قد يكون ماركو ماتيرازي، مدينا بشهرته لتلك 'النطحة الشهيرة" التي تلقاها من زين الدين زيدان، خلال النهائي المشهود في كأس العالم 2006 بألمانيا. رغم أنّ ماتيرازي مركزه دفاعي، كان له الفضل الأكبر في فوز إيطاليا باللقب، بفضل هدفه في النهائي بضربة رأسية أعادت إيطاليا إلى المباراة بعد أن تقدّمت فرنسا بهدف زيدان. ماتيرازي نجح في استفزاز زيدان ليطرد هذا الأخير ويفسح المجال لإيطاليا لكي تفوز بضربات الترجيحية. يعتبر ماتيرازي من أشهر مدافعي الكرة الإيطالية، بعد فاكيتي تسجيلا للأهداف وبلغ اللاعب النجومية بشكل متأخر نسبيا. التقيته بدبي على هامش مشاركة عدد من نجوم الكرة العالمية في المباراة الخيرية من أجل أطفال ليبيا، لم يكن الحوار مطوّلا وطرحت عليه بعض الأسئلة المحرجة؛ فأجاب بكل عفوية وهو يتأهب لمغادرة الفندق إلى ملعب.
هل تكنُّون الحقد لزيدان وماذا تحملون عن تلك الواقعة الشهيرة؟ تحدثت كثيرا في هذا الموضوع وأوضحت أنّ هذه الحادثة يجب نسيانها، أنا لا أحمل أي حقد أو ضغينة لزيدان؛ هذه الأشياء تحدث في ملاعب الكرة ولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي عشته في الملاعب. هذه القصة أخذت أبعادا كبيرة لأنها وقعت في نهائي وطرفها لاعب شهير؛ صحيح زيدان تصرّف بتهوّر وللأسف دفع ثمنا باهظا؛ لا أتذكر ماذا قلت له بالضبط وأؤكد لكم بأنّي لم أتعرض بسوء لعائلته كما ذكر في الصحف، المهم أريد أن أطوي هذه الصفحة.
لو بقي زيدان هل كانت إيطاليا ستفوز باللقب؟ تفوقنا كان واضحا في المباراة ونجحنا بالضربات الترجيحية.
لماذا تراجع مستوى المنتخب الإيطالي وخاصة في مونديال 2010؟ هناك أمور كثيرة تغيّرت؛ لا يمكن لأي فريق أن يبقى في القمة. أعتقد أنّ الوقت حان لكي تعود إيطاليا من جديد.
ماذا تعني مشاركتكم في مباراة خيرية من أجل أطفال ليبيا؟ نجوم الكرة لديهم الكثير ما يقدمونه من أجل مساعدة الأطفال المحرومين؛ وفي إيطاليا هناك تظاهرات كثيرة في هذا الاتجاه وأنا سعيد للقاء عدد من الأصدقاء هنا وخاصة صديقي كانافارو.
ما رأيكم في ظاهرة توجه عددا من نجوم الكرة للاحتراف في منطقة الخليج؟ من الطبيعي أن يبحث كل لاعب عن مصالحه، واعتقد أنّ بعض النجوم جاؤوا إلى الخليج لأنهم يبحثون على مكان بعيد عن ضغوطات الصحافة والجماهير والمشجعين وبالنسبة لكانافارو أعتقد أنّ اختياره كان صائبا.
هل سنرى ماتيرازي في ملاعب الخليج؟ هذا يتوقف على العرض؛ إذا كان العرض مناسبا فلن أتردد.
ماذا عن تراجع مستوى الأنتر؟ من الطبيعي أن يتراجع الأنتر بعد سنوات من السيطرة؛ أعتقد أنّ رحيل مورينيو ساهم في هذا التراجع وسوف يعود الأنتر إلى سالف أمجاده.
هذا هو ماتيرازي ماتيرازي، لاعب خط الدفاع في نادي أنتر ميلان والمنتخب الإيطالي لكرة القدم؛ أحد الذين يُنسب إليهم الفضل في قيادة المنتخب الإيطالي إلى الفوز بكأس العالم 2006 في ألمانيا، بعدما قدّم أداءً ممتازا وراقيا توَّجه بهدفين؛ أحدهما في مرمى المنتخب الفرنسي في النهائي.
