قبل أشهر قليلة من الآن، تنبأ بعض سيئي النية بنهاية مأساوية لجريدة "الشباك".. وكم كانت كثيرة ومتعددة تلك النبوءات.. كأن تبقى مجرد أسبوعية وفقط، أو أن تزول نهائيا من خريطة الإعلام الرياضي الجزائري، وهو الاحتمال الأسوأ على الاطلاق، لا قدر اللّه.. لكن العكس تماما هو الذي حدث بعد ذلك.. نعم، ذلك أن أسبوعية "الشباك"، وبعد أن صارت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، تحوّلت إلى يومية رياضية كبيرة وناجحة، بجميع معايير الكبر والنجاح، محققة بذلك طفرة نوعية وكمية ضخمة، لتبقى علامة بارزة في الإعلام الجزائري عامة وليس الرياضي فقط.. حتى أن بعض القراء الأوفياء من أنصار الفريق الوطني، والنوادي، وحتى بعض المدربين واللاعبين، من مختلف جهات الوطن، ومن الخارج، لم يصدقوا في البداية أن "الشباك" تمكنت وفي ظرف قياسي من العودة إلى الساحة الرياضية بكل تلك القوة والجرأة، وذلك التميز والعطاء، إلى أن اتصلوا بنا وتحدثوا معنا، فقطعوا الشك باليقين، وتأكدوا من أن "الشباك" قد عادت إلى ساحة الكبار، في وقت شكّك الكثير في ذلك.. إن عودة "الشباك" لم تقتصر على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي كذلك، بدليل الصوت الذي صرنا نصنعه في كل مكان ونسمع ترديد العالم لصداه مع صدور كل عدد جديد.. أسماء كبيرة حاورناها، وملفات حساسة طرقناها مؤخرا، بفضل الطقم الشاب العامل في المؤسسة، وكنا سباقين فيها، مثلما كنا سباقين في نقل بعض الأحداث والأخبار المميزة المشوقة بأدق تفاصيلها وحيثياتها.. دون أن ننسى الإشارة إلى أن المحتوى الدسم للجريدة لم يكن على حساب الشكل بتاتا، بل العكس هو الصحيح، ذلك أن كل من شاهد وطالع "الشباك" في الفترة الأخيرة إلا وزاد تمسكا بها واقتناعا باحترافيتها.. إنها، الإحترافية، الوسيلة الكبرى، والهدف الأسمى الذي نسعى لتحقيقه في كل وقت.. ولسنا في حاجة ها هنا إلى التذكير بكون "الشباك" هي أول جريدة رياضية جزائرية متخصصة داخل التخصص: كرة القدم.. كانت الانطلاقة سنة 1993، مع ثلة من الأصدقاء والزملاء، منهم من غيّر المهنة، ومنهم من غاب ثم عاد، ومنهم من لم يبدل تبديلا.. وإننا لنتشرف بأن كنا من الأقلام الأولى التي كتبت اسمها في تلك السنة على صفحات "الشباك"، وهو ما يفسر اليوم غيرتنا الكبيرة عليها، وإصرارنا على النجاح معها، ودعوتنا المستمرة لتحقيق مبدأ المصداقية فيها.. لقد كانت "الشباك" مدرسة في الإعلام الرياضي الجزائري وستبقى كذلك، وها هي اليوم تعلن عودتها من الباب الواسع، في إطار المنافسة الشريفة والاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر.. وللحديث بقية