لم يكن من الممكن لهذا الخبر أن يمرّ مرور الكرام على مسامعي.. فلقد قالت مصادرنا أن مراد مغني، لاعب الخضر، ولازيو روما الإيطالي، سيتنقل إلى الدوحة، العاصمة القطرية، لمواصلة العلاج وعملية التأهيل التي شرع فيها حتى يشفى من الإصابة التي لازمته في الأيام القليلة الماضية.. تساءلت ببراءة: لماذا الدوحة بالذات؟ هل يمكن للاعب من عيار مراد مغني أن يتلاعب بمستقبله الصحي والرياضي بالمغامرة باختيار مكان عشوائي للعلاج؟.. أين ذهبت بقية المراكز الصحية والطبية الاستشفائية العالمية الكبرى، والتي يؤمّها كبار العالم على المستوى الرياضي؟.. هل اختفت عن الأنظار؟.. أم أنها ربما قد أغلقت أبوابها أمام المصابين؟.. من بين ما يؤاخذ عليه بعض إعلاميي دكاكين الفتنة في بلاد الأخت الكبرى، هو أن عقولهم المريضة لم تتمكن بعد من استساغة التغيير الحاصل على مستوى خريطة العالم العربي.. منذ عهود غابرة مضت وإلى غاية اليوم، وقعت تبدلات عميقة على مستوى جسد الأمة العربية، لم تتنبأ بها مراكز الدراسات الإستراتيجية ولم تستبقها مخابر صنع القرار في العالم.. وشهدت تلك السنوات صعود دول كانت توصف بالصغيرة، وهبوط أخرى كانت توسم بالكبيرة.. الإمارات العربية المتحدة وقطر، وبدرجة أقل السعودية، أصبحت محج فرق ونواد وأسماء عالمية ساطعة في المجال الرياضي، ومقرا لأكبر القنوات الفضائية الرياضية الشهيرة، وموضعا لأضخم المنشآت الفنية الرياضية الكبرى.. في حين أفلت نجوم دول وقنوات أخرى لطالما حسبناها لا تأفل.. لا لشيء سوى لكونها تحولت عن هدفها، وبقيت تؤمن بما لا يمكن لعاقل أن يصدقه.. هذه البلدان لا يمكن لعاقل نفي وجودها بأي حال من الأحوال.. مركز "أسبيتار" التابع لأكاديمية "اسباير" الإيطالية، الذي تنقل إليه مغني مراد، وقبله بأيام مجيد بوغرة، هو مفخرة الدوحة اليوم على المستوى الطبي، كيف لا، و قد صار يقصده كبار لاعبي العالم للمداواة.. هذا الكلام من باب القول للمحسن أحسنت ولمسيء أسأت.. وللحديث بفية.