ناقش رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، مساء الأحد، مع رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، بمقر الحركة في المرادية بالعاصمة، ملفات الانتخابات الرئاسية والوضع السياسي والاقتصادي والحلول المقترحة للأزمة التي تواجهها البلاد. ويعد اللقاء الأول من نوعه وجرى بحضور قياديين من الحزبين يتقدمهم رئيسا الكتلة البرلمانية للتشكيلتين السياسيتين. وأكد الأمين الوطني للإعلام والاتصال لحركة مجتمع السلم، الدكتور بوعبد الله بن عجمية، في تصريح ل"الشروق أون لاين"، وجود تطابق كبير في وجهات النظر بين قيادتي الحزبين حول تشخيص الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقال بن عجمية إن قيادة الحركة الشعبية الجزائرية، أبدت موافقتها الكلية على مبادرة التوافق لحمس كونها "الحل الأنسب والوحيد والواقعي للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد على أصعد كثيرة"، وأكدت على "ضرورة اغتنام استحقاق الرئاسيات المقبلة لاحتضان هذا التوافق". وأوضح بأنه حصل إجماع في اللقاء على أن "المشهد السياسي فيه غموض كبير وارتباك بين صناع القرار"، مشيرا أن "هذه طبيعة الأنظمة الشمولية التي تحسم دائما في هكذا استحقاقات في الربع ساعة الأخير". وقال المتحدث إن موقف حركة مجتمع السلم من العهدة الخامسة هو نفسه موقفها من العهدة الرابعة، مشيرا إلى أن "الإشكال ليس في عدد العهدات لكن في كيفية الوصول إلى الحكم بسبب التزوير واستخدام مؤسسات الدولة في ذلك". واستشهد بن عجمية بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذان يقودان بلديهما طيلة أربع عهدات كاملة. وأضاف بقوله: "نحن ندعو من خلال مبادرتنا إلى أخلقة الحياة السياسية ودمقرطتها ومن يوصله الشعب أهلا ومرحبا به". وبخصوص إمكانية تحقيق التوافق بين حزبين يحملان إيديولوجيتين مختلفتين، أكد الدكتور بوعبد الله بن عجمية، أن "حركة مجتمع السلم مستعدة لتجاوز الخلافات لصالح كل ما يخدم هذا التوافق لمصلحة بلدنا وشعبنا"، مضيفا أن "الوضع لم يعد يحتمل التأخير أو السير بعقلية متفردة من قبل النظام السياسي". وقال إن "مبادرة التوافق الوطني التي أطلقتها حمس تشمل جميع الأطياف السياسية في الجزائر من معارضة وسلطة وأحزاب موالاة، مضيفا أن الحركة لم تتوقف يوما وخاصة منذ 2013 من طرح المبادرات السياسية". وفي هذا السياق، أشار بن عجمية إلى أن "التوافقات تعني التنازلات من جهة والمشتركات من جهة أخرى، لأنه تكون البلاد في أزمة لا ينبغي أن نغلب المشاريع الخاصة او الإيديولوجيات، لكن الأولى في هو إخراج البلد من الأزمة"، مؤكدا أن "السلطة هي طرف أساسي في الحل والانتقال". وكشف الدكتور بوعبد الله بن عجمية، عن اتفاق قيادات حركة مجتمع السلم والحركة الشعبية الجزائرية، على ضرورة التواصل مستقبلا وإبقاء قنوات الاتصال والنقاش والحوار مفتوحة. وأكد وجود اتصالات مع باقي الأحزاب السياسية في إطار بلورة مبادرة التوافق وهو أمر طبيعي – يضيف بن عجمية- لأن الأحزاب السياسية في كل الدول تلتقي وتناقض مختلف الملفات، مستغربا من غياب ثقافة الحوار لدى الأحزاب السياسية في الجزائر. وذكر الأمين الوطني للإعلام والاتصال، الدكتور بوعبد الله بن عجمية، أن لقاء آخر كان قد جمع، نهاية الأسبوع الماضي، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، و علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات. وأفاد بأن اللقاء تمحور حول الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث عرض رئيس الحركة أفكار مبادرة التوافق الوطني بفرض الانتقال الاقتصادي والسياسي الناجح. وقال بن عجمية إنه "ظهر تطابق كبير في تشخيص الأزمة والحلول الضرورية للخروج منها من خلال الاتفاق على رؤية سياسية تكفل الدخول في مسار توافقي تكون الانتخابات الرئاسية فرصة له يضمن الاستقرار ووقف الفساد وحسن استغلال الموارد المتاحة وتوفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمار وحرية المنافسة والمساواة في الفرص وتحقيق إصلاحات سياسية تكفل وقف التزوير وتجسيد الحريات والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة بعد العهدة التوافقية على أساس التنافس على البرامج وتحمل مسؤولية التسيير".