تعقدت حياة الأطفال المصابين بداء سرطان الدم القابعين منذ عدة أشهر بمستشفى مسرغين بوهران لمزاولة العلاج، جراء نقص صفائح الدم التي تحمل نفس زمرتهم الدموية، هذه الأخيرة التي لم تعد متوفرة بالشكل الكافي بمركز نقل الدم بمستشفى حي البلاطو الجامعي. وقد ازدادت حالة الأطفال المرضى المتواجدين بمستشفى مسرغين، الذي يعد الوحيد بالجهة الغربية، سوءا، وهم في الغالب أطفال قدموا من الولايات المجاورة كمستغانم وعين تيموشنت وحتى تلك البعيدة كتيارت وتيسمسيلت... معاناتهم هذه تعود إلى نقص المتبرعين بالدم، خصوصا أولئك المرضى الذين يحملون فصيلة الدم B+، إذ في كل مرة تضطر عائلاتهم إلى الدخول في رحلة بحث شاقة عن المتبرعين الذين يحملون نفس فصيلة الدم لإنقاذ حياة فلذات أكبادهم، خصوصا وأن المرضى يحتاجون بصورة دورية إلى ضخ كمية معتبرة من الدم لضمان بقائهم على قيد الحياة.إلا أن عملية التبرع بالدم باتت تشوبها بعض الإجراءات البيروقراطية، التي نفّرت بعض فاعلي الخير من تقديم هذا الواجب الإنساني تجاه هؤلاء البراءة، وفي هذا السياق ذكرت إحدى العائلات التي أمّنت صفائح من الدم من فصيلة B+ النادرة لإحدى مريضاتها بشق الأنفس، أنها تفاجأت بالقرار الذي أقدم عليه القائمون على شؤون مركز نقل الدم الكائن بالمستشفى الجامعي بحي البلاطو، الذين رفضوا منح سيارة الإسعاف القادمة من مستشفى مسرغين الكمية المتبرع بها لمريضتهم، الأمر الذي خلّف استياء عميقا من قبل الأطباء وعائلة المريضة على حد سواء، وهو ما يثير عدة شكوك بخصوص وجهة صفائح الدم المتبرع بها."الشروق" حاولت أن تتقصّى الأمر واتصلت بمركز نقل الدم بالمستشفى الجامعي بحي البلاطو، الذي ذكر أحد المسؤولين فيه على مخبر جمع صفائح وأكياس الدم، أن المركز يعمل بنظام الأولوية، إذ يتم في هذا الإطار، تقديم تلك الطلبات على الدم الوافدة من المؤسستين الاستشفائيتين الخاصتين بالأطفال بكل من كناستيل ومسرغين.نقطة أخرى باتت تقض مضجع العائلات التي قطعت مئات الكيلومترات لمرافقة أبنائهم المصابين بسرطان الدم والبقاء بجنبهم طيلة مدة العلاج بمستشفى مسرغين، وهي أن المرضى متمدرسون وضيّعوا العديد من الحصص التعليمية، التي لم يتم تداركها بسبب تأخر انطلاق عملية تدريسهم بالمستشفى الذي يضمن من المفروض هذه الخدمة.