في الأوساط الكروية الإسبانية، بعدما كشف المدرب البرتغالي للنادي الملكي جوزيه مورينيو عن رغبته في تعاقد إدارة النادي مع مهاجم إضافي قبل غلق عملية الاستقدامات، التي كانت ناجحة ومقبولة للغاية بالنسبة للمدريديين، غير أن الإشكال الكبير والتساؤل الذي يتبادر إلى أذهان جميع عشاق الفريق الملكي، هو هوية المهاجم القادر على خدمة أسلوب مورينيو وتقديم الإضافة للريال .
البرتغالي يفضّل المهاجمين الأقوياء بدنيا
ولا شك في أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية الملكية البرتغالي جوزيه مورينيو، كان يميل دوما إلى المهاجمين أصحاب القدرات البدنية والمورفولوجية العالية داخل منطقة الجزاء، ويسعى دائما لاستقدامهم حتى يرتكز عليه الفريق ويبني هجماته به، كما أن هذا النوع من المهاجمين الأقوياء يُساعد في تخفيف الرقابة عن زملائه أو استغلالها لصالحه، وكانت الحال كذلك بالنسبة لدروغبا في تشيلسي، وإبراهيموفيتش وميليتو في الإنتر، ولكن عكس ما يمثله كل من هغواين وبن زيمة في ريال مدريد، ولو أن الحقيقة تؤكد بأن مشكلة الهجوم الملكي لا تكمن في هذا الثنائي، لأنه يملك قدرات فنية وبدنية خارقة للعادة .
فورلان وإبراموفيتش وفالكاو أفضل الحلول لكنها صفقات مستحيلة
وفي المقابل ولو نتمعن جيدا في سوق التحويلات سنجد أن الأسماء المرشحة والمتاحة أمام خيار الإدارة الملكية ليست بالكثيرة، خاصة بعدما كشف المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا عن رغبته في تجديد عقده مع تشيلسي، وتمسك بورتو بمهاجمه الكولومبي "فالكاو"، الذي كان يمكن أن يكون الخيار الأفضل للتشكيلة. كما أن هناك اسما بارزا آخر قد يكون الخيار الأفضل للريال حاليًا، هو ديغو فورلان ولو أن قيمته المالية مرتفعة للغاية مقارنة بسنه المتقدمة، بجانب صعوبة جلبه من الجار اللدود الذي لن يتخلى عنه لصالح الملكيين، إضافة إلى الدولي السويدي إبراهيموفيتش نجم الميلان، الذي يبقى خيارًا مميزًا للمدرب مورينيو، لكن جلبه يبقى مستحيلا بالنظر إلى رغبة الروسونيري في الحفاظ عليه.
الحل في اللعب بمهاجم مجهول على طريقة لوتشيانو سباليتي
وبالنظر إلى محدودية الخيارات المتواجدة أمام المدرب الرتغالي جوزيه مورينيو، فإنه قد يلجأ إلى القيام بنفس الخطوة التي ابتكرها الإيطالي لوتشيانو سباليتي، حين كان مع روما عام 2005، حيث أصيب وقتها الثنائي مونتيلا ونوندا ولم يجد أمامه من حل سوى تطبيق أسلوب المهاجم المجهول، من خلال الاعتماد على صانع الألعاب توتي كرأس حربة متقدم، وخلفه الثلاثي مانسيني وبيروتا وتادي، وهي الخطوة التي نجح فيها بشكل كبير، بالنظر إلى المباريات الكبيرة التي أداها الفريق والأهداف العديدة المسجلة حينها.
.. وبمهاجم صريح واحد هو كريستيانو وفي هذا السياق، أشارت بعض التحاليل الرياضية من قبل متخصصي الساحرة المستديرة، إلى أن المدرب البرتغالي للريال جوزيه مورينيو قد يقوم بنفس ما قام به المدرب لوتشيانو سباليتي مع روما، من خلال الاعتماد على كريستيانو رونالدو في مركز المهاجم المتقدم، خاصة أنه يمتلك قدرات فنية وبدنية كبيرة تؤهله لشغل هذا المنصب، بدليل أن له قدرة فائقة في التحكم في الكرات والتسديد بسرعة. كما أنه يتقن الكرات الرأسية، ويحسن تنظيم اللعب الجماعي فضلا عن فنياته البدنية الخارقة، وسرعته الكبيرة في الركض، والتي تجعل منه سلاحا فتاكا لزعزعة استقرار الخصوم واختراق أي دفاع. وبالعودة إلى الوراء سنجد أن النجم البرتغالي قد أحرز خلال المواسم الأخيرة العديد من الأهداف من داخل منطقة الجزاء، وأنهى البطولة كأفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني، لكن يجب أن نشير إلى أن هذه الطريقة تعتمد على مهاجم حر وليس قلب هجوم متمركز مثلما كان معروفا مع نستلروي وفيليبو إنزاغي، لأن هذا الأسلوب مختلف نسبيًا، ويعتمد على الحركة والحيوية والمهارة الفردية.
