هددت الحكومة العراقية بمراجعة علاقتها مع الدول التي انتقدت إعدام الرئيس السابق صدام حسين. فيما كشفت مصادر عراقية أن حكومة نوري المالكي بصدد اتخاذ إجراءات بشأن الدول التي اتخذت مواقف معارضة لإعدام صدام ... وجاء هذا التهديد على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي أمس والذي قال بحضور السفير الأمريكي زلماي خليل زاد ودبلوماسيين أجانب "نرفض وندين كل التصرفات التي قامت بها بعض الحكومات سواء بشكل رسمي آو من خلال وسائل الإعلام المرتبطة بها". ولم يذكر اسم أي دولة ولكنه يلمح الى بعض الدول العربية التي انتقدت إعدام صدام يوم العيد ومن بينها الجزائر والسعودية ومصر وليبيا وسوريا واليمن. وكانت هذه الدول قد انتقدت في بيانات رسمية وفي وسائل الإعلام التابعة لها عملية الإعدام يوم العيد كما سمحت بإقامة مجالس عزاء له .. وكانت الحكومة الجزائرية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع النظام العراقي الجديد قد أصدرت بيانا رسميا انتقدت فيه إعدام الرئيس العراقي السابق يوم العيد، كما وصفه رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم ب " الاغتيال السياسي لأن شعبه و جيشه لم يطيحا به وإنما أطاحت به قوات الاحتلال الأمريكي باعتراف من مجلس الأمن"، ومن جهته وصف الاتحاد العام للعمال الجزائريين إعدام صدام حسين بأنه "جريمة بحق الإنسانية". وبدوره انتقد النظام المصري بشدة عملية الإعدام ووصفها الرئيس حسني مبارك بالعمل المشين، حيث قال في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية أمس " كان الآمر مشينا ومؤلما جدا (...) لم اصدق عيني".. وفي كلمة ألقاها بمناسبة عيد الجيش العراقي ، قال المالكي أن إعدام صدام حسين "شأن داخلي يخص الشعب العراقي وحده"، وأوضح المالكي أن حكومته استغربت أشد الاستغراب " لصدور تصريحات من بعض الحكومات وهي تتباكى على الطاغية بذريعة إعدامه في يوم مقدس مع أنها تعرف انه قد انتهك جميع المقدسات والحرمات"... وهدد ب" إعادة النظر في العلاقات" مع أي دولة ترفض احترام إرادة العراقيين".. ومن جهة أخرى خص نوري المالكي بالانتقاد المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان وتساءل قائلا : "أين كنت عند ارتكاب جرائم الأنفال وحلبجة والأسلحة الكيماوية والمقابر الجماعية والإعدامات والمجازر" التي تسببت في قتل مئات الآلاف من العراقيين ودول الجوار". ويذكر أن عملية إعدام صدام حسين قد أثارت العديد من الانتقادات الدولية وخاصة من طرف الاتحاد الأوروبي انتقد بدوره عقوبة إعدام الرئيس العراقي السابق . وعلى صعيد أخر تتواصل ردود الفعل المنددة بإعدام صدام على المستويين الشعبي والرسمي.. فيما برزت إلي السطح خلال الأيام القليلة الماضية بوادر أزمة دبلوماسية بين اليمن والكويت بسبب موقف الحكومة اليمنية الأخيرة من قضية إعدام صدام، ومحاولة تدخلها للحيلولة دون إعدامه. وأعلنت الحكومة اليمنية أنها لن تنجر إلي ردود فعل والي مهاترات من أي نوع مع الكويتيين في ظل الظروف الحالية الصعبة في المنطقة. الحكومة العراقية أحرقت مصحف صدام وكل أغراضه قال زياد النجداوي أحد محامي فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إن الحكومة العراقية أحرقت المصحف الذي كان يحتفظ به صدام أثناء فترة سجنه، بالإضافة إلى كافة متعلقاته، والتي كان يفترض أن يتم تسليمها إلى فريق الدفاع، مؤكدا أن من قام بتصوير شريط إعدام الرئيس الراحل هو مستشار الأمن القومي موفق الربيعي.وقال النجداوي في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس" إن المتعلقات التي كانت بحوزة صدام، ومن بينها المصحف الذي دأب على حمله طيلة جلسات محاكمته، تم حرقها من قبل السلطات العراقية، معتبرا أن هذا العمل يأتي "كي لا يبقى أي شيء من متعلقات الرئيس الشهيد"، على حد قوله. ورفض النجداوي، وصف بث الشريط الذي أظهر اللحظات الأخيرة من حياة صدام بأنه "تسريب"، مشيرا إلى أن من قام بتصويره هو موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي، وأنه "لم يسرّب وإنما بُث بشكل متعمد لإرضاء أصدقائه الإيرانيين وإظهار التشفي بالرئيس الراحل".وقال "لدينا معلومات مؤكدة أن من قام بعملية تصوير الشريط أثناء تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس صدام هو موفق الربيعي وشخص آخر يجري التأكد من هويته". القسم الدولي/ أف ب/ الوكالات