شهدت مراكز البريد، وبعض البنوك، الاحد، اكتظاظا وطوابير طويلة للمواطنين، من أجل سحب أموالهم تحسبا لشهر رمضان الكريم، حيث تم تسجيل مشادة كلامية وصلت بعضها إلى العنف الجسدي، فيما طمأن المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر عبد الكريم دحماني أمس، أصحاب الحسابات البريدية الجارية، بأن السيولة المالية ستكون متوفرة طيلة الشهر الكريم لتغطي جميع مراكز ومكاتب البريد المنتشرة عبر جميع ولايات الوطن، وستستجيب لكل طلبات الزبائن، وتوقع أن يصل رقم السحب خلال رمضان 2018 إلى 358 مليار دينار. وفي جولة ميدانية عبر عدد من المراكز البريدية وبعض البنوك، بالعاصمة وولايات أخرى، وقفت "الشروق" على الطوابير الكبيرة للمواطنين سواء داخل المراكز، أو أمام الموزعات الإلكترونية لسحب رواتبهم تحسبا لشهر رمضان، حيث دخل العديد من المواطنين في ملاسنات ومناوشات كلامية لتصل إلى حد الضرب وخلق فوضى عارمة داخل قاعات الانتظار. والملفت للانتباه أن الموزعات الإلكترونية التي كانت تخفف من معاناة المواطنين وتجنبهم الوقوف لساعات في طوابير، تعرض عدد منها إلى عطل تقني والبعض الآخر غير معبأة بالسيولة، ما أدى إلى حالة من التذمر والغليان لدى المواطنين، كونهم انتظروا لساعات طويلة وفي آخر المطاف لم يتمكنوا من سحب أموالهم، نتيجة تعطل الشبكة وانعدام السيولة، لتنتهي مغامرة المواطن لسحب راتبه إما بالتلاسن مع الموظفين أو غيره ممن يتزاحمون للوصول إلى آلة السحب أو عون البريد، وما زاد الطين بلة هو انقطاع التيار الكهربائي وشبكة المعلوماتية. بالمقابل، أكد المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر عبد الكريم دحماني أمس، أنه تحسبا لشهر رمضان تم تفعيل كل الإجراءات لتوفير السيولة المالية عبر كل المكاتب البريدية وذلك لضمان تلبية حاجيات المواطنين من أصحاب الحسابات البريدية وتمكينهم من عمليات السحب النقدي المهمة والتي تقدر بأكثر من 3 ملايين يوميا. وأوضح دحماني أنه بعدما تم سحب أكثر من 290 مليار دينار خلال شهر رمضان الماضي نترقب أن يصل هذا الرقم خلال هذه السنة إلى 358 مليار دينار،( 35800 مليار سنتيم)، مشيرا إلى أن مكاتب البريد في البلاد البالغ عددها 3800 مكتب ستبقى مفتوحة في الفترة الليلية خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل، مبرزا أنه خلال هذه الفترة يتم تسجيل أكبر عدد من عمليات سحب الأموال. وأوضح المتحدث لدى استضافته في برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أن بريد الجزائر يدير نحو23 مليون حساب بريدي، بما في ذلك 5 ملايين حاملين لبطاقات الدفع الإلكترونية. وعن المراكز البريدية المتواجدة في المناطق النائية من الوطن، تقرر حسب مصادر "الشروق"، تنصيب "خلية أزمة" لحل مشكل نقص السيولة في مختلف مراكز البريد المتواجدة على المستوى الوطني.