جمال بلماضي الدولي الجزائري السابق، واحد من نجوم الساحرة المستديرة الجزائرية في المواسم الماضية، من قطر يفتح قلبه ل"الشباك" ويتحدث عن أشياء عديدة، والبداية عن مسيرته الابتدائية كمدرب في البطولة القطرية، وكذا عن المنتخب الوطني الذي يعيش أسوء مراحله، وعن حظوظ رفقاء القائد عنتر يحيى في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، دون أن ينسى أن يعرج عن الأسباب التي جعلت الخضر يفشلون في تحقيق النتائج الإيجابية في الآونة الأخيرة عنها وعن أشياء أخرى يقول فيما يلي: آلو السلام عليكم، كيف هي الأحوال جمال؟ بألف خير، الحمد لله كل شيء على ما يرام، عموما أنا في صحة جيدة وأشكر الله عزّ وجلا على هذه النعمة، وكما تعرفون أنا الآن في قطر كمدرب لنادي لخويا القطري. بالمناسبة كيف تسير الأمور في بداية مسيرتك في عالم التدريب؟ والله الحمد لله، كل شيء على ما يرام ومنذ مزاولتي لهذه المهنة الجديدة عليّ في الصائفة الأخيرة، لم أر أي شيء غير طبيعي لا داخل الميدان ولا خارجه، ولم أشعر أنّي غيرت المهنة والجميع ساعدني هنا ولحسن حظي أنّي وفقت في بداية مشواري كمدرب . نعم بداية مشوارك التدريبي كان طيبا في البطولة القطرية، هل لنا أن نعرف السر؟ في الحقيقة ليس هناك أي سر معيّن، باستثناء الخبرة والتجربة التي كسبتها في الميادين المختلفة وكذا احتكاكي مع العديد من المدربين، وهو العامل الرئيسي الذي جعلني أوفق في بداية مسيرتي كمدرب، صحيح أنّ الحكم عني كمدرب سابق لأوانه، لكن يمكن القول إن الانطلاقة موفقة والنتائج التي حققتها مع لخويا القطري إلى حد الآن أكبر دليل على ذلك وأتمنى فقط أن أستمر على هذا المنوال. ربما لأنك وجدت كل الإمكانيات المادية والبشرية في قطر؟ البطولة القطرية والكرة القطرية بصفة عامة معروفة بإمكانياتها الكبيرة والمتوفرة والكل يعلم بذلك، رغم أنّ نادي لخويا ليس بصفة النادي السد القطري أو نادي قطر، لكن هو الآخر نادٍ كبير وعريق ولا يقل عن العمالقة الآخرين، فهو يملك أحسن اللاعبين في البطولة القطرية ومرشح للعب الأدوار الأولى في دوري النجوم. لحسن الحظ أنك دخلت عالم التدريب مبكرا... ألا تظن ذلك؟ أنا ابن كرة القدم نشأت على حبها ولا يمكنني الابتعاد عنها، وليكن في علم الجميع أنا لا أريد أن أفعل مثل الكثير من اللاعبين الذين ابتعدوا عن الميادين لمدة معينة ثم يعودون فأنا ضد هذه الفكرة تماما، أدرك جيدا أن كل شيء بالمكتوب وربما العديد لم يجدوا هذه الفرصة وأنا أوفرهم حظا. بما أن بدايتك موفقة في قطر، هل هذا يعني أنك ستمكث في البطولة القطرية؟ كما تعرفون كل شيء بالمكتوب والمعطيات لن تبقى نفسها مع مرور الوقت وكل شيء ممكن، حاليا أنا في قطر وعلى رأس العارضة الفنية لنادي لخويا القطري، وكما تدركون فكل شيء يسير كما ينبغي وفي الطريق الصحيح بطبيعة الحال بفضل النتائج الإيجابية وهدفي الرئيسي هو الاستمرار على هذا المنوال وتشريف اسمي في ساحة التدريب بمعنى آخر أعمل على ثراء سجلي وكسب الخبرة والتجربة. إذن قريبا سنراك مدربا لإحدى الفرق الأوروبية؟ التدريب في أوروبا حلم أي مدرب، لكن قبل ذلك عليك أن تكون مؤهلا من كل الجوانب الفنية، وكما قلت قبل قليل، أنا الآن بصدد ثراء سجلي كمدرب، كما أنّي لاعب دولي وساعدني هذا كثيرا دون أن أنسى الخبرة التي اكتسبتها فوق المستطيل الأخضر خلال مسيرتي الكروية في مختلف النوادي والمنافسات التي شاركت فيها، وسأواصل التدريب في أي بطولة ولا يهمني المستوى حتى أتحصل على الخيرة اللازمة، وحين أكوّن نفسي جيدا إن شاء الله، سأشرف على النادي الذي يطلب خدماتي. حققت كل طموحاتك، باستثناء المشاركة في نهائيات كأس العالم فهل من تعليق؟ كل شيء بالمكتوب في عالم كرة القدم المستديرة، الحمد لله كل أهدافي حققتها وكل طموحاتي تقريبا، كانت يتبقى حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم وللأسف لم يحدث ذلك ولم أتمكن من إيصال الخضر إلى تلك المنافسة، وهذا قدري وليس بإمكاني تغييره، صحيح أنّ هذا الشيء يقلقني وأتمنى لو حققته كلاعب لتكتمل مسيرتي الكروية لكن تبخر وإن شاء الله سأحققه كمدرب. لنتحدث الآن عن التغييرات التي طرأت على المنتخب، فكيف تراها؟ على كل حال نحن نقر بالعمل الكبير الذي قام به سعدان على رأس العارضة الفنية ولا أحد يُنكر أن هذا الأخير قام بعمل جبار وتمكن من تحقيق نتائج معتبرة، لكن التغيير ضروري في بعض الأحيان لتحقيق "الدكليك" كما يقال وتجديد الدماء لكن شخصيا لا ترى أن المشكل يكمن في سعدان أو العارضة الفنية بصفة عامة. وحسبك أين يكمن المشكل؟ حسب المعطيات التي كانت ترد هنا وهناك، أعتقد أنّ المشكل الكبير والعويص يكمن في عقلية اللاعبين المحترفين الذين يتدخلون في أمور الطاقم الفني أكثر ما يركزون على أدائهم فوق المستطيل الأخضر، تراهم يساهمون في عملية الاستقدامات وحتى في عملية تحديد التشكيلة الأساسية التي تمثل الخضر وهذا خطر كبير على الكرة الجزائرية المريضة، فتراهم يعارضون مجيء لاعب معيّن ويضغطون على جلب لاعب آخر وهذا خارج عن سيطرة رابح سعدان الذي وجد نفسه مضطرا لتقبل كل قراراتهم والعمل بها، بما أنّ ذات العناصر وجدت كل الدعم من المسؤولين الكبار، في عهدنا نحن هذه الأمور غير موجودة تماما. وهل ترى أنّ بن شيخة قادر على قيادة المنتخب ومحاربة كل هذه الأشياء؟ صراحة الكل يعرفه، وأعتقد أنّ قدوم المدرب بن شيخة في محله وسيخدم الكرة الجزائرية وسيصعد بها إلى الأعلى، فهو ابن حي شعبي فقط أتمنى أن يكون جادا أو قاسٍ بعض الشيء في قراراته ولا يعامل اللاعبين بود كبير حتى يحسب أنه ضعيف، لأن المدرب مهما كانت علاقته باللاعبين جيدة، فيجب أن يبقى حازما في اتخاذ القرارات وخاصة التأديبية منها وما يتعلق بالأمور الانضباطية وانصحه فقط بأن لا يعتمد فقط على المحترفين وعليه أن يهمشهم بعض الشيء لينضبطون كما ينبغي. وكيف تعلق على الفشل الذي سجله في أول خرجة؟ من المستحيل أن تقيِّم مدرب ما في مباراته الأولى، وعلى الجميع أن يكون أكثر واقعي والوقت لم يحن بعد لتقييم نتائج المدرب الوطني الجديد ولا يزال مبكرا، فكما تعلمون بن شيخة التحق مؤخرا بالعارضة الفنية وفي منتصف المسيرة وكان لا يملك فكرة كبيرة عن التشكيلة. أضف إلى ذلك، إن امتحانه الأول كان خارج الديار وأمام منتخب كان يبدو مجهولا، دون أن ننسى الغيابات الكثيرة المسجلة آنذاك، وبالتالي هذا الفشل لا يمكن أن نحمّله لبن شيخة. قيل لنا أنك في اتصال دائم مع أشخاص من المنتخب؟ معلوم أنّي أتابع أخبار المنتخب بكل دقة، فهل يحق لي أن أتجاهل المنتخب بعد المدة الطويلة التي قضيتها في التشكيلة كلاعب وكقائد للفرقة، ولن أخفي عنكم أنّي في اتصال مستمر مع بعض اللاعبين والمسؤلين وأنا على علم بكل صغيرة وكبيرة، كما أنّي في كل مرة أتقدم بنصائح له ولتضيفوا لمعلوماتكم المباراة الأخيرة التي لعبها المنتخب الوطني أمام منتخب إفريقيا الوسطى، ولن أخفي عنكم أنّي تفاعلت معها كأني لاعب فوق المستطيل تأثرت للهزيمة الأخيرة. وكيف ترى حظوظ الخضر في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا؟ صحيح أن مسيرة التصفيات لا تزال طويلة ولم تلعب سوى مباراتين فيها إلى حد الآن، لكن مهمة الخضر جد صعبة ويمكن القول عنها إنها مهمة مستحيلة، حقيقة من الصعب على أي كان أن يجيب عن هذا السؤال الغامض خاصة وأن المنافس شرس اسمه منتخب المغربي الذي شق طريقه نحن التأهل بفوزه الأخير خارج الديار، كما تعلمون منتخب واحد سيتأهل في المجموعة وهذا يعني أنّ المنتخب الوطني مطالبة بالفوز بكل اللقاءات المتبقية لتضمن المرتبة الأولى وأي تعثر سيخرجنا من السباق، من جهتي أنا واثق من زملائي السابقين في العودة بقوة إلى الواجهة وكما قهرنا العديد من عمالقة الكرة الإفريقية بإمكانهم أن يقهروا أي فريق. بخصوص البطولة المحترفة، هل ترى أنها تسير نحو النجاح؟ أعتقد أنّ الاحتراف في الجزائر أراه يسير نحو النجاح رغم أنه من الصعب الحكم عنها في الوقت على الأقل مرور موسمين أو ثلاثة ، والشيء الذي أنا متيقن به هو أنّ الاحتراف يجب أن يكون في الذهنيات قبل أن يكون في الميدان، وهو العامل الرئيسي الذي سيرفع من مستوى الكرة الجزائرية وسيرفع من مستوى اللاعبين، وسيعود بالفائدة الكبيرة على المنتخب الوطني. بالمناسبة كيف هي علاقتك بروراوة؟ العلاقة علاقة أصدقاء، روراوة أعرفه منذ مدة وقبل أن يعود إلى رئاسة الاتحادية، لن أخفي عنكم أنّي قطعت علاقتي نهائيا بالاتحادية وحتى الاتصالات بالمقربين لبعض الوقت، لكن حاليا العلاقة تحسنت بعد أن أدركت أن من واجبي تقديم المساعدة والمساندة إذ سنحت على الأقل معنويا. بما تنصح بن شيخة في هذا الوقت بالضبط؟ بالمناسبة أتمنى له حظا مُوفقا في مسيرته على رأس المنتخب الذي هو ملك لنا جميعا وإذ نجح فيها فالكل سينجح، وأنصحه كصديق وكزميل في التدريب بالاعتماد على الهجوم في اللقاءات التي نلعبها سواء داخل أو خارج الديار لأننا مطالبين بالفوز بكل المواجهات وبحاجة إلى جميع النقاط المتبقية، بالإضافة إلى الاعتماد على اللاعبين الجاهزين نفسيا وبدنيا وحتى فنيا لأن مهم جدا في مثل هذه الآونة.