في تطور خطير في مجرى النزاع المسلح بين المتمردين التوارڤ والحكومة المركزية في مالي، اتهمت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد الحكومة المالية بقصف المدنيين بطائرات مستأجرة يقودها طيارون مرتزقة من أوكرانيا. واتهمت الحركة في بيان لها على موقعها الالكتروني، حكومة الرئيس أمادو تونامي توري، باستئجار طائرات مروحية حربية يقودها طيارون مرتزقة من دولة أوكرانيا، واستعمالها في قصف المدنيين في شمال مالي، في أعقاب ما سمته الحركة الأزوادية بانهزام الجيش المالي على المستوى العسكري والمعنوي. وأخطرت الحركة الرأي العام الدولي للتحرك بعد قيام الحكومة المركزية في مالي بقصف السكان الأبرياء ومواشيهم في منطقة أوزين، وتم إبادة أعداد هائلة من المواشي، كما قصفت مناطق قريبة من مدينة كيدال يوم الأربعاء الماضي. وأعلنت في هذا الصدد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد عن انتهاك الحكومة المالية للمواثيق الدولية من خلال استخدامها الطائرات الحربية ضد المدنيين وتجنيدها للمرتزقة. ومن جهته أعرب مسؤول الأممالمتحدة في غرب إفريقيا الدبلوماسي الجزائري "سعيد جنيت" عن قلقه حيال "التداعيات الإنسانية" للمعارك المستمرة منذ منتصف الشهر الماضي في شمال مالي بين المتمردين التوارڤ والجنود الماليين. وقال مكتب الأممالمتحدة لغرب إفريقيا في بيان خاص إن جنيت توجه إلى باماكو "للاطلاع على تطورات الوضع في ضوء الأحداث التي تقع في شمال البلاد، وأبدى قلقه حيال التداعيات الإنسانية للمعارك التي تؤدي إلى نزوح السكان داخل مالي ونحو الدول المجاورة"، موضحا أن "تحركات السكان تشكل عبئا إضافيا على مالي والدول المضيفة التي تواجه أزمة غذائية تثير قلقا بالغا". وأوضح البيان الأممي أن جنيت أجرى محادثات مع القادة السياسيين وفي مقدمتهم الرئيس المالي، إضافة إلى مسؤولين بوكالات المنظمة الدولية في مالي "لضمان أكبر قدر من تنسيق الجهود لمساعدة السكان المنكوبين في مالي والبلدان المحاذية لها"، مشددا على "ضرورة الوقف الفوري للأعمال الحربية للسماح بترجمة الجهود من أجل قيام حوار وبتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان المنكوبين". وكان مسؤول عسكري مالي قال إن مروحيات عسكرية قصفت مواقع للمتمردين التوارڤ قرب بلدة كيدال شمالي مالي أول أمس، مشيرا إلى أن الغارات وقعت على بعد نحو 15 كلم من البلدة، وأن 5 من المروحيات ظلت تقصف المتمردين لصد هجماتهم. وردا على سؤال بشأن اتهامات بعض وسائل الإعلام المالية للحكومة الفرنسية بدعم التمرد في الشمال المالي، قالت فرنسا إن تلك مجرد شائعات من نسج الخيال، محذرا من أن يسعى البعض إلى تحويل تلك الشائعات إلى سيناريوهات. على صعيد آخر، قالت الولاياتالمتحدة إنها قررت تأجيل مناورات عسكرية كبيرة في مالي بسبب أن الجيش المالي مشغول حاليا في الرد على هجمات المتمردين التوارڤ، حيث كان مقررا إجراء هذه المناورات التي أطلق عليها اسم "فلينتلوك 2012"، وتشارك فيها قوات من إفريقيا وأوروبا والولاياتالمتحدة نهاية فيفري الجاري.