قبل أيام معدودات فقط، من أول خرجة ل"الخضر" في المونديال، تزداد الضغوطات على الطاقم الفني بقيادة رابح سعدان، لإيجاد الخلطة المناسبة لخوض غمار البطولة الأقوى في العالم، سيما في الخط الأمامي المعطل عن العمل منذ أربعة أشهر، أي منذ مباراة الكوديفوار في كأس الأمم الإفريقية بأنغولا، أين سجل ثلاثة أهداف وفقط، ثم دخل في سبات لم يفق منه بعد، بعدم تسجيله لأي هدف في المواجهات الأربع الأخيرة، إثنين منها رسمية لعبت في الكان الإفريقي الأخير، والباقيان وديان أمام كل من صربيا وإيرلندا الجنوبية، رغم تجريبه لعديد المهاجمين وهم؛ عبد القادر غزال، كريم مطمور، رفيق صايفي، عبد المالك زياية ورفيق جبور وهذا الخماسي كله محترف في أندية أوروبية وأخرى خليجية، إلا أنهم بقوا عاجزين عن هز الشباك، ما جعل الجماهير الجزائرية والعربية ومتتبعي محاربي الصحراء، يقلقون من هذه الوضعية، سيما وأنهم مطالبون بالفوز في أولى مبارياتهم المونديالية، إذا ما أرادوا تحقيق الحلم والتأهل إلى الدور الثمن النهائي. هذا وأشار الكثير من المختصين والعارفين بشؤون المستديرة أن بوابة الجزائر إلى الدور الثاني هي سلوفينيا. دفاع سلوفينيا وقف أمام ماكنات هجوم روسيا تشيكيا وبولونيا لكن المعطيات الحالية، تشير إلى أن العكس وهو ما لا نتمناه، حيث تكمن نقطة القوة الرئيسية للمنتخب السلوفيني في خط دفاعه الصلب، والذي أثبت أنه الأفضل خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، بعدما إستقبلت شباكه أربعة أهداف فقط، في عشر مباريات خاضها في مجموعته بالتصفيات، حيث تأهل منتخب منطقة البلقان بقيادة مديره الفني، ماتياز كيك، إلى مونديال 2010 بعدما إحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بالتصفيات الأوروبية، خلف نظيره السلوفاكي، عقب خوضه للملحق الأوروبي الفاصل أمام المنتخب الروسي، الذي تأهل من قبل للمربع الذهبي في أورو 2008 وأطاح المنتخب السلوفيني بنظيره الدب الروسي العنيد ليحجز مقعده في النهائيات، ومتفوقا على منتخبات أخرى مثل منتخبي التشيك وبولندا اللذان شاركا في مونديال 2006 وأورو 2008، خاصة إذا علمنا أيضا أن المنتخب الذي كان سابقا تابعا إلى الإتحاد اليوغوسلافي، يملك في صفوف المدرب كيك الذي تولى تدريب الفريق في عام 2007 خلفا للمدرب المقال برانكو أوبلاك، بشكل كبير على حارس مرمى أودينيزي الإيطالي، سمير هاندانوفيتش، وقائد الفريق نجم خط وسط ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي، روبرت كورين، مهاجم كولون الألماني وميليفوي نوفاكوفيتش. محاربو الصحراء سيواجهون أقوى دفاع في أوروبا إذا إستعرضنا نتائج 53 منتخباً، شاركوا في التصفيات الأوروبية، يبرز دفاع المنتخب السلوفيني بقوة، بدليل أنه تلقى 4 أهداف فقط في 10 مباريات، وكان دفاع هولندا فقط أفضل منه، إذ إهتزت شباكه مرتين لكن في 8 مباريات، وكانت سلوفينيا قريبة من حجز بطاقة مباشرة إلى النهائيات، لكن سلوفاكيا التي خسرت مرتين أمام لاعبي المدرب ماتياز كيك تغلبت على بولندا خارج أرضها هدف لصفر في الجولة الأخيرة لتضمن صدارة المجموعة، وتجبر سلوفينيا على خوض الملحق. وبالنظر إلى سجل التصفيات الأوروبية نجد أن سلوفينيا لعبت 12 مباراة، حققت من خلالها 7 إنتصارات، و3 تعادلات مع تسجيلها لخسارتين فقط، وسجل هجومها 20 هدفاً، مع تلقيه 6 أهداف في مرماه (إذا إحتسبنا مباراتي الملحق). وللتذكير، فإن المنتخب الذي يبلغ تاريخه 19 عاما فقط أطاح بنظيره الأوكراني من التصفيات المؤهلة كأس الأمم الأوروبية "أورو 2000"، وتأهل على حسابه للنهائيات ثم فجر مفاجأة أخرى بعدما تأهل لنهائيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان على حساب نظيره الروماني، ويشارك المنتخب السلوفيني في المونديال للمرة الثانية من خلال النهائيات التي تستضيفها جنوب إفريقيا في الشهر الجاري، وبالنظر إلى كل هذه المعطيات ما على الطاقم الفني إلا إيجاد خطة المناسبة لزيارة شباك سلوفينيا، وباقي المنتخبات التي سنواجهها في الدور الأول للظفر بتأشيرة الدور الثاني.