أثار قرار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة محمد روراوة والقاضي باستحداث القسم الوطني الأول والثاني المحترفين ليليهما الأقسام السفلى أو الهاوية -إن صح التعبير-، سخط المسؤولين على الأندية المتضررة من القرار، والذين أدركوا أنهم أصبحوا متأخرين أكثر من وقت سابق عن الوصول إلى المستوى العالي واللعب في البطولة المحترفة، باعتبار أن توفر شروط الاحتراف في الأندية التي يترأسونها لا يكفي لبلوغهم الاحتراف حسب نظام المنافسة الجديد الذي كشف عليه الرئيس روراوة، والذي يمكن القول إنه فتح جبهة جديدة ضد نفسه، بهذه القرارات الارتجالية التي يتخذها بمحض إرادته ووفق رغبته الشخصية، حسب ما أكده عدد كبير من رؤساء الأندية الهاوية الذين وعدوا بتصعيد القضية وبإرغام روراوة بإعادة النظر في نظام المنافسة الجديد بمنحهم حقوقهم المهضومة وإلا فإنهم لن يسكتوا مطلقا على "الحڤرة" -على حد تعبيرهم-، وسيعمدون إلى عرقلة سير حتى البطولة المحترفة إذا لم يتم الإصغاء لانشغالاتهم، والظاهر بمرور الوقت أن رئيس "إمبراطورية" الكرة الجزائرية محمد روراوة، قد انكشف أمام الجميع باتخاذه لقرارات يخدم بها مصالح فئة معينة على حساب من لا حول لهم ولا قوة وخير دليل على ذلك قوله خلال الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها: "الذي يريد دخول عالم الاحتراف لازم يكون شريكة ڤادرة" الوصول إلى القسم الوطني الأول المحترف شبه مستحيل للأندية الهاوية وبالنظر إلى نظام المنافسة الجديد الذي أقرته هيأة روراوة، والذي سيتم انتهاجه مع بداية الموسم الجديد إذا لم يقرر رئيس "الفافط تغييره أو بالأحرى إعادة النظر فيه، حيث ستجد مثلا أندية القسم الوطني الثاني التي لم تقبل ملفات احترافها نفسها تدحرجت آليا إلى الخلف، ويصبح عليها اجتياز قسمين للوصول إلى المستوى العالي وبالضبط إلى القسم الوطني الأول المحترف، وهذا ما يتطلب إمكانيات مادية ضخمة ومجهودات جهيدة لن تتحقق في أي حال من الأحوال بين عشية وضحاها، حيث أقر كل رؤساء الأندية الذين استجوبناهم والمعنيين بالأمر أنّ بلوغ الاحتراف أصبح شبه مستحيل في ظل القوانين التي سنها روراوة. الأندية لم تكن مطلعة على نظام المنافسة الجديد ولعل من بين أهم الأمور التي يمكن اعتبارها بمثابة سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، التي تشرف على دخول وخوض أول موسم احترافي، هي أنّ الأندية لم تكن مطلعة على نظام المنافسة الجديد، وكل ما بلغ إلى مسامعهم في السابق أن أي ناد يكون ملفه كاملا ويستوفي الشروط سيسمح له بدخول عالم الاحتراف، لكن فيما بعد لاحظ المسؤولين على الأندية تجاوزات وصفوها بالخطيرة جعلتهم يخرجون عن صمتهم ويقررون الوقوف في وجه روراوة، مادام أن القوة في المجموعة ومطالبهم مشروعة ومن حقهم الدفاع عن حقوقهم. روراوة لم يوليهم أي اهتمام والقضية ستأخذ منعرجات أخرى وبعد أن بلغ إلى مسامع روراوة انشغالات المسؤولين على الأندية الهاوية ومطالبتهم بتغيير نظام المنافسة، الغريب في الأمر أنه لم يوليهم أي أهمية، وكأنهم ليسوا جزء من المنظومة الكروية الجزائرية، وهو مازاد من غضبهم وأثار سخطهم، سيما وأن بعض الأندية التي لم يتم قبول ملفات احترافها تمثل جهة بأكملها، والأكيد أنّ القضية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستأخذ منعرجات أخرى إذا تمادى روراوة في تجاهله لمطالب روؤساء الأندية الهاوية، ولم يرجع حساباته ونظام المنافسة. كرة القدم بحاجة إلى رجال قبل الأموال وكخلاصة لمغزى الكلام الذي قاله رؤوساء الأندية الهاوية في التصريحات التي خصونا بها، فإنهم جمعا اتهموا روراوة باهتمامه بالجانب المادي وإهماله للجوانب الأخرى، بما فيها الإنسانية، وكان ملخص قولهم يتمحور في أن ترقية كرة القدم ورفع المستوى يستدعي وقفة الرجال قبل إيجاد الأموال وليس العكس، حسب تفكير روراوة الذي سن قانونه وضرب كل الاعتبارات الأخرى عرض الحائط.