تجمع العشرات من المتظاهرين، الأحد، أمام مبنى مجلس محافظة البصرة وسط المدينة، جنوبالعراق، احتجاجاً على تردي الخدمات العامة والفساد وقلة فرص العمل. ورفع المتظاهرون يافطات، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة، محملين إياها مسؤولية "استشراء الفساد في مفاصل الدولة"، و"سوء الخدمات" العامة فضلاً عن "تدني مستوى معيشة السكان". وخرجت التظاهرة، وسط انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب والشرطة المحلية وسط المدينة. وقال ثامر المسلم، وهو أحد المتظاهرين، إن "الحكومة العراقية غير جادة بتنفيذ تعهداتها بخصوص مطالب المتظاهرين". وأضاف: "سنواصل التظاهرات ولن نتوقف حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا بشكل فعلي". وأشار المسلم إلى أن "البلد ما يزال مسرحاً للفساد المستشري بجميع مفاصله، فضلاً عن عدم توفر أبسط الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء، وكذلك قلة الفرص للعاطلين عن العمل وهو ما انعكس سلباً على ذوي الدخل المحدود". وتابع بالقول: "المتظاهرون بانتظار خطوات فعلية وجادة لمحاربة الفساد، وتقديم الفاسدين للعدالة، والعمل بجدية لتحسين الخدمات وتوفير دخل وفرص عمل للعاطلين". والبصرة مهد احتجاجات شعبية متواصلة في محافظات واقعة جنوب البلاد ذات الكثافة السكانية الشيعية، منذ 9 جويلية الماضي ضد سوء الخدمات والفساد وقلة فرص العمل وتخللت الاحتجاجات الشهر الماضي أعمال عنف، خلفت 14 قتيلاً من المتظاهرين فضلاً عن إصابة المئات من أفراد الأمن والمتظاهرين. ولاحتواء الاحتجاجات، اتخذت الحكومة العراقية على مدى الأسبوعين الماضين قرارات لصالح تخصيص وظائف حكومية وأموال، وتعهدت بتنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات في محافظاتالبصرة، وذي قار، والمثنى، وميسان، والديوانية، وكربلاء، وبابل، لكن المحتجين يقولون إن قرارات الحكومة لا تتناسب مع حجم المطالب، ويشككون في إيفاء الحكومة بوعودها. ومنذ سنوات طويلة يحتج العراقيون على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنوياً عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط.