رحل البرازيلي ليوناردو عن الإنتر ودخل الفريق في أزمة كبيرة نظرًا لعدم توفر أي مدرب كبير في السوق حاليًا، فالجميع مرتبط بأندية ومنتخبات والساحة فارغة تمامًا سوى من بعض الأسماء العادية جدًا، والتي يُعد التعاقد مع أحدها مغامرة كبيرة وغير محسوبة بدقة .
ليوناردو رفض العمل الإداري في إيطاليا ليقبل به في باريس
رحيل ليوناردو كان مفاجئًا وصادمًا للجميع.. أمس كان مع الإنتر ويريد الإعداد للموسم الجديد والمنافسة على كل شيء والجميع في النادي يؤكد بقاءه وفي صباح أمس كانت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت"، تؤكد اتصالاته مع باريس سان جيرمان حتى تسارعت الأمور وانتهت بانتقاله لمنصب المدير العام أو مدير الكرة في النادي الفرنسي الطامع للعودة لأمجاده الضائعة، هناك حلقة مفقودة بالتأكيد وهناك سر كبير وراء ما حدث خاصة أن ليوناردو كان يمتلك فرصة الرحيل من الباب الكبير لو أعلن مغادرته ليلة الفوز بكأس إيطاليا أو حتى بعد أيام منها بالجلوس مع موراتي والأغرب أنه عاد للعمل الإداري رغم أنه رفض وبإصرار بعد الخروج أمام شالك العودة للمناصب الإدارية وقال: "أنا جئت للإنتر مدرب ولن أبقى به إلا مدرب، العمل الإداري مرحلة وانتهت ".
أسباب رحيله متعددة والمدرب يرفض الإفصاح لا أحد يعلم الحقيقة الكاملة وهناك بالتأكيد أسرار كبيرة خلف هذا الأمر، تعلمها إدارة الإنتر جيدًا مع المدرب البرازيلي، طُرح العديد من التحليلات ولكن المؤكد أن جميعها يتخذ صفة التوقع والتحليل لكن لا يرتكز لأدلة ومعلومات وبالتالي ننتظر جميعًا تصريحات المدرب الأولى بعد رحيله الرسمي عن الأبيانو جينتيلي. قيل أنه بسبب خلاف مع موراتي حوّل رغبة ليو إبعاد المدرب المساعد "باريزي" وحسم صفقة "مايكون - كاكا"، وهو ما تمَ رفضه من الرئيس، سبب مستبعد للغاية لأن ليست مثل تلك المشاكل ما تُوقف مسيرة مدرب وفريق بعد كل تلك السعادة والارتباط . قيل أن الأمر متعلق بالمال فقط فقد عُرض عليه في باريس 5 مليون أورو سنويًا وطلب من الإنتر زيادة راتبه فجاء الرفض وهنا اختار فرنسا.. سبب آخر مُستبعد لأن موراتي نفسه لم يكن يعلم برحيل الرجل إلا بعدما اتفاق بالفعل مع باريس سان جيرمان . قيل أن الأمر مجرد استسلام للضغوطات وهروب من مجال التدريب بعد الفشل به وكذلك الخوف من مواجهة جمهور الميلان مجددًا.. سبب آخر مستبعد لأن ليو لم يصل لتلك الفكرة بين ليلة وضحاها، لو كانت تلك أفكاره لرحل من الباب الكبير ليلة الفوز بكأس إيطاليا أو بعدها بأيام قليلة ولما تحدث بكل جرأة وقوة عن علاقته بالميلان وكونه رجل حر يمتلك كلمته وقراره ومن ثم حديثه عن تصريحات جاتوزو ضده. وقد يكون سبب الرحيل وصول معلومات لليوناردو أن الإنتر على اتصال ببعض الأسماء لتولي مهمة بوجود أخبار كثيرة عن اجتماعات في ميلانو مع أندريا فيلاس بواس وحديث لاغازيتا عن اتصالات مع بيب جوارديولا وكذلك بقاء فابيو كابيلو في الصورة دومًا ومعه جوس هيدينك، هو استنتاج غير مؤكد ويبقى الجميع في انتظار كلمات البرازيلي . 