بلكالام..أسد جرجرة الفتِي..سيزأرُ في الدوري الإنجليزي القوي بعد أن تطرقنا في عددنا الماضي الى الموسم المميز الذي حققه نجم النادي الإفريقي عبد المؤمن جابو في الدوري التونسي و فشله في تجديد ذات التألق مع المنتخب الوطني بسبب كثرة الإصابات و خيارت وحيد حليلوزيتش، فإننا هذه المرة سنتحدث عن لاعب مر بسيناريو معاكس تماما ل " مموش " ألا و هو المدافع الصلب سعيد بلكلام الذي قدم وجها متوسطا مع فريقه شبيبة القبائل في البطولة المحلية، و لكنه تمكن من فرض ذاته بسرعة البرق في صفوف " الخضر " ليُصبح واحدا من الأعمدة الأساسية للناخب الوطني و يتمكن من الظفر بعقد إحترافي مع أودينيزي الإيطالي قبل أن تتم إعارته مؤخرا لواتفورد الإنجليزي . ماي 2012 " بلكالام يتعافى من الإصابة الخطيرة التي كان يعاني منها " بداية الموسم المنقضي كانت إيجابية جدا بالنسبة لسعيد بلكالام، حيث أن المدافع الدولي الجزائري سجل عودته أخيرا لمباشرة التحضيرات مع فريقه شبيبة القبائل بعد غياب طويل جدا بسبب الإصابة التي تعرض لها مع المنتخب الوطني المحلي سنة 2011 و التي أجبرته على البقاء دون منافسة رسمية مدة تسعة أشهر كاملة، حيث أن بلكلام قضى تلك الفترة كاملة ما بين المصحات العلاجية قبل أن تقرر " الفاف " ممثلة في رئيسها محمد روراوة بنقل صاحب الأربعة و عشرين عاما الى قطر حيث خضع لمتابعة مكثفة من طرف أطباء " أسبيتار " قبل أن يعود سالما معافا الى أرض الوطن . كاد أن يحترف في فرنسا و لكن لياقته البدنية خانته و خلال شهر ماي من السنة الماضية و بداية شهر جوان، و نظرا لإستفادته من تحضيرات جيدة مع فريقه شبيبة القبائل الذي قام بتربصين مغلقين في عين الدراهم التونسية و سيدي فرج الجزائرية فقد حاول سعيد بلكالام تجريب حظه بالإحتراف الأوروبي، حيث إنتقل مع إفتتاح الميركاتو الصيفي في القارة العجوز متجها الى فرنسا، حيث تفاوض إبن جرجرة مع ناديي سوشو و أوكسير و لكن ذلك لم يفضي الى نتيجة مثمرة بإعتبار أن مسيري " لي لييونسو " و " لاجيا " تخوفوا كثيرا من اللياقة البدنية المتواضعة لمدافع " الخضر " بإعتبار أن هذا الأخير كان عائدا من إصابة طويلة الأمد . جوان " حليلوزيتش يستدعي بلكلام لمواجهة رواندا " و مع حلول شهر جوان 2012، و بداية مشوار الجزائر في الدور الثاني من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل، تحصل سعيد بلكالام على دعوة من الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للتواجد مع زملاء رايس وهاب مبولحي خلال إستقبال رواندا على أرضية ملعب تشاكر بالبليدة في لقاء عرف إنتصارا كاسحا ل " الخضر " تداول على توقيعها سفيان فيغولي، هلال سوداني على مرتين و إسلام سليماني مع تسجيل بقاء بلكلام على مقاعد البدلاء طيلة التسعين دقيقة بما أن الطاقم الفني فضل الإعتماد على الثنائي كارل مجاني و إسماعيل بوزيد في مركز قلب الدفاع . الظروف خدمت سعيد بإعتزال عنتر و إصابة بوقرة و إن كان بلكالام قد بقي على مقاعد البدلاء خلال المواجهة ضد رواند، فإن الظروف خدمت سعيد كثيرا في الفترة التي تلت شهر جوان 2012، حيث أن تشكيلة المنتخب الوطني عرفت إعتزال القائد السابق عنتر يحيى للعب الدولي، و تلى ذلك تعرض مجيد بوقرة لإصابة خطيرة أبعدته عن المنافسة الرسمية، إضافة الى بقاء إسماعيل بوزيد في بطالة، و هو الامر الذي جعل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أمام خيارات محدودة في منصب قلب الدفاع و هو ما دفع التقني البوسني الى التفكير بشكل جدي في منح الفرصة لبلكالام خاصة و أن هذا الأخير لا يزال في مقتبل العمر و نجاحه يعني أن " الخضر " سيضمنون عنصرا هاما لسنوات طويلة .
