كشفت السيدة مليكة علول، المستشارة في الاتصال لدى المديرية العامة للأمن الوطني، في محاضرة متبوعة بنقاش مع مسؤولي وإطارات جهاز الشرطة بباتنة، عن الاستراتيجية "الاتصالية" المنتهجة من قبل المديرية العامة منذ سنتين والممتدة على مدار خمس سنوات، على ضرورة تعميم ثقافة الاتصال لدى رجال الشرطة ورؤساء الأمن الحضري وشرطة الحدود، باعتبارها "الواجهة الفعلية للبلاد"، في ظل سياسة الانفتاح الاقتصادي والاستثماري على العالم، موازاة مع ترقية جهاز الشرطة، وتطبيق تقنيات الإعادة في هذا المجال، بما أن التكوين في الاتصال مجال صعب التطبيق لارتباطه بتغيير ذهنية وعقلية الإنسان. واعتبرت المتحدثة أن 90٪ من حلول المشكلات ناتج عن انعدام الاتصال المتوارث عن مجتمع محافظ يمتهن الصمت بدل الحوار في مواجهة المشكلات، الذي يعتبر "الأمن مجاله الوحيد وسط محيط مغلق"، داعية إلى الاتصال الداخلي وبين أعوان الشرطة والمسؤولين، وتوفير الاستقبال اللائق للمواطنين، وتسيير علاقات مميزة مع الصحافة، لأن المعلومة كائن حي يموت إذا لم تعط في سرعة وفي الوقت المحدد، وعلى ضرورة تحكم مستخدمي الشرطة في اللغة، لأنها وسيلة الاتصال الأساسية، وتوفير مناخ شفاف داخل الجهاز وفي علاقات العمل واستبعاد الخلافات الشخصية، لأن "مؤسسة الشرطة لا ينبغي أن تدفع ثمن الصراعات الشخصية" والجهوية والعائلية. وفيما كشفت المختصة في الاتصال أن المديرية العامة تنوي إدخال مادة الاتصال في برامج تكوين رجال الشرطة في مختلف مدارس الجمهورية، اعترفت فيه بالتأخر الملحوظ في إدخال ثقافة الاتصال، حتى وإن كانت البداية في جهاز الشرطة نموذجا يحتذى به، شريطة تعميم المبادرة على كافة المؤسسات الإدارية التابعة للدولة الجزائرية، حتى تكون صورة الجزائر جالبة للاستثمار والسياحة والدبلوماسية والثقة الدولية وسط منافسة عالمية شرسة. طاهر حليسي