قدوم شاهين يعني تعزيز الوسط أكثر لتحرير رونالدو
ولعل ما يُعزز أكثر هذه الفرضية ويؤكد احتمال اعتماد المدرب البرتغالي للريال على هذا الأسلوب في اللعب، هو تعاقد الإدارة الملكية مع نوري شاهين، والذي، كما يبدو، جاء بطلب من مورينيو الذي يُريد اللعب ب3 محاور في الوسط، حتى يتمكن من السيطرة على المباراة ومواصلة الضغط الهجومي على المنافس، لأن وجود 3 محاور يُمكّن الفريق من استعادة الكرة بسرعة عند فقدانها، ومنع المنافس من الاقتراب من كاسياس، وهي الطريقة التي تبقى مفيدة للغاية في دوري الأبطال، بالنظر إلى قوة المنافسين مقارنة بما هي عليه الحال في الدوري الإسباني، وبالتالي فإن تواجد 3 لاعبين في الوسط يعني التضحية بأحد المهاجمين الأربعة الذين كان يعتمد عليهم مورينيو في الموسم الماضي، وهم رونالدو وأوزيل ودي ماريا وهغواين أو المهاجم المنتظَر. التضحية بأوزيل مستحيلة بالنظر إلى دوره الفعال في الهجوم وبالنظر للأسماء الهجومية الأربعة التي يضمها الريال، فإن مسعود أوزيل هو الأقرب للاستبعاد من التشكيلة، كون نوري شاهين أو ألونسو قادرين على لعب نفس الدور لكن بضمان نزعة دفاعية أكبر مقارنة بالدولي الألماني، الذي لا يمتلك القدرات الدفاعية الكبيرة، التي تجعله قادرًا على العودة ومساندة الدفاع، من خلال استرجاع الكرات والضغط على المنافس، مثل ما كان يقوم به مثلا شنايدر، وهو ما يعزز فرضية الاعتماد على نوري شاهين أو تشابي ألونسو في هذا المركز لضمان النزعة الهجومية والدفاعية في نفس الوقت لدى أصحاب خط الوسط، لكن هذه الفرضية تبقى مستحيلة على أرض الواقع بالنظر للدور المهم جدًا لأوزيل في الهجوم، وتألقه اللافت خلال الموسم الماضي، حيث أن استبعاده صعب للغاية، خاصة أنه يمتلك رؤية خارقة فوق الملعب وقدرة على إدارة المنطقة الأمامية.
دي ماريا سيلعب رفقته خلف الدولي البرتغالي
وبالنظر إلى هذه المعطيات واستحالة التضحية بالدور الفعال الذي يقوم به أوزيل في الهجوم، فإن المدرب البرتغالي قد يجد نفسه مضطرا للتضحية أيضا بأحد الجناحين المهاجمين، ونعني بهما رونالدو أو دي ماريا، لكن الأمر يبقى مستحيلا كذلك، لأن الأول يُعد نجم الفريق واللاعب الأكثر تأثيرا فيه، بينما اللاعب الثاني يؤدي دوره الهجومي والدفاعي بامتياز كبير أيضا، لهذا قد يكون الحل الأفضل هو إخراج المهاجم من التشكيلة، والاعتماد على رونالدو كرأس حربة، يلعب خلفه الثنائي أوزيل ودي ماريا، وذلك وفقا للخطة التالية:
وقد يبقى الأهم أن الريال سيكون بإمكانه تغيير طريقة اللعب فوق المستطيل الأخضر، لأن على أرض الملعب سيحدث تبادل في المراكز بين رونالدو وجميع من خلفه، حيث يخرج هو من منطقة العمليات ليتبادل المركز مع أحد زملائه أصحاب النزعة الهجومية، خاصة دي ماريا صاحب القدرات الجيدة والخفة في التنفيذ، بغرض إرباك خط دفاع المنافس. كما أن هذه الطريقة توفر للمدرب نقطة مهمة، وهي امتلاك قدرة دفاعية ممتازة تبدأ من الهجوم، لأن رونالدو حين يلعب على الطرف الأيمن أو الأيسر لا يقوم بواجبات دفاعية كبيرة، مما يُحدث خللا في نظام مورينيو، ولكن وجوده في مركز الهجوم لن يؤثر، لأن المهاجم من الطبيعي ألا تكون مهامه الدفاعية كبيرة، فيما سيكون لبديل رونالدو في الرواقين دور دفاعي أكبر.
قدوم نايمار سيحل المشكل نهائيا
ومهما يكن فإن ما سبق سرده يبقى مجرد حل إضافي للمدرب البرتغالي، في حال عجز الإدارة عن استقدام المهاجم الذي يرغب في التعاقد معه وإصراره على استبعاد الثنائي هغواين وبن زيمة. كما أن هذه الطريقة لن تكون دائمة وإنما سيعتمد عليها في بعض المباريات الصعبة حتى يضمن التوازن الدفاعي بدلا من الاندفاع للهجوم. كما أن ما يعزز تواجد رونالدو في مركز الهجوم هو إمكانية التعاقد مع البرازيلي نايمار، والذي سيكون بديل رونالدو في الجناح، كونه لا يستطيع أبدًا اللعب كمهاجم متقدم، وهو ما يسمح للبرتغالي بمواصلة اللعب بطريقة 4-2-3-1، لكن بتواجد نايمار بدلا من رونالدو في ثلاثي الوسط، ويتقدم البرتغالي ليكون المهاجم المتقدم. وهنا يحدث أسلوب المهاجم المجهول، بأن يخرج البرتغالي من منطقة الجزاء.
وفيما يلي الخطة التي سيعتمد عليها مورينيو بتواجد نايمار: كاسياس كوينتراو بيبي كارفالهو راموس خضيرة ألونسو دي ماريا أوزيل نايمار رونالدو إعداد: رؤوف. ب