لم تتمكن التشكيلة العاصمية، من اجتياز عقبة عنابة بسلام، من خلال هزيمتها مرة أخرى فوق أرضية ملعب الحجار، وهي الهزيمة التي طرحت الكثير من التساؤلات لدى الكثير، بما أنّ الجميع كان يظن أنّ الإتحاد سيجد ضالته في هذه المباراة، لأن أشبال رونار تمكنوا من العودة بتربص في المستوى مؤخرا من المغرب، إلا أنّ ما حدث في ملعب الحجار، يعني أنّ الإتحاد لم يحفظ الدرس جيّدا وانهزم في المباراة بل وعاد فارغ اليدين في وقت كانت المباراة كفرصة أولى للمدرب رونار الذي أشرف على أول مواجهة رسمية مع الفريق ليعود خائبا هو الآخر بعد إخفاقه في قلب الموازين، في مواجهة عرفت بروز اللاعب السابق للاتحاد مكاوي الذي سجل الهدف الوحيد لفريقه. الإتحاد يصمد في البداية والمرحلة الثانية كارثة كانت التشكيلة العاصمية، قد دخلت المباراة بقوة فارضة ضغطا على مرمى الحارس واضح، وصنعت عدة فرص للتهديف وتمكنت من فرض سيطرتها على الفريق المنافس في الكثير من لحظات اللقاء، قبل أن تعود الأمور من جانب رفقاء مكاوي الذين أبدعوا في الشوط الثاني، أين تمكنوا من العودة في المباراة وبعد ذلك تسجيلهم للهدف الوحيد في المواجهة، وحافظوا على تقدمهم إلى اللحظات الأخيرة من زمن اللقاء، وهو الهدف الذي كان كافيا للعودة من بعيد وبكامل الزاد، مما يعني أنّ الإتحاد لم يظهر بقوة والشوط الثاني كان كارثة حقيقية خاصة بعد طرد اللاعب آشيو. دفاع لم يكن في المستوى وعانى كثيرا في سياق متصل، حتى لا يتحمّل الحارس عبدوني اللقطة التي تلقى على إثرها الهدف الوحيد بعد قذفة مكاوي، فإن ما حدث في المباراة الأخيرة، كشف الكثير من العيوب على مستوى الخط الخلفي الذي كان بعيدا عن مستواه الحقيقي، إلا أنّ عدم الانسجام ظهر على هذا المنصب، ناهيك عن الرواقين الأيمن والأيسر وهو ما ترك المباراة والمساحات أكثر لعنابة لفرض سيطرتها خاصة خلال المرحلة الثانية من تلك المواجهة، وتمكنت في الأخير من تحقيق فوزا ثمينا، مما يعني أنّ دفاع الإتحاد عانى كثيرا في هذه المقابلة. طرد آشيو زاد من هموم الإتحاد لعل الأمر الذي يمكننا التأكيد عليه، هو أنّ خسارة الإتحاد لا تنسب إلى الخطوط الأخرى كالدفاع أو خط الوسط، لأن النقطة السوداء التي زادت من الأمور تعقيدا هو الطرد الذي تعرض له اللاعب آشيو في المباراة، أين ترك الإتحاد يلعب ب10 لاعبين فقط، وهو النقص الذي كان في صالح عنابة التي عرفت كيف تضمن النقاط الثلاث بعمل فردي رائع من المدافع مكاوي الذي صنع الفارق لمفرده، مما يعني أنّ طرد آشيو لعب دورا سلبيا إلى جانب سوسطارة في هذه المباراة بعودتها فارغة اليدين من تنقله الصعب لعنابة. مكاوي يثأر بطريقته ويُسجل بطريقة رائعة كان مكاوي اللاعب السابق للاتحاد عند وعده، عندما صنع الفُرجة ومُتعة لفريقه وبمفرده، وهذا بالطريقة التي سجل بها الهدف الوحيد لفريقه بقذفة قوية، حيث ثأر لنفسه ومن الإتحاد؛ لأن خروج في وقت سابق لم يكن عاديا، إذ تلقى بالمناسبة التهاني من الجميع، وهو الهدف الذي حطّم دفاع الإتحاد كليا، وحتى الحارس عبدوني الذي بقي يتفرج على الكرة وهي تدخل شباكه، وهو اللاعب الذي كان سابقا مع الإتحاد يعود بقوة ويتمكن من معانقة الشباك من جديد وبهدف وزنه من ذهب. تأجيل مباراة الشلف مفيد في كل الأحوال مثلما ذكرنا في عدد أمس عن تأجيل المباراة التي كانت مبرمجة لهذا الثلاثاء أمام أولمبي الشلف، فإن قرار التأجيل يخدم كثيرا الإتحاد، لأن خوض لقاء آخرا هذا الثلاثاء قد لا يصب في صالح النادي، وعليه فبرمجة هذه المباريات يوم 8 مارس يعني أنّ الإتحاد سيتنفس قليلا على الأقل وحتى يحضر جيّدا للمواجهة التي تنتظره أمام الشلف. الإخفاقات تتواصل.. رونار يخفق في أول امتحان.. ولم يجد الحلول بعد لعل من أكبر المتأثرين بهذه الهزيمة، هو المدرب رونار الذي لم يفهم شيئا، ففي وقت كان يظن أنّ الفريق استرجع قوته بعد التربص الذي أجراه بالمغرب، لكن خروج آشيو كانت النقطة التي حولت المباراة فاختلطت الأمور عليه رأسا على العقب، إذ لم يجد الحلول رغم أنه فضّل الدخول بالتشكيلة المتواجدة في أحسن أحوالها، وبعدها أجرى تغييرات على التشكيلة لإيجاد الحلول في المرحلة الثانية، لكن دون جدوى لأن فريقه تكبد هزيمة أخرى في أول خرجة رسمية له مع النادي. فريد. ج