الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف بجوهرة المغرب العربي يأتي هذه السنة ليشكل إحدى أهم المحطات البارزة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لما تضمنته البرامج المتعددة والمتنوعة المسطرة من قبل وزارتي الثقافة والشؤون الدينية إحتفاء بالسيرة النبوية بهدف عكس مدى تجذر الثقافة الإسلامية في عمق المجتمع من خلال إبراز نماذج لشخصيات ساهمت في نشر ثقافة التسامح والسلم والسلام والحوار الديني وفق مناهج إصلاحية ذات أبعاد دينية وعقائدية نابعة من الفكر الإسلامي فقها وشريعة، كما هو الحال مع شخصية الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي سيكون محل ملتقى دولي تشرف على تنظيمه وزارة الشؤون الدينية على مدار ثلاثة أيام كاملة، أو من خلالها التظاهرة الثقافية التي تشرف على تنظيمها اللجنة التنفيذية للتظاهرة بالتعاون والتنسيق مع المكتب الولائي لجمعية الإرشاد والإصلاح، والتي ستعرف هي الأخرى مشاركة نوعية ومتميزة لشخصيات ودعاة من القطر العربي على غرار الداعية السعودي عائض القرني. احتفالات الرسمية بمولد أشرف الخلق سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه التي اختير لها عديد الفضاءات المكانية بداية بالمسجد الكبير، مرورا بقاعة المؤتمرات لكية الطب وانتهاء بقصر الثقافة بإمامة، ستشهد حسب البرنامج المسطر توزيع جوائز المسابقة الدولية لإحياء التراث الإسلامي حول شخصية المغيلي، وذلك بعد صلاتي العصر والمغرب، يتخللها تقديم درس من قبل أحد المشايخ وتلاوة لأصغر فتاة مكرمة بالإضافة إلى مديح ديني، وهي أهم المحطات التي ستعرفها الاحتفالات الرسمية بالمولد النبوي الشريف، فيما سيكون قصر الثقافة في اليوم الموالي مع موعد مع النشاط المنظم من قبل اللجنة التنفيذية لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بالتنسيق مع المكتب الولائي لجمعية الإرشاد والإصلاح، حيث سيتم تتويج الفائزين بالمسابقة الكبرى للسيرة النبوية "تعرف على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم" حيث سيتوج الفائزون الثلاثة الأوائل بعمرات إلى البقاع المقدسة بحضور الداعية عائض القرني الذي سينشط محاضرة تتطرق إلى النبي المصطفى صلوات الله عليه وسلامه. وستعرف التظاهرة أيضا تنظيم حملة تبرع بالدم تحتضنها أروقة قصر الثقافة وغيرها من الأنشطة الأخرى المبرمجة في هذا الإطار، فيما ستعرف قاعة المؤتمرات لكلية الطب انطلاق فعاليات الملتقى الدولي حول شخصية المغيلي، هذا الملتقى الذي سيتناول من خلاله الباحثون من أساتذة ومفكرين "فقه السياسة والحوار الديني" عند الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي عبر خمسة محاور تتضمن عصره وحياة التصوف عند الإمام المغيلي، التراث العلمي والفكري للمغيلي، الفكر الإصلاحي الإفريقي وفقه السياسة والحوار عند الإمام المغيلي، وهي أهم المحاور التي سيتطرق إليها باحثون ومفكرون من الجزائر، السعودية، النيجر، السينغال، المغرب ونيجيريا، ومن كبريات الجامعات الجزائرية، فشخصية المغيلي التي ساهمت في نشر الإسلام في القرن الإفريقي، والتي تعد أحد النماذج الإسلامية التي أسست لأصول الحوار الديني من خلال تلك اللقاءات والحوارات والرسائل التي ربطت الإمام المغيلي بملوك وسلاطين خاصة بالمناطق الواقعة بالسودان الغربي أو السينغال أو بالقرن الإفريقي. الملتقى الذي تتزامن أشغاله مع احتفالات المولد النبوي الشريف التي ستحتضنها عاصمة الزيانيين في إطار تفعيل فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، يعد إحدى المحطات الرئيسية التي تضاف إلى أهم الأنشطة المبرمجة من قبل وزارتي الثقافة والشؤون الدينية.