أقدم عامل بمقبرة جنان السفاري، في بئر خادم بالعاصمة، رفقة شخص آخر يعمل معه في نفس المكان على سرقة كمية معتبرة من قطع الآجر، عبارة عن تبرعات تصدق بها محسنون لفائدة مؤسسة تسيير المقابر والجنائز من أجل استعماله في عملية بناء قبور الموتى وترميمها، غير أن المتهمين افتضح أمرهما من قبل ناقل كلف بنقل شحنة السلع بها 2800 وحدة، الذي تفاجأ باختفاء نصف الكمية خلال عودته في المرة الثانية وهو ما دفعه للتبليغ عن السرقة، وتم توقيف المشتبه فيهما بعد فترة من التحري وإيداعهما رهن الحبس المؤقت قبل تحويلهما للمحاكمة طبقا لإجراء المثول الفوري. وكشف صاحب الشكوى خلال محاكمة المتهمين أمس الأول، أمام محكمة بئر مراد رايس، أن وقائع قضية الحال تعود لثالث أيام عيد الفطر المبارك، الذي صادف تكفله بنقل تبرعات أحد المحسنين للمقبرة وأثناء عودته وجد أن 1400 وحدة قد اختفت، وهو ما دفعه للتوجه مباشرة لمصالح الدرك نيابة عن المتبرع الذي رفض إظهار هويته أمام السلطات القضائية. من جهة أخرى، تبين من خلال التحريات التي قامت بها مصالح الضبطية القضائية، أن المتهم الأول قام بالاستيلاء على التبرعات ثم منحها لشريكيه في العمل من أجل بناء منزله، وهو ما فنده المتهم مشيرا إلى أنه لم يقم بسرقتها بل استأذن المكلف بنقل السلع قبل أخذها، وأخبره أنه سيمنح نصفها لعامل فقير رفقته في المقبرة لمساعدته في بناء منزله كون الكمية الأولى كانت كافية لاستعمالها خلال مدة سنة أي بمعدل ستة قطع للقبر الواحد. بالمقابل، ركز دفاع المتهمين على أن المتابعة القضائية في حقهما باطلة، لعدم وجود شكوى رسمية من طرف الضحية ومالك المسروقات وطالب بإفادتهما بأقصى ظروف التخفيف، وعليه التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة بقيمة مليوني سنتيم.