شارك مهاجم المنتخب الوطني كريم مطمور سهرة أول أمس، في اللقاء الذي جمع فريقه بوريسيا مونشنغلادباخ أمام نادي ارتسغبيرغ من الدرجة الثانية، وحقق التأهل إلى الدور القادم من كأس المانيا، ولعب مطمور 80 دقيقة كاملة بعدما اعتمد عليه المدرب فرونتزيك كأساسي، على الرغم من أنه عاد الأربعاء الماضي من تربص المنتخب الوطني مصابا وتنقل إلى جناح السرعة إلى ناديه الألماني قصد تلقي العلاج، حسب ما أكده مصدر مقرب من "الفاف"، إلا أن مشاركة مطمور أمس، تطرح أكثر من تساؤل خاصة أن الجهاز الطبي للمنتخب الوطني، أكد بأن مطمور، لن يكون بقدرته لعب لقاء الغابون الودي لأنه مصاب ولن يشفى من الإصابة قبل 5 أيام على الأقل، غير أن شفاء مطمور، بهذه السرعة الخيالية من الإصابة التي يعاني منها، ما جعل الشك يتبادر إلى الشارع الجزائري الذي سمع كلاما آخر وتأكد بأن الإصابة لم تكن لتحرمه من المشاركة في اللقاء الودي أمام الغابون، وقد اعتمد المدرب على مطمور منذ البداية، وأكد أن هذا الأخير قطعة أساسية في غلادباخ هذا الموسم، خاصة بعد الوجه الطيب الذي أظهره الدولي الجزائري في المباريات الودية حين نجح في أن يصل إلى الشباك خلالها رفقة الكاميروني إدريسو، الذي سجل بدوره ثلاثة أهداف. 80 دقيقة كاملة تؤكد أن إصابة مطمور لم تكن تستدعي تنقله إلى ألمانيا كما أن المدة التي شارك فيها مطمور في لقاء فريقه في الكأس الألمانية، تدل بأن الإصابة التي كان يعاني منها لم تكن تستدعي تنقله على جناح السرعة إلى ألمانيا، إذ كان يستطيع البقاء إلى جانب زملائه كما فعل كريم زياني، أو المغامرة ولعب بعض الدقائق على غرار قادير الذي شارك وهو مصاب، كما أنه من الناحية العلمية فإن اللاعب العائد من إصابة في الركبة لا يستطيع لعب أكثر من شوط، وخاصة أن مدرب غلادباخ لا يمكن أن يغامر به، لاسيما أن المقابلة لم تكن صعبة جدا لأن المنافس من الدرجة الثانية كما أنها مقابلة كأس، وبالتالي لو رأى أن مطمور كان مصابا فعلا لأعفاه من المشاركة في اللقاء أصلا، لأن مطمور يعد عنصرا مهما في الفريق والمغامرة به أمر ليس في مصلحة النادي والمدرب. أخبار تتحدث عن شجاره مع زياية قبل المباراة وقد تسربت أخبار قبل بداية اللقاء الودي أمام الغابون، مفادها أن مطمور تشاجر مع قلب الهجوم عبد المالك زياية، خاصة أن علاقة هذا الأخير ليست جيدة مع جل المحترفين الذين لا يكلمونه كثيرا مثلما صرح به في حوار حصري ل"الشباك" قبل مغادرته أرض الوطن باتجاه جدة السعودية، وتعود تفاصيل الحكاية، إلى أن مطمور رفض اللعب بجانب زياية في الهجوم، بحجة غياب الاتصال بينهما وأنه يفضل اللعب إلى جانب غزال أو جبور، وهو الأمر الذي رفضه سعدان، الذي قرر إحالة اللاعبين معا على الإحتياط، وهو ما أغضب مطمور الذي قرر التنقل إلى ألمانيا، في حين رضي زياية بالإحتياط خاصة أنه عائد لتوه إلى التشكيلة الوطنية وتصرف مثل هذا لن يفيده في شيء، ليقرر بعدها سعدان الإعتماد على ثنائي الهجوم التقليدي غزال وجبور، وهو الاختيار الذي تفاجأ له الأنصار، خاصة أن سعدان وعد بإحداث تغييرات في التشكيلة وهو ما لم يحدث خاصة في الهجوم. حتى زياني شارك أمس وغيابه عن لقاء الغابون كان تضامنا مع مطمور ومن جهة ثانية، تؤكد نفس الأطراف أن غياب زياني لم يكن بسبب الإصابة وإنما لتضامنه مع زميله مطمور، خاصة أن الإصابة كانت خفيفة حسبما ذكره موقع الاتحادية وكان يستطيع المشاركة في اللقاء ولو كاحتياطي، إلا أن غضبه من الحادثة التي جرت خاصة أنه صرّح لأحد مقربيه أن أمورا عديدة ليست على ما يرام في المنتخب الوطني ويجب أن