كشف أمس، الأمين العام لفيدرالية متعاملي الصناعة الغذائية المنضوية تحت لواء منظمة الصناعيين الجزائريين سيبا- عبد الوهاب زياني أن مخزون مسحوق الحليب المتوفر لدى المؤسسات الخاصة لإنتاج حليب الأكياس سينفذ في الأسبوعين المقبلين، وهو ما يهدد السوق المحلية بندرة حادة لهذا المنتوج الذي يبقى مدعما من قبل الدولة بتحديد سعره في مستوى 25 دينارا للكيس. وقال السيد زياني إن المؤسسات الخاصة التي تنتج هذا النوع من الحليب أصبحت غير قادرة على استيراد مسحوق الحليب من الأسواق الدولية التي يشهد فيها سعر المسحوق المذكور ارتفاعا كبيرا يهدد باندثار المؤسسات الجزائرية تلك. وأضاف المتحدث في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أن تكلفة إنتاج كيس الحليب المعقم والمدعم من طرف الدولة يصل إلى 38 دينارا، في الوقت الذي تحدد فيه الدولة سعر بيعه في السوق المحلية ب 25 دينارا، هذا الفرق يجعل تلك المؤسسات تخسر 4 دنانير عن كل كيس حليب تنتجه، حسبما قال المتحدث، الذي توقع وصول الخسارة إلى 9 دنانير في إنتاج كيس واحد للحليب في الأيام المقبلة. وبالنسبة لممثل المنتجين الخواص لحليب الأكياس، من غير المعقول أن يستمر متعامل خاص بالتعامل بمنطق الخسارة، وهو ما دفع 6 مؤسسات خاصة إلى غلق وحدات إنتاجها وإذا تواصل الأمر على حاله، فإن ال 40 مؤسسة الخاصة النشطة في الميدان ستغلق أبوابها هي الأخرى، على اعتبار أن سعر الطن الواحد لمسحوق الحليب قد ارتفع من 2300 دولار في بداية سنة 2006، وبلغ في الوقت الراهن ما بين 3000 إلى 3500 دولار. من جهته، أكد الرئيس المدير العام لشركة تسيير مساهمات الصناعات الغذائية عبد الوهاب بن سقيني أن مجمع جيبلي العمومي له مخزون من مسحوق الحليب يمكن اللجوء إليه لمدة 4 أشهر فقط دون استيراده من الأسواق الدولية، لكن هذه المدة مرشحة للتقلص اذا ما أغلقت المؤسسات الخاصة وحدات إنتاجها، على اعتبار أن مجمع جيبلي سيواجه لوحده ضغط طلب السوق المحلية، حسب ما أكده المتحدث. تفضيل المؤسسة العمومية ذاتها لاستهلاك مخزونها من مسحوق الحليب على اللجوء الى استيراده من الاسواق الدولية مرده محاولة تجنب خسارة اضافية وتفادي ديونا جديدة من البنوك.فالديون التي تستحقها هذه الاخيرة من مجمع جيبلي وصلت الى 34 مليار دينار. وقد طلب منتجو حليب الأكياس من السلطات العمومية إيجاد حل لمواجهة الندرة المتوقعة، وهو حل رأوا أنه منحصر بين رفع سعر الحليب المدعم إلى مستوى أعلى من 25 دينارا للكيس الواحد أو إيجاد ميكانيزم يضبط السوق المحلية للحليب ويضمن تعويض خسارة المتعاملين الخواص، الأمر الذي سيكون محل اجتماع وزاري مشترك في الأيام المقبلة. سليم بن عبد الرحمان: [email protected]