أدت الأمطار الأخيرة التي تساقطت بأغلب مناطق ولاية المسيلة إلى فيضان أغلب الأودية وبحكم أن الولاية يقول عدد من المتصلين بالشروق لا تتوفر على شبكة حواجز مائية وسدود قادرة على تجنيد أكبر قدر ممكن من المياه السطحية. فإن تجمع المياه بالمناطق المنخفضة تحوّلت إلى ظاهرة، بل هناك من وصفها بالبحيرات التي تشكلت بإقليم بلدية المعاريف وتحديدا بالمدخل الشمالي وعلى مقربة من التجمّع السكاني بانيو، فمياه وادي اللحم وغيره صنعت هذه الأيام بحيرة على مد البصر يقول السكان وصارت جنبا إلى جنب الطريق الوطني رقم 45 وبقدر أن الظاهرة جلبت عشرات الفضوليين، إلا أن بعضها اعتبرها بالخطر الذي قد يهدد في أي لحظة سلامة الطريق المشار إليه وحتى جانبا من التجمّع السكاني المذكور. وتبعا لذلك شدّد المعنيون على أهمية أن تقام دراسات ميدانية على تلك الظاهرة تستهدف بالتحديد تصريف تلك الكميات الهائلة من المياه والتي يتضح أنها صنعت الحدث بالنسبة لسكان المناطق القريبة منها، بل وحتى لمستعملي الطريق الوطني رقم 45 الذي يربط بين الجنوب والشمال ويشهد يوميا حركة مرور كثيفة. ظاهر تجمع مياه الأودية في النقطة المذكورة سلفا تحوّلت إلى منظر لالتقاط الصور ونشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي لأنها لم تحدث منذ سنوات مضت وهذا راجع إلى كمية المياه المتدفقة عبر الأودية منذ منتصف شهر ماي 2018، ناهيك عن أن بعض الأودية مثل وادي اللحم له منابع بالمرتفعات الجبلية المنتشرة بولايتي البويرة والمدية المجاورتين لولاية المسيلة. ظاهرة بقدر جلبت عشرات الفضوليين إلا أنها في نفس الوقت جديرة بالمتابعة يضيف عدد من المختصين الذين شدّدوا على ضرورة اللجوء إلى الاستثمار في السدود والحواجز المائية. يذكر أن تلك السيول جرفت معها بعض الجسور الصغيرة وداهمت عددا من الحقول الفلاحية والأشجار المثمرة بمناطق عديدة خاصة على مستوى بلديات المعاريف والخبانة وامسيف وبوسعادة والحوامد وغيرها. وما يجدر ذكره في هذا السياق، أن شط الحضنة الذي يعد واحدا من بين المناطق الرطبة في العالم ويتميز بخصائص مناخ البحر المتوسط ويشهد سنويا قدوم عشرات أنواع الطيور المهاجرة والحيوانات يعد المكان الذي تتجمع فيه ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأودية، حيث منسوب مياهه ارتفع بشكل لافت هذه الأيام وتحوّل إلى قبلة ومزار لعشرات المواطنين.