اضطر موقع "الفيفا"، الصعود على علو شاهق الأسبوع الماضي، للتمكن من لقاء فؤاد قادير، لأن الفرنكو جزائري كان لا يزال فوق السحاب. فبعد أيام قليلة من تأكده بوجود اسمه ضمن اللائحة المؤلفة من 25 لاعبا التي اختارها مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان، لا يزال هذا اللاعب المولود في مارتيغ يحلق في الأعالي. تلقيت الدعوة رسميا لمنتخب بلادك، ما تعليقك؟ صحيح، أنا جد سعيد بتواجدي مع الخضر خلال التربص الذي انطلق قبل أيام من الآن، وصراحة لقد فرحت كثيرا بالأجواء التي اكتشفتها منذ أول يوم التحقت فيه بالمنتخب، خاصة وسط اللاعبين الذين سهلوا كثيرا من تأقلمي. انضمامك للمنتخب جاء بسرعة .. كل ما في الأمر هو أنني تلقيت اتصالا رسميا من رئيس الإتحاد الجزائري الذي حدثني باهتمام المنتخب بخدماتي وهو ما أفرحني كثيرا لأنني سأدافع عن بلدي، وهذا أمر أبقى أفتخر به دائما بما أن جنسيتي جزائرية، وأتشرف كما قلت لأكون ضمن باقي العناصر التي تنتمي للمجموعة، بالإضافة إلى وجود المدرب الذي حفزني هو الآخر بالانضمام للنخبة الوطنية. كنت على وشك الانضمام لمنتخب بلادك في دورة كأس إفريقيا التي جرت سابقا، ما تعليقك؟ كل ما في الأمر أن أموري جاءت هكذا، صحيح كنت دائما أنتظر دعوة منتخب بلادي، ومع الفترة التي مررت بها في وقت سابق مع الأندية التي لعبت فيها والتي عرفت فيها تذبذبا نوعا ما مع نادي الرديف، فإنه وبصراحة أموري كانت صعبة للغاية بعدما عانيت من كرسي الاحتياط، رغم أن بدايتي كانت رائعة في الأصناف الصغرى في تروا ومارتيغ في سنوات مضت. وكيف تقيّم مسيرتك في فرنسا؟ البداية كما قلت لك كانت في مارتيغ ثم تروا، لكن أموري لم تكن عادية وبما أنني لم أتألق فقد فضلت العودة إلى مسقط رأسي "كان"، رغم أن وضعية هذا النادي لم تكن على أحسن ما يرام بما أن النادي واصل سقوطه، الأمر الذي لم يكن في صالحي ومع ذلك غادرت بعد أثبت مستواي الحقيقي. وأين كانت وجهتك بعد ذلك؟ بعد تألقي في آخر موسم لي مع النادي كان عليّ الانضمام لفريق آخر أفجر فيه إمكاناتي، ووقع الاختيار على نادي إيمبان في سنة 2007، الذي كان يلعب في الدرجة الثانية. وكيف كانت علاقتك بصايفي وزياني.. صراحة زياني وصايفي ساعداني كثيرا مذ كنت في النادي، وكنت دائما أستمع إلى نصائحهما، حتى وإن كنت غير معني بالمباريات الرسمية إلا أنني كنت أعمل بجدية لأنني كنت أقول دائما أنني هنا لأتعلم لا أكثر، وكنت دائما أقول عليّ بالصبر والتواضع دائما إلى أن تأتي فرصتي. وماذا عن هذا النادي الذي فضّلت الالتحاق به.. في هذا الفريق عانيت بعض الشيء رغم بدايتي الرائعة في البطولة، لكن الحظ لم يحالفني بعد الفترة الصعبة التي مر بها النادي وعشت مأساة بسقوطه إلى درجة الهواة، الأمر الذي أثر فيّ كثيرا بعد ذلك، لكن الحظ كان إلى جانبي. ماذا تقصد؟ الحظ كان معي بما أن المدرب فيليب، الذي أشرف عليّ في إحدى النوادي سابقا في بولون سور مور، جلبني إلى النادي الذي تعاقد معه ويتعلق الأمر بفالنسيان الذي اخترته عن قناعة وبعد إصرار المدرب على التعاقد معي والتحقت بصفة عادية. يقال أن قادير يتمتع بسرعة كبيرة وبمراوغات رائعة فوق الميدان، ما السر في ذلك؟ من هذه الناحية كنت دائما أعمل بجدية كبيرة في التدريبات، حتى وإن كنت غير معني بالمباريات الرسمية، قلتها مرارا إن العمل الجاد هو الكفيل بأخذ مكانة أساسية والتألق في المباريات الرسمية. الجميع يتذكر تألقك أمام بوردو، ماذا تقول؟ صحيح، في تلك المباراة تألقت بشكل واضح من خلال المستوى الذي ظهرت به في تلك المواجهة، والأمر لا يخصني لوحدي لأن زملائي كذلك كانوا في المستوى وأدوا مباراة كبيرة وواجهنا بوردو بقوة. كنت من أكثر المتألقين في المباراة والجميع يتذكر ذلك.. في تلك المباراة لم أقم سوى بواجبي، والفوز جاء بفضل المجهودات التي بذلها الجميع، بالرغم من أني سجلت آنذلك الهدف الأول لفريقي، وهو الهدف الذي كان الأول لي في البطولة الفرنسية مع فالنسيان، حينها كنت جد سعيدا بتألقي في تلك المباراة. وهل تتذكر ما فعلته في تلك المباراة مباشرة بعد تسجيلك للهدف .. هذا مؤكد، أتذكر كل ما حدث.. عندما سجلت الهدف الأول قمت بتقبيل سوارا يحمل الألوان الوطنية كنت أحمله مذ كنت ألعب في أميان. ما السر في كل ذلك؟ لا يوجد سر في ذلك، بل الأمر يخص بلدي، فرغم أني ولدت بفرنسا إلا أن جنسيتي جزائرية، وكنت دائما أحمل تلك الشارة التي أفتخر بها وأقبلها خاصة عندما أسجل الأهداف. وكيف ترى أمورك مع المنتخب الجزائري؟ هدفي التألق مع منتخب بلدي أولا وأن أكون في المستوى لأنني صراحة حققت حلمي بالانضمام لمنتخب بلدي الأصلي وأنا فخور بذلك.. سأعمل على أن أكون دائما في المستوى. وماذا عن كأس العالم المنتظرة خلال أيام من الآن؟ في منافسة كأس العالم هدفنا واضح، نسعى للتألق ومحاولة الذهاب بعيدا، ومن جهتي سأكون أمام فرصة لا تعوض وأمام حلم وتحقق. ماذا تعني؟ أردت القول أني كنت أتابع مباريات إنجلترا التي تعجبني كثيرا وكنت أكتفي بمشاهدة بعض اللاعبين، ولكني الآن سأواجههم، أقصد هنا لامبارد وروني، ولكني صراحة لم أصدق أنني سألعب ضدهم وهذا أمر أفتخر به كثيرا.