سبتمبر " بلكالام أساسيا لأول مرة مع المنتخب و يتألق ضد ليبيا " و بالنظر الى المعطيات السالف ذكرها من إعتزالات و إصابات، فقد تحصل سعيد بلكالام على فرصة اللعب أساسيا لأول مرة مع المنتخب الوطني في بداية شهر سبتمبر المنصرم، و ذلك خلال تنقل الجزائر الى الدار البيضاء المغربية لمواجهة نظيرها الليبي في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، حيث لعب خرج مدرسة شبيبة القبائل رفقة كارل مجاني في قلب الدفاع مُظهرا رزانة كبيرة طيلة التسعين دقيقة رغم إفتقاره للخبرة على المستوى الدولي مساهما في ذات الوقت في المحافظة على عذرية شباك الحارس رايس وهاب مبولحي في لقاء إنتهى بفوز أشبال وحيد حليلوزيتش بهدف دون رد من توقيع هلال سوداني . أوكتوبر " سعيد يؤكد من جديد ضد ليبيا في لقاء العودة " و رغم أن بلكالام قد ظهر بوجه مميز ذهابا ضد " فرسان البحر الأبيض المتوسط " إلا ان العديد من المتتعبين تخوفوا من أن يكون سعيد قد تألق في لقاء واحد و فقط، و لكن رد مدافع " الجياسكا " كان سريعا، حيث قدم عرضا جيدا في لقاء العودة ضد المنتخب الليبي الذي جرى في ملعب تشاكر بالبليدة في منتصف شهر أوكتوبر، في مواجهة عرفت غلق بلكالام لكل المنافذ في الوقت الذي قام فيه بقية زملائه بالواجب في الخط الأمامي ليفوز محاربوا الصحراء بهدفين دون رد و يضمنوا تألهم الرسمي للمشاركة في كان 2013 في بلاد " البافانا بافانا " . حليلوزيتش أشاد به كثيرا و جعله ركيزة في الدفاع و بالنظر الى نجاحه في أول إختبارين له مع النخبة الوطنية فقد تحصل سعيد بلكالام على إشادة كبيرة من طرف وحيد حليلوزيتش الذي إعتبر أن مراهنته على مدافع شبيبة القبائل لتعويض مجيد بوقرة في الخط الخلفي كانت في محلها، مُشيرا في ذات السياق أن إبن مقلع سيكون في المستقبل القريب واحدا من أهم ركائز " الخضر " بالنظر الى صغر سنه و لكن التقني لم يفوت الفرصة لكي يطلب من بلكالام العمل على تصليح بعض النقائص التي يعاني منها لكي يتطور مستواه بشكل أكبر . نوفمبر " بلكالام يدخل في نزاع مع حناشي و الشبيبة تعاني " و بعيدا عن تألقه مع المنتخب الوطني، فإن سعيد بلكالام كان يعيش أوضاعا صعبة جدا مع فريقه شبيبة القبائل، حيث أن أبناء " جرجرة " و على عكس ما جرت عليه العادة حققوا بداية موسم متواضعة ليجدوا أنفسهم بعيدين جدا عن المنافسة عن لقب البطولة المحلية أو حتى الحصول على مقعد مؤهل للمنافسات الإفريقية، و هو ما جعل الخلافات تنفجر سريعا بين مدافع " الخضر " و رئيسه محند شريف حناشي في شهر نوفمبر، عندما إتهم الرجل الاول في " الجياسكا " بلكلام بأنه لا يقدم كل ما لديه من اجل النادي مفضلا مصلحته الشخصية و كان ذلك بعد الهزيمة التي تلقتها الشبيبة على أرضها أمام العميد . جانفي " بلكالام أحسن السيئين في كان 2013 " و مع حلول شهر جانفي 2013، كان سعيد بلكالام متواجدا مع المنتخب الوطني في كأس امم إفريقيا، حيث شارك مدافع شبيبة القبائل في كل مباريات " الخضر " بداية من اللقاء ضد تونس عندما لعب رفقة كارل مجاني، و بعدها ضد الطوغو و كوت ديفورا عندما نشط الخط الخلفي مع رفيق حليش، و يمكن إعتبار ما قدمه بلكالام خلال هذه الدورة متوسطا الى حد بعيد و لو أن هذا الأخير كان أفضل السيئين في تشكيلة الناخب وحيد حليلوزيتش التي ودعت الكان من الباب الضيق بداية من الدور الأول دون تحقيق و لو إنتصار يُذكر .
