كشف أمس، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني أن حصيلة الاعتداءات الإرهابية شهر فيفري، أدت الى هلاك 30 شخصا ما بين جزائري وأجنبي باحتساب العمليتين الأخيرتين لولايتي المدية وتيزي وزو، فيما أرجع عمليات العنف مؤخرا لاقتراب موعد الاستحقاقات التشريعية، ولفت في سياق مغاير إلى أن المفاوضات الجارية مع السلطات البريطانية لتسليم المطلوب من قبل القضاء عبد المومن خليفة "توحي بوجود رغبة لديهم لتسليمه لنظيرتها الجزائرية". وحاول زرهوني ردا على أسئلة "الشروق اليومي" على هامش الزيارة التفقدية المشتركة مع وزير السكن محمد النذير حميميد إلى المركز الوطني للدراسات والبحث المدمج في البناء، أن يقلص من أهمية العمليات الإرهابية التي عرفت شيئا من التصعيد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، قائلا "إن الاعتداءات التي تعرفها البلاد منذ مدّة لا تعدو أن تكون سوى عمليات استعراضية يسعى أصحابها لتوجيه رسائل للسلطة تفيد بأن هذه الجماعات لاتزال موجودة على الواقع"، وهو الأمر الذي لم تنكره الحكومة ولا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال الاعتراف المستمر بوجود بقايا للمسلحين، مشيرا الى أن سلطاته ستضرب بقوة للقضاء على بقايا المسلحين الذين رفضوا الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية رافضا الاعتراف بتراجع الوضع الأمني". زرهوني أكد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب والمنتسبين إليه. وأضاف أن استهداف الجماعات المسلحة للأجانب غرضه "استعراض العضلات، ولفت الأنظار للتأكيد للرأي العام العالمي أن السياسة الجزائرية لاتزال تترصدها مثل هذه العمليات"، خاصة وأن استهداف الأجانب بات ملحوظا من خلال موظفي بعض الشركات، كاعتداء بوشاوي على عمال الشركة الأمريكية في ديسمبر الأخير، واعتداء عين الدفلى على حافلة لنقل عمال بشركة روسية للغاز قبل ثلاثة أيام والذي خلّف مصرع جزائريين وروسي وجرح خمسة آخرين. وبشأن التحضيرات للتشريعيات المقبلة، قال إنها جارية بوتيرة عادية، مؤكدا أن رئيس الجمهورية يزاول نشاطه ومهامه بصفة جد عادية. زرهوني يكشف: المفاوضات جارية بين الجزائر وبريطانيا لتسليم الخليفة أبدى زرهوني تضمره لبطء إجراءات ترحيل عبد المومن خليفة المطلوب لدى السلطات الجزائرية منذ 2003، ليكون بذلك أول مسؤول جزائري يعترف بصفة رسمية بوجود مفاوضات جارية مع السلطات البريطانية بشأن هذه الملف. وقال "لمسنا لدى الأطراف التي نتفاوض معها رغبة في تسليمه"، وأضاف بشأن إطلاق سراح الخليفة بعد ساعات من توقيفه أن "الأمر عادي"، مجددا ما كان صرّح به على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان "أن نظراءنا في بريطانيا فهموا بأن مجال التعاون مرهون بمدى جدية التعامل مع مطلب بسيط"، وهو التصريح الذي يفهم منه بأنها رسالة واضحة لمسؤولي المملكة البريطانية ومفادها لا تعاون في مجال مكافحة الإرهاب دون تسليم الخليفة. br سميرة بلعمري: [email protected]