أسدل الستار بمسرح عزالدين مجوبي، الثلاثاء، على فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، باكتساح الجزائر، لأغلب جوائز الطبعة الثالثة، جيث حاز فيلم "إلى أخر الزمان" لياسمين شويخ الجائزة الكبرى "العناب الذهبي" وجائزة أحسن ممثلة، وسيطرة الجزائر على جوائز الرواية القصيرة. وفي حفل الختام الذي شهد حضور وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بعد غيابه عن الافتتاح الأربعاء الماضي، ووالي ولاية عنابة ووجوه سينمائية أجنبية وعربية وجزائرية، تم الإعلان عن الجوائز، التي حظيت الجزائر بنصيبها الأكبر. وبعد الجائزة الكبرى التي افتكها فيلم "إلى آخر الزمان" لياسمين شويخ، حاز الفيلم الإسباني "صيف 93" لكارلا سيمون جائزة "العناب الفضي". ومنحت جائزة أحسن ممثل للمصري أحمد الفيشاوي عن دوره في الفيلم الطويل"الشيخ جاكسون" لعمر سلامة، وحازت جميلة عراس جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "إلى آخر الزمان" لياسمين شويخ الغائبة عن الحفل بسبب مشاركتها في مهرجان مسقط السينمائي. ونال الفيلم الإيطالي "في كامبريا" لمخرجه جوناس كامبنيانو جائزة أحسن إخراج، فيما افتك الفيلم الفلسطيني "اصطياد الأشباح" لمخرجه رائد أندوني جائزة الجمهور. وفي فئة الأفلام القصيرة الموجهة للأعمال الجزائرية ظفر فيلم "ما أحلى أن نعيش" لاسكندر رامي علوي بجائزة العناب الذهبي، وحاز "دهنيز" لمحمد بوعبد الله على جائزة العناب الفضي، في حين منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم "بين الغرف" لمروان بودياب. وفي صنف الأفلام الوثائقية ابتسمت الجائزة الكبرى (العناب الذهبي) للفيلم الفرنسي المعنون ب"المربع 35″ لإريك كارفاكا، ونوّهت لجنة التحكيم بفيلمي "رجال وكباش" لكريم صياد و"اعتن بنفسك" لمحمد لخضر تاتي من الجزائر. وقال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي في الحفل الختامي: "حقيقة أبديت مخاوف من عدم نجاح الطبعة الثالثة قبل بدايتها بسبب التحضيرات المتأخرة، ولكن الحدث خلق تفاعلا وميزته أفلام مهمة". وأضاف ميهوبي: "الطبعات الثلاث كرّست المهرجان كموعد متوسطي بامتياز، يلتف حوله عشاق الفن السابع ومحترفو السينما، وأصبحت عنابة واحدة من عناوين السينما في حوض المتوسط". وأشار ميهوبي أنّ إدارة المهرجان نجحت في جانب التكوين، وهو الطموح الذي رفعته في الدورتين السابقتين. ولفت أنّ الجزائر دخلت مرحلة مهمة اليوم في السينما بإعادة الفن السابع إلى جمهوره وإعادة الأخير إلى السينما. وكشف مهيوبي أنّ الوزارة وضعت دفتر شروط خاصة بقاعة "المنارة" بعنابة، حيث ستتحوّل إلى مجمع يضم أربع قاعات أخرى قصد عرض الأفلام العالمية لجمهور عنابة. وأوضح أنّ وكالة الإشعاع الثقافي "لارك" تعمل حاليا على وضع مخطط لتوزيع الأفلام وتسيير قاعات السينما عبر الوطن. وبدوره، أكد محافظ المهرجان سعيد ولد خليفة أنّ الجمهور والسينمائيين عاشوا أسبوعا مميزا حافلا بالعروض". وأشار أنّ الضيوف والسينمائيين القادمين من بلدان متوسطية عديدة اعترفوا بالمهرجان وبكل اللقاءات والفعاليات التي شهدها. ووسط أجواء مميزة كرمت المهرجان كل من الممثلين حسان بن زراري ونادية طالبي، ومدير قرطاج السينمائي نجيب عياد والمخرج التونسي رضا الباهي، والمخرج السويسري بربت شرودر وممثل مقاطعة والوني ببروكسل، حيث منحتهم المحافظة درع "عناب الصداقة". وقالت نادية طالب لحظة تكريمها: "سعيدة كثيرا بهذا التكريم على ركح عزالدين مجوبي، فمجوبي كان صديقي وزميلي". وأردفت: "أهدي هذا التكريم إلى قامات الجزائر كلثوم ونورية". وتابعت طالبي: "لقد علمونا كل شيء، وأترحم على روح الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الذي كرّمنا سابقا مع قامات المسرح الوطني مثل سيد علي كويرات ورويشد وأخرين". واحتفى المهرجان في سهرته الختامية بوجوه منحت الكثير للسينما العربية، وهم الراحل مولود معمري، ومحمود زموري والتونسي الطيب لوحيشي، واستلم تكريمه نجيب عياد مدير قرطاج. وقال عياد: "هذا أول تكريم للطيب الوحيشي بعد وفاته، فشكرا مدينة عنابة". فضلا عن تكريم المخرج الراحل يوسف بوشوشي الذي وافته المنية في جويلية 2017. ولحظة تسلمه التكريم قال ابنه المخرج لطفي بوشوشي متأثرا: "والدي كانت تسكنه الجزائر، وترك لنا حب الجزائر". كما كرمت الطبعة الثالثة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.