تعلم الكثير أمام أديبايور و دروغبا و رغم المشاركة السلبية للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا، إلا ان سعيد بلكالام إستفاد كثيرا من مشاركته في هذه الدورة بإعتباره وقف على مستواه الحقيقي أمام مهاجمين من طراز عالمي على شاكلة إيمانويل أديبايور من الطوغو و ديديي دروغبا من كوت ديفوار، حيث أن مدافع " الخضر " حاول إيقاف العملاقين السالفي الذكر دون جدوى بإعتبار أن نجمي توتنهام و غلطة سراي على التوالي كانا أكثر خبرة من بلكلام الذي يكون تعلم الكثير خلال " كان 2013 " بدليل أن مستواه تطور كثيرا من تلك الفترة الى وقتنا الحالي . فيفري " سعيد يفتتح عداده من الأهداف في داربي القبائل " و بعد نهاية كأس إفريقيا للامم، عاد بلكالام الى يوميات البطولة الوطنية في شهر فيفري، حيث إفتتح سعيد عداده من الاهداف خلال الداربي القبائلي ضد الجار شبيبة بجاية، قبل أن يُضيف بعدها ثاني أهدافه في مرمى محمد لمين زيماموش و إتحاد العاصمة، و لو أن ذلك لم يُغير الشيء الكثير بالنسبة ل " الجياسكا " التي أنهت الموسم في مركز حادي عشر لا يليق تماما بعراقة واحد من أكبر الأندية في القارة السمراء . جوان " بلكالام يُشكل جدارا منيعا رفقة مجيد بوقرة " و في شهر جوان الماضي، شهدنا تقديم سعيد بلكالام لوجه مميز جدا خلال مباريات المنتخب الوطني ضد كل من البنين و رواندا، حيث أن مدافع شبيبة القبائل شكل ثنائيا رائعا مع القائد العائد بقوة مجيد بوقرة، و هو ما جعل الخط الخلفي لمحاربي الصحراء بمثابة جدار منيع أمام هجمات " السناجب " و " الأمافوبي " على التوالي ليكون بلكالام من أهم المساهمين في وصول " الخضر " الى المبارة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل . جويلية " بلكلام يوقع ل5 سنوات مع أودينيزي الإيطالي " و مع إنطلاق الميركاتو الصيفي الحالي، و مثلما كان متوقعا تمكن بلكالام أخيرا من تحقيق حلمه بالإحتراف، و ذلك بعد إمضائه جويلية المنقضي لصالح اودينيزي لعقد طويل الأمد يمتد لخمسة سنوات كاملة، و لو أن الدولي الجزائري لم يتمكن من إقناع مدرب " البيانكونيري " فرانتشيسكو غويدلين، خاصة و أن بلكالام إلتحق ب " الأوديني " بشكل متأخر كثيرا بعد مشاركته مع المنتخب الوطني العسكري في كأس العالم إضافة الى عامل الصيام الذي منع لاعب شبيبة القبائل من إظهار كل قدراته . حصيلته هدفان + 1861 دقيقة في المجموع و في الأخير، فإن حصيلة سعيد بلكالام هذا الموسم كانت إيجابية على الأصعدة، حيث أن صاحب الأربعة و عشرين سنة تمكن من فرض نفسه أساسيا مع المنتخب الوطني الجزائري و إنتقل للإحتراف في أوروبا، إضافة الى تمكنه من تسجيل هدفين في البطولة الوطنية مشاركا في 22 مبارة كأساسي بمجمو وصل الى 1861 دقيقة في المجموع . أوت " بلكالام ينضم معارا لواتفورد و زولا معجب به" و نظرا لعدم رغبة أودينيزي في الإحتفاظ به، فقد قرر مالك النادي جيامباولو بوتزو إعارة بلكالام لصفوف واتفورد الإنجليزي الذي يمتلك الملياردير الإيطالي أيضا، و من المنتظر أن يلتحق الدولي الجزائري بفريقه الجديد قريبا، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لمدرب " الهورنيتس " جيانفرانكو زولا الذي إمتدح سعيد كثيرا معتبرا إياه مشروع لاعب كبير في المستقبل و قادرا على المساهمة في تحقيق واتفورد للصعود الى البريمير ليغ .