فككت مصالح الشرطة القضائية بباتنة شبكتين للإتجار وتهريب المنقولات والآثار النادرة بكل من دائرتي سريانة ومروانة، خلال الأيام الماضية، أوقفت خلالها شخصين "ل.ف" 41 سنة و"ب" ف" 28 سنة، بمنطقة سريانة، و"م.م" بائع مجوهرات 36 سنة، و"م.ت" 28 سنة، بمنطقة مروانة، حسب ما أفادت به مصادر موثوقة. وكانت سلسلة التوقيفات بإذن من وكيل الجمهورية، مكنت الشرطة القضائية وعناصر الفرقة الإقتصادية والمالية، من العثور على محجوزات "نادرة" وذات قيمة تاريخية ومادية. كما حصلت على معلومات في غاية الخطورة عقب إتضاح أن بعض القطع الأثرية قد تم بيعها في السابق خارج الحدود الجزائرية وتحديدا لتجار بالجمهورية التونسية بكل من القيروان وجزيرة جربة التي يتمركز بها يهود يتاجرون بها في الأسواق العالمية، مقابل مبالغ طائلة بالعملة الصعبة، بعدما يتم اقتناؤها من جزائريين لا يقدرون القيمة التاريخية النادرة لها. ووصلت - حسب مصادر - إلى إسرائيل. هذا، وقد تم حجز مزهرية رومانية لدى أحد أفراد المجموعة بسريانة، إضافة إلى 7 تماثيل رومانية وفرعونية "مقلدة" ما سمح بامتداد تحريات محققي الشرطة القضائية إلى ثلاثة أشخاص آخرين، إثنان منهم بمروانة بينهم مجوهراتي يتردد باستمرار على الجمهورية التونسية، حيث ثبت، حسب جواز سفره، أنه سافر أكثر من 5 مرات إلى تونس في ظرف فترة وجيزة، وامتدت التحقيقات إلى شخص آخر، عثر إثرها على 23 قطعة نقدية من العهد الروماني والبزنطي، ومزهرية زيتية، والمفاجأة، رأس إنسان مصنوع من مادة الرخام، وهو قطعة نادرة لأحد أعيان مدينة مروانة في العهد القديم، تقدر قيمته المادية بأثمان خيالية وغير محدودة القيمة المالية في الأسواق العالمية، فيما أكدت مصادر أن هذه القطع الأثرية التي يعاقب عليها القانون 98/ 04 الصادر في 15/ 06 / 1998 باسم "الممتلكات الثقافية المنقولة". حسب تقرير خبرة محافظ التراث لولاية باتنة، الذي استعانت به مصالح الشرطة القضائية لمعرفة القطع والآثار النادرة العائدة إلى القرنين الثاني والسابع الميلادي، وفيما تم تحويل الموقوفين الأربعة إلى قاضي التحقيق بباتنة، أكدت عدة مصادر متطابقة أن بعض هذه المحجوزات كانت ستحول إلى "تجار يهود" بتونس قصد إعادة بيعها للسواح وببعض الأسواق العالمية، على غرار إيطاليا وفرنسا، فيما لاتزال فرضية عبور تلك الآثار النادرة من بعض الدول الأوروبية إلى "إسرائيل" محل بحث، بالنظر إلى أن إسرائيل تملك باعا كبيرا في هذه القضايا مثل تحويل القطع الأثرية العراقية، والمحاولات العديدة التي تقوم بها عدة جمعيات يهودية في الخارج قصد "المطالبة بالتراث التاريخي المتواجد في المناطق البربرية الجزائرية" والتي تعتبرها جزءا من هويتها التاريخية، مثلما جرى مع ملكة الأوراس "الكاهنة" التي تحاول أدبيات يهودية ومواقع إلكترونية، على غرار موقع "زلابية" ليهود شمال إفريقيا نسبها للفكر اليهودي، بحكم تواجد الديانة اليهودية وقبائل يهودية بالأوراس قبل مجيئ الإسلام. يذكر أن عدة سرقات امتدت في سنوات سابقة إلى معالم تيمقاد، أشهرها إختفاء رأس تمثال القائد "أدريانو" الذي تمت بشأنه تحقيقات لم تتوصل إلى نتيجة. طاهر حليسي