يتدخل روراوة سريعا حتى يُرجع الأمور إلى نصابها، والدليل على أن زياني لم يكن يعاني لغيابه عن اللقاء أنه شارك أمس في لقاء فريقه فولسبورغ كاحتياطي، كما أن آثار الإصابة لم تظهر عليه أثناء جلوسه في المنصة الشرفية في مباراة الغابون، حيث كان يسير بشكل عادٍ، وبالتالي من المنتظر أن تطفو قضية أخرى إلى السطح في المنتخب الوطني وهي قضية التكتلات التي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة وأصبحت حقيقة بعدما كانت مجرد إشاعات فقط، والأكيد أنه من العار أن يتضامن لاعب مع زميله في شجاره مع لاعب من نفس المنتخب في الوقت الذي يعتبرون فيه كلهم جزائريون. الحالة في المنتخب أصبحت حماما والأوضاع مهددة بالإنفجار وإذا تأكدت هذه الأخبار، فإن الوضع أصبح خطيرا في المنتخب الوطني الذى لم يعرف يوما مثل هذه التجاوزات الخطيرة، وحتى قضية لموشية لم تكن بهذه الدرجة، إذ لا يعقل أن يغادر لاعب تربص المنتخب الوطني بسبب رفضه اللعب إلى جانب لاعب آخر في التشكيلة الأساسية، ويطير بعدها إلى ناديه ليشارك أساسيا دون أن يأخذ بعين الاعتبار أحاسيس الجماهير الجزائرية التي تقدر كثيرا وتحترم مطمور، ثم يتعدى الأمر إلى تضامن لاعب مع زميله ضد لاعب معهم ويتابع المباراة من المنصة الشرفية وهو يضحك على زملائه المنهزمين في النتيجة، كما أن الملاسنات التي وقعت بين بلحاج وعبدون في نهاية اللقاء، وغلق باب غرف تغيير الملابس في وجه سعدان، كلها أمور تستدعي الوقوف أكثر من وقفة لإصلاح ما بقي من هذا المنتخب الذي كان بالأمس فقط مفخرة كل الشعب الجزائري والعالم العربي في كأس العالم الأخيرة. سعدان سبب كل ما يحدث و"فششهم بزّاف" وإذا كان أحد يتحمل المسؤولية فيما حدث، فهو الشيخ سعدان، الذي بالغ في معاملة اللاعبين إلى درجة أن البعض أصبح يمرر كلامه على سعدان، ويتدخل في الأمور الفنية وفي التشكيلة الأساسية، لأنه لا يوجد لاعب في العالم يشترط اللعب مع مهاجم معين مهما كانت قيمته في الفريق، وهو أمر لا يتقبله العقل وما كان مطمور أو غيره ليتصرف هكذا لو أدرك أن هناك مدرب صارم سيعاقبه على فعلته هذه بإبعاده من المنتخب أو إقصائه مدى الحياة، لأن المنتخب أكبر من أي لاعب إلا أن سعدان الأب الحنون الذي "يفشّش" اللاعبين كثيرا ويستجيب لرغباتهم كثيرا وهو ما جعلهم بلغة الشارع "يديرو ڤرون" ويتصرفون كما يحلو لهم، خاصة أنهم يُدركون أن سعدان لن يتجرأ ويكشفهم أمام الرأي العام بسبب ضعف شخصيته. الجمهور أدرك أن اللاعبين ليسوا ملائكة ومن جهة ثانية، أدرك الجمهور الجزائري أن اللاعبين ليسوا ملائكة ورغم أن هناك من أثبت أنه يحب الجزائر ولعب في العديد من الأحيان مصابا على غرار بوڤرة وعنتر والآخرين الذين ضحوا من أجل المنتخب، بالإضافة إلى مبولحي الذي شارك في اللقاء الودي رغم وفاة والدته، إلا إن الجزائريين تأكدوا مرة أخرى أن اللاعبين ليسوا ملائكة ويخطئون كثيرا خاصة أنهم وجدوا الفرصة سانحة أمامهم بتواجد مدرب هرب الفوج من يده وذابت اللحمة والعلاقة العائلية التي كانت موجودة بين اللاعبين سابقا، والتي صنعت الفارق أمام المنتخب المصري الذي لا يختلف أحد في أنه أقوى جماعيا من الخضر، ولو تأهل إلى كأس العالم لقدم أداءً أحسن من ذلك الذي قدمه رفاق يبدة، كما أن عزوف الجماهير عن حضور اللقاء الودي أمام الغابون ومغادرتهم الوطن في صمت ودون أن يثيروا ضجة كبيرة كما كان يحدث في السابق، دليل على أن المنتخب بدأ يفقد شعبيته والاهتمام الكبير الذي كان يتمتع به، والخوف كل الخوف أن يلعب اللقاء القادم أمام تنزايا وسط حضور عشرة آلاف مناصر فقط.