اتهم وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ضمنيا السفارة الأمريكية في الجزائر بمحاولة المناورة ، مستغربا عن أهداف هيئة دبلوماسية تمثل دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية تقدم على إصدار بيان يرمي الى زرع الفزع في أوساط المواطنين مستغلة ظرفا استثنائيا كالذي تعيشه الجزائر على وقع التفجيرين الذين هزا قصر الحكومة ومركزيين للأمن الوطني يوم الأربعاء. فيما أعطى تشبيها بليغا عن النظرة الأمريكية للجزائريين بقوله إن أمريكا تنظر إلينا جميعا " كالبطة البرية " . وقال زرهوني ردا على سؤال " الشروق اليومي " بأن مذكرة التحذير التي أصدرتها السفارة الأمريكية لرعاياها أمس بناء على معلومات " تنبأت " فيها بعزم القاعدة على ضرب مقر التلفزة الوطنية ومقر البريد المركزي تثير العديد من التساؤلات وتفتح العديد من الأقواس حول الأهداف الحقيقية من هذه التصريحات المخالفة تماما للتقاليد والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول في تبادل المعلومات. وأضاف زرهوني الذي بدا جد ساخط على سلوك السفارة الأمريكية والذي يعرفهم جيدا بالنظر الى السنوات التي قضاها سفيرا للجزائر في واشنطن، بأن ما أقدمت عليه هذه الأخيرة أثار الاستغراب لديه خاصة ما تعلق منه بشق الأهداف التي يرمي إليها بلاغ يبث الذعر والخوف في أوساط المواطنين حتى ولو كان موجها لرعاياها المتواجدين بالجزائر، في وقت أشار فيه الى أن القنوات الرسمية لتبادل المعلومات في مثل هذه الحالات معروفة عوض اتخاذ موقع إلكتروني لتبليغ تحذيرات مؤسسة على معلومات خطيرة. تصريحات وزير الدولة التي تعتبر ردا صريحا رافضا لما أقدمت عليه السفارة الأمريكية، تعتبر قوية خاصة عندما أرفق تصريحاته للصحفيين بتشبيه بليغ عن قراءته للنظرة الأمريكية للجزائريين مؤكدا بأن " أمريكا تنظر إلينا جميعا كالبطة البرية " وهو ما يعني أن زرهوني لا يستسيغ هذه النظرة كون التعبير الذي استعان به يؤكد نظرة الازدراء والسخرية و الاستخفاف ، على اعتبار أن " البطة البرية " تستحق اعتماد نمطين في التعامل معها لا أكثر وهما إما الترويض أو التخلص منها بوضع حد لحياتها. وعن الرد الرسمي للسلطة الجزائرية ،وجه زرهوني الصحافة الى وزارة الشؤون الخارجية المعنية بكشف الإجراءات الرسمية التي أقدمت عليها ،غير أنه أكد أن هذا السلوك يستحق تجند الإعلام للرد عليه . في سياق مغاير قال زرهوني " للشروق اليومي " على هامش الزيارة الميدانية التي قادت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمعهد باستور أمس أنه يتعين على السلطة لدواعي أمنية التكتم بخصوص مجموعة القرارات والإجراءات الجديدة التي أفضى إليها اجتماع رئيس الجمهورية مع كبار المسؤولين في الدولة ، مشيرا الى أن دعم تواجد رجال الأمن والدرك سيشمل كل المدن والولايات وبدون استثناء للقضاء على الإرهاب نهائيا مشيرا بأن هؤلاء لم يبقى أمامهم سوى خيارين الاستسلام أو الانتحار. سميرة بلعمري:[email protected]