يفكر أصحابها، مجرد التفكير، في المساس بأمن الجزائر واستقرارها، في الحاضر والمستقبل، وتحقيقا لهذه الأهداف السامية، فإننا نعتبر جازمين بأن الإنجازات الكبرى التي تم تحقيقها على أكثر من صعيد، هي كفيلة بأن تجعل قواتنا المسلحة في مستوى المسؤوليات العظيمة الموضوعة على عاتقها. إننا لا نفاخر بما تحقق من إنجازات ميدانية على مستوى الجيش الوطني الشعبي بكافة مكوناته، لا ينكرها إلا حاسد، ولا يتجاهلها إلا جاحد، ولا يحجبها إلا مكابر، لأننا نعتبر ذلك واجبا وطنيا خالص النية، وصادق العهد والقصد، أملاه وسيبقى، إن شاء الله تعالى، يمليه علينا الالتزام بأداء هذا الواجب الوطني، وحبنا المخلص لوطننا وتفانينا الشديد في العمل من أجل مصلحته العليا، وإنني كثيرا ما أشدد القول وألح كثيرا على العمل كقيمة وكنهج حياة وكوتيرة متواصلة ومنتظمة، هذه القيمة التي جعلنا منها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، المصدر الأساسي للمكاسب العديدة والنوعية المحققة، بفضل الله تعالى وعونه، ثم بفضل تضافر جهود الجميع، كلّ في موقع عمله وحدود صلاحياته».——