انطلقت الخميس الماضي بمدينة مستغانم، فعاليات الطبعة 51 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة وسط حضور رسمي وسياسي وجمعوي، أعاد إلى أذهان شريط التنظيمات الجماهيرية التي كانت تمسك بزمام المبادرة في تنظيم مختلف التظاهرات الثقافية على غرار الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية من خلال عودة مراسيم الافتتاح على وقع الطبوع الفلكلورية أمام المنصة التي تم نصبها للرسميين بساحة البلدية وسط مدينة مستغانم. تشهد الطبعة 51 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمدينة مستغانم التي تحتضن وقائعها دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي، شبه مقاطعة تامة للجمهور وكذا الفنانين المحليين، حيث انطلق برنامج المنافسة الرسمية وسط قاعة شبه فارغة تتسع ل900 متفرج من خلال عزوف كلي للجمهور بالرغم من أن الدورة تتزامن وعطلة فصل الصيف، أين تشهد مدينة مستغانم توافد آلاف الزوار، حيث لم يعد مهرجان مسرح الهواة يستقطب جمهور العائلات وكذا المهتمين بالفن الرابع كما جرت عليه العادة، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل بشأن طريقة الترويج والدعاية التي تنتهجها لجنة التنظيم في مجال جلب الجمهور سواء تعلق الأمر بالسياح أو العائلات المستغانمية التي لم يعد يربطها بمهرجان مسرح الهواة أية علاقة بالرغم من أن التاريخ يسجل بحروف من ذهب أن أهل مدينة مستغانم و سكانها هم من مكنوا لهذا المهرجان العريق من الديمومة والاستمرارية في ظل محدودية وسائل الدعم لدى المؤسسات الرسمية من خلال تكاتف جهود الجميع من تجار ومحسنين. وبالعودة لبرنامج التظاهرة التي شهدت تقليص عدد الفرق المشاركة ضمن المسابقة الرسمية، وعددها 8 فرق، بينها 4 فرق من ولاية بومرداس، سيدي بلعباس، القليعة، سكيكدة، جيجل، فإن المتتبع لمسار المنافسة، يصطدم بضعف التنظيم من خلال غياب الجمهور، ليتحول المهرجان في ظل هذه المعطيات إلى مجرد احتفالية عابرة لا تقدم أي مساهمة فنية للجمهور مادامت أجواء المهرجان خالية من أي مبادرة لتقريب الجمهور من الفرجة المسرحية وفق تبني أشكال مسرحية أكثر استقطاب للجمهور على غرار أشكال مسرح الشارع، الحكواتي وحتى عروض مسرح الطفل. هذا، وقد خصصت لجنة التنظيم على هامش الدورة 51، ورشات تكوينية لفائدة مجموعة من الممثلين بينها ورشة الإضاءة، وورشة ثقافة الاتصال لدى الجمعيات والمنظمين إلى جانب ندوة حول مسرح الهواة…