5 أسباب قد تعصف بالأنتر بعد ذهاب ليوناردو هي أزمة في الأنتر بلا شك ومن يقول عكس ذلك يُخفف على نفسه أو ينظر للأمور من زاوية ضيقة للغاية، أزمة لأكثر من سبب قد تعيد الأنتر إلى سنوات صعبة للغاية. الأول: تدمير مشروع موراتي الكبير لتغيير إيجابي في الفريق موراتي كان لديه مشروع مهم، يتمثل أن يمضي الموسم القادم بحُلوه ومُره والإعتماد يكون أكثر على كتيبة اللاعبين مع ما أظهره ليو من علامات جيدة في الموسم الماضي، من ثم يأتي "صيف الفرج"، حيث سيتوفر خلاله العديد من الأسماء المهمة منها كابيلو وهيدينك وربما مورينيو وغوارديولا وبواس وهنا يبدأ النادي مشروعًا جديدًا يتمثل في بناء فريق يمتد لمرحلة قادمة، إلا أن البرازيلي دمر كل تلك الأفكار ووضع الرئيس في أزمة البحث عن مدرب وسط خيارات محدودة للغاية وجميعها مغامرة صعبة جدًا. الثاني: عودة اللااستقرار للعارضة الفنية ذلك يُدمر الإستقرار الذي وصل له الفريق بعد مرحلة بينيتيز التي شهدت ارتباكًا كبيرًا انتهى برحيل الإسباني، تمَ التعاقد مع ليو وتأسيس علاقة ممتازة بينه وبين اللاعبين وكانت الأمور تسير في اتجاه إعداد الفريق كما يريد لكنه رحل الآن بما يفتح الباب نحو مزيدًا من عدم الاستقرار نظرًا لجلب مدرب جديد وبداية رحلة جديدة مع اللاعبين. الثالث: إمكانية هروب بعض اللاعبين من الفريق أن ما يحدث الآن سيجعل الكثير من اللاعبين يُفكرون جديًا بالرحيل عن الفريق خوفًا من موسم آخر فاشل وغير مستقر وهربًا من علاقات متوترة مع مدرب جديد، خاصة أن البعض لديه عروضًا مهمة للغاية وتحديدًا الثلاثي لوسيو وشنايدر وإيتو. الرابع: إفساد تحركات الأنتر في السوق التأثير على تحركات الفريق في السوق، والذي لا يرحم ولا ينتظر أحد، ليوناردو وضع خططه وأهدافه وبدأ العمل عليها بالفعل، لكن الآن ستكون الكلمة للمدرب الجديد فهو من سيختار أسلوب اللعب واللاعبين الجدد والراحلين وكل شيء .. المشكلة أيضًا في أن يحصل هذا المدرب على ثقة الإدارة لتُنفذ له أفكاره وهي لم تفعل ذلك مع الإسباني بينيتيز، مما أدى لإفساد فترته مع الفريق وقد يتكرر الأمر بشكل أسوأ لأن الإسم القادم مهما كان أقل من مدرب ليفربول المتوج بدوري الأبطال. الخامس: عدم إمكانية تجديد التعداد الحالي تدمير فكرة ربما كانت في رأس الإدارة تتمثل في التخلي عن عدد من أعمدة الفريق الرئيسية وجلب لاعبين مهمين ومميزين بدلًا منهم مع التغيير قليلًا في أسلوب اللعب والنزول بمعدل الأعمار، لكن ما حدث الآن يلغي تلك الفكرة كونها مغامرة كبيرة جدًا أن يتم جلب مدرب جديد ولاعبين جدد فالاتجاه الآن سيكون للحفاظ على تلك المجموعة لقيادة الفريق في الموسم القادم ودعم المدرب الجديد بما لديها من انسجام وتناغم فني وتكتيكي وداخل غرفة الملابس.