حذرت قيادات إسلامية في الجزائر من احتمال سقوط مصر في أعمال عنف، مثلما حدث في الجزائر بداية التسعينيات، ووصفوا حل البرلمان المصري ب"الانقلاب الصريح على إرادة الشعب"، جاء هذا في تصريحات أدلى بها كل من الهاشمي سحنوني وعبد الله جاب الله وأبو جرة سلطاني لموقع "العربية. نت"، الأحد. وقال أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، المحسوبة على التيار الإخواني، إن " إخوان مصر هم ضحايا العنف ولن يعالجوا المشكلة عن طريق العنف"، لكنه استبعد لجوء الإخوان إلى العنف بعد الضربة التي تلقوها من قبل المجلس العسكري، قائلا "لا أعتقد أنهم سيلجأون للعنف، بل المعركة ستكون سياسية". وحول إمكانية تكرار سيناريو الجزائر 1991 في مصر 2012، أبرز الشيخ أبو جرة مجموعة من الفروقات بين الحالتين قائلاً: "في الجزائر وقتها لم تكن هناك جهة تحرس الثورة كما هو الشأن في مصر، حيث يوجد ميدان التحرير الذي يتحكم في الثوار. وفي الحالة الجزائرية أيضاً لم تكن هناك ثورة الإعلام قد بلغت ذروتها كما نعيشه اليوم، حيث وصل الميكروفون إلى الفلاحين في صعيد مصر لمعرفة آرائهم بكل شفافية. كما أنه بعد 20 سنة على ما حصل في الجزائر فأعتقد أنه قد حصل هناك نضج لدى الشعوب ونضج لدى الرأي العام العالمي، المهتم باستقرار الأوضاع في بلد مثل مصر". بدوره قال الشيخ الهاشمي سحنوني، أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، إن ما حدث في مصر قبل أيام يعد انقلابا صريحا على إرادة الشعب، معبرا عن خشيته من أن "تنزلق أكبر دولة عربية إلى مسلسل العنف، كما وقع في الجزائر، و إذا حدث ذلك فستكون كارثة ليس على مصر فقط و إنما على كل الدول العربية"، مشيرا أن الوضع يختلف بين الجزائر ومصر لكن حل مجلس الشعب في النهاية هو سلب لإرادة الشعب. من جانبه أشار الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، إلى وجود إيعاز خارجي لإيقاف الإسلاميين، قائلا إن" حل مجلس الشعب المصري يؤشر بشكل واضح إلى وجود إرادة قوية لدى المجلس العسكري والنافذين في مصر، وبإيعاز من الخارج، لقطع الطريق أمام الإخوان المسلمين بصفة خاصة، وقطع الطريق أمام الثورة المصرية بصفة عامة"، معبرا عن حزنه لما يجري في مصر، قائلاً: "إذا نجحوا في قطع الطريق على الإسلاميين فهذا يعتبر انتكاسة في حق ما سُمّي الربيع العربي، وهذا يزرع اليأس ويدفع دعاة التغيير لتبني خيارات راديكالية قد تدخل البلاد في دوامة مشاكل، كما أنه يقوّي حجة دعاة العنف". وأوضح جاب الله قائلا: "السلطة في مصر تفعل نفس الشيء في الجزائر، والانتخابات الأخيرة التي جرت جاءت عكس ما كنا نتوقعه، وفي الحالة المصرية فقد أظهرت الطبقة السياسية تسامحاً وإرادة واضحة للتوافق حول شؤون مصر، لكن قوى التغريب في مصر لا تريد التغيير للأسف".