بات من المؤكد من خلال كلام الرئيس روراوة على هامش الملتقى الإعلامي للصحفيين المعتمدين لتغطية مونديال جنوب إفريقيا، أنه سيكون صارما هذه المرة في تربص سويسرا مع لاعبيه، من خلال عزلهم على العالم الخارجي لتمكينهم من التركيز والتحضير بجدية، سيما وأن أعين المنافسين تترصد أخبار الخضر وتترقب خطواتهم قصد جلب أكبر قدر من الأخبار على المنتخب الجزائري، لأن حرب المعلومة تسبق عادة المباريات الرسمية، فالمغزى من وقوع اختيار الناخب الوطني والفاف لإجراء التربص بكرانس مونتانا في مرتفعات سويسرا الهادئة هو عزل الخضر عن العالم الخارجي حتى يتسنى لهم التحضير بجدية دون التأثر بالمحيط الخارجي، ناهيك أن الجوسسة ليست بالشيء الجديد على الخضر، ولهذا يهدف الناخب الوطني قدر المستطاع للحرص على عدم تسريب أخبار الخضر ووصولها إلى المنافسين الذين يهدفون لاستغلالها لصالحهم. شدد اللهجة ووضع النقاط على الحروف وتبعا لتصريحات روراوة دائما، فإنه شدد من لهجته هذه المرة ووضع النقاط على الحروف في عدة قضايا سادها الغموض بما فيها تنظيم العمل مع الصحافة الوطنية التي ستتنقل إلى سويسرا لتغطية التربص، وبما أن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني المقبل على المشاركة في المونديال فإنه ليس كل شيء قابل للنشر، لأن الأمر يتعلق بالوطن، ناهيك أن المنافسين يسعون عادة لاستقاء الأخبار عن المنتخب الوطني من الصحافة الوطنية، حيث أكد روراوة أن الغرض من تنظيم العمل مع الصحافة ليس المغزى منه ممارسة سياسة الإقصاء وإن حرصا على المصلحة العليا للمنتخب التي يجب وضعها فوق كل اعتبار. سعدان يريد تفادي أخطاء مونديال مكسيكو وبما أن الجزائر غابت عن كأس العالم منذ أكثر من 24 سنة، أي من المونديال الأخير بمكسيكو، وحينها كان سعدان مدربا للمنتخب، فإن المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر يهدف إلى تفادي تكرار نفس الأخطاء، حيث كانت الحصص التدريبية في التربص الذي سبق المشاركة في المونديال بالجمهور، وهو الأمر الذي كان يؤثر سلبا على تركيز اللاعبين، كما أن أخبار الخضر كانت في متناول المنافسيين، وهو ما أثر سلبا على مشاركة الجزائر في المونديال الأخير بمكسيكو 86 وهي المشاركة الثانية للجزائر في المونديال. ..ودورة أنغولا لازالت في الأذهان بالمقابل هذه المرة ستختلف المعطيات عما كان عليه الحال في تحضيرات الخضر لدورة أنغولا، باعتبار أن الأمر يتعلق بالمشاركة في منافسة تعد الأقوى على الإطلاق في العالم، ويتعلق الأمر بالمونديال الذي لا مكان فيه للضعفاء، كما أن الفاف وبالتنسيق مع الطاقم الفني تسعى أيضا لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء من خلال فرض حصار على المنتخب في التربص، والتزام السرية والحرص على عدم تسريب الأمور التي لا ينبغي أن يعرفها المنافسيين عن المنتخب، ولو كان ذلك على حساب أنصار المنتخب الوطني الشغوفين بحب منتخب بلادهم والذين يرغبون في معرفة كل صغيرة وكبيرة تخص الخضر.