قالت تقارير أمنية وإعلامية إن الأهداف الاستراتيجية السبعة التي استهدفها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هي رئاسة الجمهورية والمحكمة العليا والمجلس الدستوري والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة والبريد المركزي بالعاصمة ومقر التلفزيون الجزائري ووكالة الأنباء الجزائرية، وهي أهداف حساسة أرادت القاعدة ضربها لإحداث صدى إعلامي كبير وطنيا ودوليا والإيحاء بأنها مازالت قوية تضرب أين تشاء وفي الوقت الذي تريد. وكان وزير الداخلية نور الدين زرهوني كشف في ندوة صحفية عقدها يوم الثلاثاء 11 ديسمبر أن "أجهزة الأمن كانت على علم بالأهداف الإرهابية بناء على معلومات أدلى بها إرهابيون تائبون ألقي عليهم القبض قبل أشهر"، وأن هذه الأهداف التي قررت القاعدة ضربها "سبعة مواقع"، دون أن يعطي أي تفاصيل تتعلق بهذه الأهداف. وحسب التقارير الأمنية والإعلامية، فإن رئاسة الجمهورية توجد ضمن قائمة الاستهداف بناء على تصريحات عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي توعدوا في شريط دعائي صدر قبل أسابيع بضرب قصر المرادية، وهذا بعد أشهر قليلة من استهداف قصر الحكومة في تفجيرات 11 أفريل الماضي، على أساس أنه "يمثل أكبر هيئة سياسية في البلاد، يؤدي ضربه الى صدى إعلامي كبير من جهة، ولأن قصر المرادية، مثل قصر الحكومة في شارع الدكتور سعدان، يعد "حصنا منيعا لم تطله الهجمات الإرهابية في أوج قوتها وعنفها". وكانت السفارة الأمريكية، أصدرت بعد هجمات 11 أفريل، التي طالت قصر الحكومة ومقر الشرطة بباب الزوار "بيانا تحذيريا" قالت فيه إنها تلقت معلومات بخصوص استهداف القاعدة لمقري التلفزيون الجزائري والبريد المركزي بالجزائر العاصمة، كهدفين محتملين للهجوم، بناء على معلومات أمنية تلقتها السفارة الأمريكية من أجهزة المخابرات الأمريكية، وهي التصريحات التي أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الجزائريين، واستدعت مساءلة السفارة الأمريكية التي أوضحت أن التحذيرات كانت موجهة لرعاياها حتى يتجنبوا هذه الأماكن. وحسب نفس المصادر، فإن مقر وكالة الأنباء الجزائرية يعد أيضا هدفا من أهداف تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، على أساس أنها تمثل، مع التلفزيون الجزائري، الاعلام الرسمي الجزائري الذي تنتقده الجماعة وتعتبره جهازا قويا للدعاية ومضادا للإرهاب الذي تمارسه في الجزائر والذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين. وكان وزير الداخلية يزيد زرهوني، قد أعلن بطريقة مفاجئة عقب تفجيرات الثلاثاء 11 ديسمبر "أن المحكمة العليا والمجلس الدستوري كانا هدفين معلومين لدى أجهزة الأمن الجزائرية، غير أنها لم تكن تعلم بدقة كيفية الهجوم وتوقيته، الامر الذي صعب من مهمة أجهزة وقوات الأمن في إحباط الهجوم أو صده بطريقة ناجعة وفي الوقت المناسب. من جهتها، حذرت مصالح أمنية غربية من احتمال قيام "الجماعة السلفية" أو تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي باستهداف المصالح الغربية في الجزائر خاصة والمغرب العربي عامة، بما فيها المصالح الدبلوماسية والممثليات التجارية، وهي أهداف حساسة قد تمس الاقتصاد والجهاز الدبلوماسي الجزائري في العمق، وهو الهدف الذي سعت الى تحقيقه القاعدة بضربها المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد حث فروع القاعدة على استهداف المصالح الأمريكية والاوربية في الدول الاسلامية، ما جعل أجهزة الاستخبارات الأجنبية توجه تحذيرا لرعاياها وممثلياتها في دول المغرب العربي تخوفا من وقوع هجمات إرهابية محتملة. أ/ أسامة