كشف أمس رئيس فيدرالية منتجي الصناعات الغذائية عبد الوهاب زياني أن كل المؤسسات المتخصصة في إنتاج حليب الأكياس قد أغلقت أبوابها ما عدا منتجين اثنين فقط، مضيفا أن الضرائب التي يدفعها سنويا مجمل هؤلاء المنتجين للخزائن العمومية تقدر ب 1700 مليار سنتيم ومع ذلك فإن الحكومة تجاهلت استغاثاتهم و فضلت التعامل فقط مع مجمع جيبلي العمومي على الرغم من تغطيته 30 بالمائة فقط من حاجة السوق الوطنية لحليب الأكياس حسبما أوضح المتحدث الذي فضل إعلان حرب الأرقام بالطعن في تلك التي تقدمها الحكومة. و قال زياني في منتدى يومية المجاهد إن الحكومة لم توضح طبيعة الدعم لفرع إنتاج حليب الأكياس ما عدا ما كشفت عنه عبر وسائل الإعلام و المتمثل في تسبيق مبلغ 600 مليار سنتيم لمجمع جيبلي، و كذا وعود منح هذه المؤسسة العمومية 400 مليار سنتيم أخرى وذلك دعما يسمح بتغطية الخسائر التي يتعرض إليها هذا المجمع من خلال استيراد مسحوق الحليب بأسعار عالية جدا و بيع حليب الأكياس بالخسارة، و أضاف أن السلطات المعنية لم تفتح أبواب الحوار مع الخواص لتجاوز أزمة ارتفاع الأسعار بالأسواق الدولية كون القطاع الخاص ينتج 70 بالمائة من حليب الأكياس في الجزائر التي تحتاج سوقها الى 5 ملايين لتر يوميا من الإنتاج ذاته. القطاع الخاص حسب السيد زياني يشغل 6 آلاف عامل في وقت يوفر 18 ألف منصب عمل غير مباشر في حين أن مساهمة هؤلاء المنتجين في دفع الضرائب تقدر ب 1700 مليار سنتيم سنويا. من جهته أكد رئيس كنفدرالية الصناعيين و المنتجين الجزائريين عبد العزيز مهني، أن فيدرالية منتجي الصناعات الغذائية التابعة للكنفدرالية لن تلجأ إلى الإضراب التزاما بالعقد الاقتصادي والاجتماعي الذي ربط الحكومة و المركزية النقابية و ممثلي أرباب العمل، وهو العقد الذي ينص على فتح أبواب الحوار في حالة وقوع أزمة على المستوى الاقتصادي أو على الجبهة الاجتماعية. ومع أن الحكومة لم تعلم منتجي حليب الأكياس بأي خطوة تريد تبنيها بخصوص الأزمة التي يمر بها قطاعهم، فإن هؤلاء المنتجين لن يشنوا أي إضراب وأن توقف وحدات إنتاجهم تبقى حتمية تفاديا للمزيد من الخسائر. و لم يبق أمام المنتجين حسب السيد مهني إلا رئيس الجمهورية لإيجاد مخرج لهم باعتبار أنه صاحب القرار الأول و الأخير في البلاد بعد أن تراجعت الحكومة عن الاتفاق المنصوص عليه في العقد الاقتصادي والاجتماعي حسب المتحدث. و مع علمهم أن الحكومة ترفض الزيادة في سعر حليب الأكياس أو تحريره، اقترح منتجو الحليب بعد اجتماعهم المنعقد الأحد الماضي تخفيض الرسم على النشاط المهني بنسبة 2 بالمائة بخصوص إنتاج حليب الأكياس و إلغاء الرسم على القيمة المضافة المفروض على " الرايب " و " اللبن " المكيفين في الأكياس، وعلاوة على اتخاذ إجراءات تسهيلية متعلقة بأسعار الفائدة في القروض الممنوحة لهذا النشاط. سليم بن عبد الرحمان:[email protected]