كان وراء طرد زيدان في نهائي مونديال 2006
ماتيرازي، كان السبب في طرد قائد الفرنسيين زين الدين زيدان بعد الحادثة الشهيرة بينهما، والتي انتهت بطرد الأخير من النهائي لتكون سببا من أسباب هزيمة الفرنسيين للمباراة، مع العلم بأنه شهير بلعبه الخشن والذي أظهره في أكثر من لقاء.
نجومية ماتيرازي انطلقت في سن متأخرة
انطلق ماركو ماتيرازي إلى عالم النجومية في سن متأخرة بالنسبة للاعب أصبح اليوم من أهم مدافعي العالم على الإطلاق. فهو حتّى سن السابعة والعشرين، لعب في أندية مغمورة قبل أن يعرف الشهرة بعد انتقاله إلى الأنتر صيف 2001.
الانطلاقة الحقيقة في نادي بيرودجا ومنه إلى إيفرتون
بعد أن بدأ ماركو مسيرته الكروية في أندية متواضعة؛ استطاع الظهور في دوري الدرجة الأولى الإيطالية عبر نادي بيرودجا الذي أعاره موسم 98/99 إلى نادي إيفرتون؛ لكن الإعارة لم تصاحبها رغبة بالاحتفاظ باللاعب الذي لعب 27 مباراة، طرد خلالها 3 مرّات ونال 12 بطاقة صفراء فيها ذلك لأنه لم يلعب بطريقة نزيهة.
ماتيرازي في الأنتر وتحطيم رقم فاكيتي بعد عودته من إنجلترا، تطوّر لعب ماركو، حيث عاد وأصبح قائد الفريق الإيطالي ونجم نجومه. ماركو عرف طريقه إلى النجومية والشهرة بعد موسم 2000/2001، وذلك حينما قدّم مستوى عالٍ صاحبه تسجيله لاثني عشر هدفا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ليحطم بهذا رقم مدافع الأنتر السابق فاكيتي والمسجل عشرة أهداف. ليصبح ماركو ماتيرازي أكثر المدافعين الطليان شهرة ذلك الموسم وأكثرهم طلبا من قبل الأندية، كما أنه كوفئ من قبل مدرب منتخب إيطاليا جوفاني تراباتوني بالاستدعاء إلى صفوف المنتخب الإيطالي ليخوض مباراته الدولية الأولى وذلك أمام جنوب إفريقيا.
ويتواصل إبداع ماتيرازي
عقب إبداعه في الكأس العالمية، أكمل ماتيراتزي الذي أصبح معشوق جمهور الأنتر ومصدر فخره مسيرة تألقه، وأستطاع أن يقود الأنتر إلى الفوز بالدوري الإيطالي وعلى أرض الملعب بعد غياب 17 عاما. كانت له اليد الطولي في الإنجاز الغالي بعد أن تألق دفاعيا، فمنع الكثير من الأهداف وهجوميا أيضا، حينما سجّل عشرة أهداف ساهمت في فوز الأنتر باللقب الغالي فيما عرف بالاسكوديتو 15. كما أنّ الإعلان الرسمي لفوز الأنتر، أتى بعد فوز الأنتر على سيينا 2/1 بهدفي ماتيرازي نفسه؛ مستغلا خسارة ملاحقه روما الذي أنهى الموسم خلف الأنتر في المركز الثاني وبفارق 22 نقطة.
صاحب الرقم القياسي في تسجيل مدافع للأهداف
يعد ماتيرازي من كبار اللاعبين الطليان؛ فمن كونه صاحب الرقم القياسي في تسجيل مدافع لأهداف في موسم واحد بالكالتشيو، إلى قدومه إلى الأنتر قدوم الأبطال موسم 2001 ومساعدته القوية في تحسين دفاع الفريق إلى نجاحه، بقيادة المنتخب الإيطالي إلى الفوز في العرس العالمي بتسجيله هدفين في أربع مباريات لعبها، ليكون هدّاف الفريق مناصفة مع المهاجم لوكا توني.
نعم... ماتيرازي لازال على خلاف مع زيدان
ليزال على خلاف مع زيدان بعد الحادثة الشهيرة بينهما وإن أبدى ماركو أسفه لمن شاهده يتلفظ على زيدان بتلك الكلمات، ولا سيما الأطفال من دون أن يتأسف لزيزو. جمهور ملعب "جوزيبي مياتسا"