مع أنه قدم حفلا ناجحا بكل المقاييس وألهب الجمهور المغربي، فضلت الصحافة المغربية تجاهل المطرب الجزائري الشاب خالد والتركيز على المطربة اللبنانية أمل حجازي في الحفل الأخير الذي جمعهما مؤخرا في المغرب، الذي نظمته شركة LG بمركب محمد الخامس في كازابلانكا، ومع أن الشركة الكورية كانت واضحة في إعلاناتها التي أظهرت الشاب خالد كنجم الحفل، بينما أسندت مهمة الجزء الأول "تسخين الجمهور" للمطربة اللبنانية. إلا أن الإعلام المغربي تعامل عكسيا مع الحفل ليجعل من المطربة اللبنانية هي النجمة الأولى، وتفرد لصورها على خشبة المسرح مساحة كبيرة، بينما تكاد تنعدم صور الشاب خالد. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب خالد قد قوبل بفتور كبير من قبل الصحافة أثناء الندوة الصحفية التي عقدها النجمان خالد وأمل قبيل الحفل وارتكزت أسئلة الصحافيين حول أمل حجازي من قديمها إلى مشاريعها المستقبلية، أمل التي فوجئت بهذا الاهتمام الزائد الذي لم تكن تحلم به في حضور خالد حتى في بلدها لبنان، استغلت الفرصة بذكاء شديد لتوجيه التهنئة إلى ملك المغرب بمناسبة ولادة ابنته، كما وقعت على الكتاب الذهبي للسفارة المغربية، بينما خرج الشاب خالد في وسط كل تلك المسرحية من الباب الضيق، وهو ما يدفع إلى التفكير بأن الأمر لم يكن بريئا وان المعاملة التي تلقاها ملك الراي كانت تهدف إلى تقزيمه ومحاولة التغطية على الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها في كل المغرب. وقد تعود في الأصل إلى توتر العلاقات الجزائرية المغربية التي كثيرا ما تلقي بظلالها على النشاطات الفنية للجزائريين بالمغرب وهو ما حدث كثيرا في السابق، حيث يرفض الإعلام المغربي الترويج للمطربين الجزائريين في المغرب رغم شعبيتهم الكبيرة هناك، فتقابل في غالب الأحيان حفلاتهم بالمقاطعة من طرف وسائل الإعلام، لكن تبقى ناجحة جماهيريا بدليل أن المطربين الجزائريين مطلوبون بكثرة من طرف متعهدي الحفلات في الدارالبيضاء، حيث أن الحفلات التي يحيونها في فنادق خمس نجوم هي الأغلى على الإطلاق ويكفي أن كل نجوم أغنية الراي في الجزائر يحققون مبيعات خيالية هناك تفوق في الكثير من الأحيان ما يبيعه نجوم المغرب أنفسهم. ما حدث مع خالد مؤخرا في المغرب يحيلنا أيضا على حادثة شهيرة مشابهة كان بطلها عميد الأغنية الشعبية الراحل الحاج محمد العنقا وكانت نتيجتها رائعته "المكناسية" التي تعبر أحسن تعبير عن ما حدث مع خالد، وكأن الزمن لم يتغير. سمير بوجاجة: [email protected]