تمكن أبناء مدينة الورود من العودة بتعادل ثمين من خرجتهم الإخيرة أول أمس إلى تلمسان، حين أرغموا أصحاب الأرض على اقتسام النقاط، في مباراة لم ترق إلى مستوى التطلعات، باعتبار أنها لعبت بدون جمهور، وهو الأمر الذي أفقدها نكهتها بسبب العقوبة المسلطة على أنصار الوداد، وسعد عناصر التشكيلة البليدية كثيرا بهذا التعادل الإيجابي الذي اعتبره بمثابة الديكليك أو الإنطلاقة الحقيقية، سيما وأن هذه النتيجة تزامنت والتغيير الذي حدث على مستوى العارضة الفنية بإقالة المدرب عساس واستخلافه ببوعلي الذي كان موفقا إلى أبعد الحدود في أول خرجة له مع فريقه الجديد ضد فريقه السابق وداد تلمسان. ورغم أن المواجهة لم ترق إلى المستوى المطلوب، إلا أن أبناء مدينة الورود وبالنظر إلى مردودهم خلال المباراة وسيطرتهم المطلقة يمكن القول إنهم ضيعوا فرصة إحراز أول انتصار منذ بداية الموسم، باعتبار أن المنافس لم يكن قويا وكان في متناولهم، لكن عموما حتى التعادل خارج الديار في حد ذاته يعد نتيجة إيجابية في انتظار التأكيد في المواجهات المقبلة. الإرادة كانت موجودة والفعالية غائبة والملاحظ إن الإرادة كانت حاضرة من جانب عناصر التشكيلة البليدية الذين سيطروا بالطول والعرض في مواجهة أول أمس، مما يوحى أن المدرب الجديد فؤاد بوعلي عرف كيف يشحن بطارياتهم ويسمح لهم باسترجاع الثقة في أنفسهم، ويبقى المشكل دائما في القاطرة الأمامية، باعتبار أن رفقاء بن طيب مازلوا عاجزين عن تسجيل الأهداف ويعانون من نقص الفعالية أمام المرمى، وهو الأمر الذي يحول دوما دون تمكنهم من تجسيد الفرص التي تتاح لهم إلى أهداف، وعموما تفطن المدرب الجديد للإتحاد لهذا المشكل وسيسعى بدوره لتدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. تغييرات بوعلي كانت في محلها ومكن لاعبيه من استرجاع الثقة وعكس كل التوقعات، وبالرغم من أن المدرب الجديد للاتحاد أشرف مؤخرا فقط على التشكيل، إلا أن الأكيد أنه يملك فكرة عامة على الفريق، باعتبار أنه أخذ زمام المبادرة على عاتقه وأحدث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية كإقحام سبعي مكان زموشي المعاقب في محور الدفاع وكذا تجديد الثقة في بلجيلالي وإعادة تلبي وبن طيب للتشكيلة الأساسية، وكل هذه التغييرات كانت في محلها، باعتبار أن اللاعبين تمكنوا من أداء مباراة في المستوى وعادوا بالتعادل من خارج الديار، وهو الأمر الذي يعد بمثابة نتيجة إيجابية، والاكثر من ذلك أن بوعلي ركز كثيرا على الجانب البسيكولوجي من خلال محاولته الرامية إلى تمكين لاعبيه من استرجاع الثقة اللازمة في أنفسهم، وهو الأمر الذي أتى أكله وتجسد فوق المستطيل الأخضر. نقطة مليحة للمورال والتأكيد ضروري ومما لا شك فيه أن نقطة التعادل سيكون لها وزن ثقيل على الجانب المعنوي للاعبين الذين عانوا كثيرا في الآونة الأخيرة، من جراء هزالة النتائج التي جاءت مخيبة وأغضبت الأنصار كثيرا، فالأكيد أن التشكيلة كانت بحاجة إلى إحراز نتيجة إيجابية تسمح للاعبين باسترجاع الثقة اللازمة في أنفسهم حتى يتسنى لهم إكمال المشوار في أحسن الظروف والأحوال، وبالتالي لم يبق أمام أبناء مدينة الورود سوى تأكيد استفاقتهم وطيبة مستواهم في الجولات المقبلة مادام أن التدارك مازال ممكنا. البليدة لم تدافع والشبان انتفضوا الملاحظ أن اللاعبين الشبان في التشكيلة البليدية انتفضوا في مباراة أول أمس، حيث أدى اللاعبين الشبان الذين اعتمد عليهم المدرب بوعلى أحسن مبارياتهم بداية من سباعي وبلخثير ووصولا إلى بلجيلالي وحتى البديل حامية، وكل هؤلاء أبلوا البلاء الحسن وأكدوا من خلال أدائهم أن المدرب بإمكانه الإعتماد عليهم مستقبلا، والظاهر أن انتفاضة هؤلاء اللاعبين الشبان لم تأت من العدم بل نتيجة للعمل البسيكولوجي الذي قام به المسؤول الأول على العارضة الفنية.